الحياة الزوجية هي رباط مقدس قائم على مجموعة من الحقوق والواجبات، وتقوم على المودة والحب والاحترام، وهي ضرورة لإشباع حاجات الطرفين من السكن والمودة والرحمة وما يتفرع عنها من حب ورعاية واحتواء، ويعتمد الزواج الناجح على التفاهم والتقبل المتبادل بين الطرفين في جو أسري دافئ ومستقر وصحي.
تقول استشاري العلاقات الأسرية والإنسانية ألفت محجوب لسيدتي: الوصول للحياة الزوجية السعيدة لا يأتي بمحض المصادفة أو دون إصرار من الزوجين على الوصول إليها فى العلاقة الزوجية، ولكن يقتضي بذل الكثير من الجهد والإخلاص من أجل الإبقاء على المشاعر دافئة وعلى قيد الحياة، بل وزيادة مستوياتها ونموها وتعميقها يوماً بعد آخر، ولكن لكل شيء في هذه الحياة قواعد وأسساً تساعد في جعل هذا الزواج ناجحاً وسعيداً وهناك آلية ومفاتيح للحفاظ عليها.
-
الاحترام المتبادل
لا بد أن تُبنى العلاقة بين الزوجين على الاحترام المتبادل، فهو سبيل لحياة مستقرة بلا مشاكل، إلى جانب كونه أساس التفاهم والود، حتى تقوم بينهما حياة مستقرة قوامها الحب والود والتفاهم والرحمة، وعند اختفاء هذا الاحترام تبدأ العلاقة فى الانهيار، والاحترام يتمثل فى تصرفات حياتية كثيرة منها احترام الرأي الآخر، واحترام مشاعره وعدم الاستخفاف بها، وعدم التحدث بطريقة سلبية عنه أمام الآخرين، وأمام أهله، وأصدقائه، وحفظ غيبة كلا الزوجين للآخر، في المال والنفس والعرض، واحترام الزوجة لعائلة زوجها والعكس، بما يتماشى مع العادات الموجودة في المجتمع.
-
الثقة المتبادلة
تُعد الثقة عنصراً هاماً في علاقة زوجية سعيدة، فالشعور بالثقة والأمان وجهان لعملة واحدة، وهي ما تجعل العلاقة متينة وصلبة، والاعتراف بالأخطاء من الزوجين من شأنه أن ينشر جواً من الثقة بينهما، والثقة المتبادلة هي الملاذ الآمن للخروج من أي مشكلة يمكن أن تعصف باستقرار العلاقة الزوجية، فالثقة والصدق في التعامل بين الزوجين هما أساس السعادة الزوجية، لذلك على الزوجين احترام الثقة وتجنب كل السلوكيات التي قد تدمر الثقة بينهما.
-
ثقافة الاعتذار
في حالة حدوث سوء تفاهم بين الزوجين، فيجب الاعتذار من الطرف المخطئ بحق الطرف الآخر، لأنها من أفضل الطرق التي تحافظ على سلامة الحياة الزوجية بين الزوجين، والاعتذار لا يقلل من صاحبه ولا يدل على الضعف والخسارة، بل يدل على مدى الحب والاحترام المتبادل بينهما.
-
العطف
تعاطف الأسرة مع بعضها البعض من العوامل المهمة التي تشيع الأجواء النفسية الصحية بين الزوجين وتجعلها مستقرة ومتوازنة، فالحياة الزوجية السعيدة والغنية بالدفء والحب هي التي يستمر فيها الترابط بين الطرفين وتحتضنها السعادة، فلا بد أن يحنو كل طرف على الآخر، وأن يتبادلا حلو الكلام مصاحباً بابتسامة رقيقة واحتواء، وحنان يغمر العلاقة بينهما بالسكينة ويحفزهما نحو سلوكيات إيجابية، ويزيد الدفء داخل الأسرة.
-
التغيير والتجديد
العلاقة الزوجية في حاجة دائماً للتجديد والتغيير، كي لا يقع الزوجان في فخ الروتين اليومي الذي يسبب فتور العاطفة بين الزوجين، و لإعادة الحيوية والروح إلى الحياة الزوجية لا بد أن يشعر الزوجان بالتغيير كأن يقومان بإجازة للسفر لأحد الأماكن الجميلة، للاستمتاع بوقت الهدوء والفرح، وتحضير جلسات شاعرية ورومانسية تضفي جواً من الحب، فالشعور بالأمان في العلاقة يجعل الزواج سعيداً، فلا بد أن يكون كلا الزوجين شغوفين بتجديد عهدهما، وتجديد المشاعر حتى لا تنطفئ شعلة الحب بمرور الزمن وتصبح الحياة الزوجية مجرد نوع من التعايش، ولتجديد حياتها الزوجية بشكل إيجابي عليهما أن يضعا أيديهما على القصور والعيوب لإيجاد الحلول وعلاجها.
-
التسامح
التسامح يعني القدرة عن العفو عن الأخطاء، وعدم مقابلة الإساءة بإساءة مثلها، والحرص على التمسك بالأخلاق الراقية، فكل منا معرض لمواقف قد يخطئ فيها شريكه تجاهه، سواء على الصعيد الشخصي أو العملي، فيجب أن نلتمس الأعذار ونتجاوز عن الأخطاء، ونتذكر دائماً مزايا الشريك ولا نركز على العيوب، ولكي نحيا حياة سعيدة ومستمرة طوال العمر، لا بد أن نعتاد على التسامح، وألا نلتفت إلى المشكلات الصغيرة ونقوم بتضخيم الأمور.
- الصدق بين الأزواج
الصدق من أساس نجاح الحياة الزوجية، لأن الصدق يولد الأمان والثقة في العلاقة، الصدق المتبادل يمنحهما شعوراً بالأمان، والمصارحة تدفع إلى مزيد من الثقة التي تشكل أغلى ما يمتلكه الزوجان، والصدق يؤسس للحوار الناجح بين الزوجين، ويؤدي إلى المحافظة على الانسجام في البيت، وتقوية روابط الأسرة، فيجعلها مبنية على أساس قوي ومتين.
- الحرص على التواصل
التواصل الفعال والإيجابي في إظهار المشاعر والتعبير عنه، هو مفتاح حل أي مشكلات أو خلافات في الحياة الزوجية، وله دور في تحقيق السعادة لكلا الزوجين، فهو يُعزز من الحب والتفاهم فيما بينهما، ويقوم بتغير سير العلاقة الزوجية إلى الأفضل، والتقليل من سوء التفاهم والافتراضات الوهمية.
-
إحياء الذكريات الزوجية
يجب أن يحتفل الزوجان بالذكرى السنوية للزفاف، ويقومان باسترجاع الذكريات السعيدة الماضية الجميلة التي كانت سبباً من الأسباب التي أدت بشكل كبير في نجاح حياتهما الزوجية، وتؤدي لاستعادة أيام اشتعال الحب بينهما، وتجعلهما أكثر قدرة للتغلب على مشاعر الفتور التي قد تصيب العلاقة بين الزوجين بعد فترة من الزمن.
علاقة صداقة بين الزوجين
أكثر ما يجعل الحياة الزوجية سعيدة هو الصداقة بين الزوجين، فهي تؤدي للشعور بالثقة والمشاركة والإحساس بالتقارب الفكري والعقلىييي والعاطفي، والزوجان الصديقان يستطيعان بالقدرة على فهم وجهة نظر وأفكار بعضهما، ويقدمان العون لبعضهما ويقللان من وطأة المشاكل التى تصادفهما، ويستطيع كل منهما من التحدث بما يشعر به بمصداقية بالغة دون الخوف من الفقدان، وعندما يكون شريكك هو أعز أصدقائك، يُمكنك أنْ تتجرد أمامه من كل كبرياء إنساني، وتلجأ له عندما تشعر بأنَّك بحاجة إلى مَن يسمعك.
-
كن مستمعاً جيداً لشريكك
أن تستمع لشريك حياتك وتساعده في الوصول لحلول لمشاكله، واحدة من أهم أسرار الحياة الزوجية السعيدة، فلابد أن يحتضن الزوج كلماتها بأذنيه وهمساتها بعينيه عندما تلجأ إليه لمجرد الفضفضة التي تريح قلبها، والعكس أيضاً، فالإنصات لأحاديث الشريك الآخر سواءً كان لديه شيء مهم يسرده، أو لمجرد الثرثرة هام جداً لصحة العلاقة، فلا بد من الحرص على أنْ تستمعَا لبعضكما بكل تركيز، ولا تقاطعا أحاديث بعضكما، لأنَّ من حق كل طرف أنْ يجد الأُذن الصاغية بالطرف الآخر.