أزمةٌ إسرائيليّةٌ – روسيّةٌ قد تُلحَق ضررًا كبيرًا بالكيان وستتحوّل لدوليّةٍ تتورّط فيها واشنطن والإعلام العبريّ يُهاجِم موسكو ويتهكّم على نتنياهو: نسي أنّه لا أصدقاء لدى بوتين “المُجرِم”

 

تحدث موقع “إسرائيل دفينيس”، المُختّص في الشؤون الأمنيّة والعسكريّة، وجميع وسائل الإعلام العبريّة أيضًا، عن قضية قد تبدو في ظاهرها جنائية تتعلق بمواطنين بسيطين، إلّا أنّه في الخفاء، فتاة إسرائيلية ومواطن روسي يقفان وراء أزمة شديدة ألمت أخيرًا بالعلاقات بين إسرائيل وروسيا.

وقال الموقع إنّ نعمه يسسكار، إسرائيليّة – أمريكيّة تبلغ من العمر 25 عامًا، اعتقلت في روسيا قبل عدة أشهر بشبهة حيازة مخدرات، وحكمت عليها المحكمة الروسية بالسجن 7 سنوات ونصف، ووفقا لمعلومات مختلفة، طلب الروس التشديد في الحكم عليها من اجل الضغط لإطلاق سراح مواطن روسي مسجون في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، الذي يتم العمل على إجراءات تسليمه للولايات المتحدة بشبهة جرائم سايبر (جرائم بواسطة الإنترنيت) وخداع.

ولفتت وسائل الإعلام العبريّة، التي تناولت القضية بتوسّعٍ، لفتت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية قامت بإصدار بيانٍ رسميٍّ جاء فيه أنّ الدولة العبريّة تنظر بخطورةٍ إلى الحكم في روسيا على المواطنة الإسرائيلية، نعمة يسسكار، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المُستوى، والتي طلبت عدم الكشف عن اسمها، صرّحت بأنّ الروس تجاوزوا كل الخطوط الحمراء في هذه القضية، على حدّ تعبير المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.

بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، أفادت وسائل الإعلام العبريّة أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أصدر بيانًا، شدّدّ فيه ديوانه الرسميّ على أنّ رئيس الحكومة نتنياهو عمل بشكل شخصي في موضوع نعمة يسسكار في الأسابيع الأخيرة، وتحدث عن ذلك مع الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى سوتشي قبل عدة أسابيع وعاد وطرح الموضوع خلال مكالمتهما الهاتفية هذا الأسبوع، على حدّ قول المصادر واسعة الاطلاع بتل أبيب.

ولفتت صحيفة (هآرتس) في عددها الصادر اليوم الثلاثاء إلى أنّه في إسرائيل قد أوضحوا أنّ تبادل السجناء لم ينفذ لأنّ الجهات القضائية في إسرائيل أوضحت بشكلٍ قاطعٍ أنّ لا إمكانية لمنع تسليم المواطن الروسي أليكسي بيركوف بعد أنْ قررت المحكمة العليا في إسرائيل بشكلٍ نهائيٍّ بتسليمه، وتابعت قائلةً إنّه بعد لقاء نتنياهو وبوتين في سوتشي، اتصل رئيس الوزراء الإسرائيليّ بوالدة نعمة وأبلغها بما حصل، وشدّدّ في المكالمة الهاتفيّة المذكورة مع الوالدة على أنّه سيُواصِل بذل كلّ مسعى مع السلطات الروسية لإطلاق سراح نعمة يسسكار وإعادتها إلى حضن عائلتها، طبقًا للمصادر التي تحدثت مع صحيفة (هآرتس) العبريّة.

وتساءلت الصحيفة في تقريرها أنّه إذا انطلقنا من فرضية أنّ ألكسي بوركوف ليس المواطن الروسي الوحيد المعتقل في أنحاء العالم بشبهة جرائم في مجال سايبر، فإنّه من غير المفهوم لماذا تُصرّ روسيا على استخدام نعمة يسسكار كرافعة ضغط لإطلاق سراحه، مُضيفًة في الوقت عينه أنّه يبدو أنّ الروس اختاروا يسسكار بشكلٍ خاصٍّ، من جهة لأنّها إسرائيلية، وأيضا لكونها مواطنة أمريكية، ويمكن فقط التقدير أنّ للروس مصلحة في منع سقوط بوركوف في أيدي الأمريكيين، على حدّ تعبيرها.

على صلفةٍ بما سلف، هاجم الوزير زئيف ألكين، الذي يترأس اللجنة الاقتصادية للتنسيق بين إسرائيل وروسيا وعضو المجلس الوزاري السياسيّ-الأمنيّ المصغر، هاجم بشدة التصرفات الروسية في قضية سجن الإسرائيلية نعمة يسسكار، وفي حديث لصحيفة “إسرائيل اليوم” قال إنّه بعد هذا السلوك الروسي الفاضح، كنت لأنصح ابنتي بتجنب الطيران عبر روسيا، قال الوزير الإسرائيليّ، المُستجلَب إلى فلسطين من روسيا.

ونقلت الصحيفة العبريّة عن مصادر سياسيّة إسرائيليّة، وُصِفت بأنّها رفيعة المُستوى، نقلت عنها تحذيرها من أنّ هذه القضية قد تلحق ضررًا كبيرا بالعلاقات بين الدولتين وأيضًا قد تتطوّر إلى أزمةٍ دوليّةٍ، بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكيّة، كما أكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب.

وكتبت صحيفة (هآرتس) اليوم الثلاثاء أنّ قيام الروس باختطاف يسسكار الإسرائيليّة وحجزها كرهينةٍ وكرافعةٍ لإطلاق سراح المُواطن الروسيّ قد تدخل كتب التاريخ كأحد الرموز السوداء لأفول نجم نظام حكم بنيامين نتنياهو.   وتابعت الصحيفة إنّ “الصداقة الجريئة” بين رئيس الوزراء الإسرائيليّ وبين الرئيس الروسيّ، كما نعت العلاقة بينهما نتنياهو في شهر نيسان (أبريل) الماضي بعد إعادة جثة الجندي الإسرائيليّ، زخاريا باومِل، نسي أوْ تناسى أوْ تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيليّ أمرًا واحدًا مُهّمًا: فلاديمر بوتن ونظام حكمه يتصرّفان وفق القواعد التي يحتكِم إليها العالم السفلي وعصابات الإجرام المُنظَّم، على حدّ تعبير الصحيفة العبريّة.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى