أسامة كوكش يحضّر للجزء الرابع : حارة القبة هي عائلة (أبو العز) لا أكثر ولا أقل !
يثير الكاتب الدرامي المهندس أسامة كوكش أحد الخبرات الهامة في التلفزيون العربي السوري على صعيد فن الإضاءة، يثير في الحوار التالي معه إشكاليات كثيرة تتعلق بالكتابة الدرامية والكتابة الأدبية، وذلك من خلال تجربته مع مسلسل حارة القبة الذي أنهى جزأه الثالث في عروض الموسم الرمضاني العتيد .
أسامة كوكش يأخذ على النقاد أو أصحاب وجهات النظر المعارضة للبيئة الشامية المطروحة أنهم يجانبون الحقيقة في هجماتهم المتكررة على المحتوى الدرامي لهذه الأعمال، ، ويقول إن العالم يقوم على الصراع بين (الخير والشر) ، والكتابة الدرامية عن هذا الصراع تستلزم تلقائيا العمل على هذه الثنائية التي تجعل الكتاب يبرزون الشر بوحشيته التي تعود فتستدعي استنكار الآخرين .
وردا على سؤال حول إذا ما كان ككاتب وفيا للشام في تقديمها بهذه الصورة قال الكاتب أسامة كوكش:
هل ما قدمته في (حارة الكوكش) عمل وثائقي ليخضع إلى كل هذه المحاكمة التي تخص تاريخ دمشق؟ هل أقرأ التاريخ وأقدمه كما هو؟ ما كتبته هو وجهة نظر عن دمشق، فما الذي يعنيه سؤال (الوفاء) لدمشق؟
- أنت متهم في استخدام الصورة السلبية عن الشام في تكثيف عمل يثير اللغط من جديد حول أعمال البيئة الدارجة؟
في رأيي ، يوضح الكاتب أسامة كوكش، دمشق مدينة كسائر مدن العالم، فيها الخير والشر. إذن أنا لست أمام وثيقة (مدرسية) تاريخية تحتاج إلى محاكمة. فالوفاء للتاريخ عملية فضفاضة!
أنا أقدم حكاية جرت بين عائلتين ، لا أكثر ولا أقل ، هذا المسلسل هو حكاية عائلة أبو العز وشقيقته إخلاص وزوجته لا أكثر ولا أقل ، صادفت أن هذه الأحداث ترتدي لبوسا دمشقيا ..
ورفض الكاتب أسامة كوكش الرأي القائل بأن أعمال البيئة الشامية انتهت ، ورأى في رده أن الأعمال التي نتابعها هي أعمال متفردة ومميزة ولا مثيل لها في أي دولة عربية .
وقال : مازلنا ننتج هذا النوع من المسلسلات لأنها مطلوبة في المحطات لأن هناك مشاهد يتابعها ، والدليل الإعلانات التي ترد على المحطات، ولذلك تصر المحطات الخليجية على دفع الأموال ثمنا لهذه الأعمال ، لأن الأمر ببساطة أن المشاهد يتابعها.
وأضاف أسامة كوكش/ في هولييوود أو في الهند تنتج شى أنواع المسلسلات أو الأفلام، ولم نسمع أن أحدا طالب بإيقاف أي صنف أو نوع من هذه المنتجات . شباك الذاكر هو الذي يحكم، وعندما يخسر النوع أو الفيلم يسقط .
-
لماذا تقول ذلك ؟
سمعت أن هناك من ينوي توقيع عريضة لإيقاف عرض أو إنتاج أعمال البيئة الشامية . وهذا الكلام مضحك للأسف .
-
ماالحل؟ ماهي آليات التعامل اللازمة مع أعمال البيئة الشامية لنرضي السوق والنقاد والمحتجين؟
يؤكد الكاتب أسامة كوكش أن الحل هو تطوير هذا النوع من المنتج . ويجب أن يدخل إليها خيال الكاتب ليقدم أعمالا من هذا النوع . مثل على ذلك هناك من قال إن يوسف العظمة اغتيل غدرا. هل يمكن أن نقدم دراما بهذا المضمون؟ هذا تشويه للصورة الوطنية، هناك تحريف أو وجهة نظر مغايرة للوثيقة (المدرسية) .
وهناك مثال آخر، فرواية العائمة للكاتب الراحل صميم الشريف، بعد أن قامت الرقابة بحذف الكثير منها ، والكلام لابنه الصديق طلال الشريف، ومع ذلك أنا موافق على المضمون الذي نشر، ولكن هل توافق الرقابة على ذلك ؟ وسأقول لك إنني لوة أخذت مكان الرقيب وتلبست ذهنيته لن أسمح لها أن تطبع !
-
هل السوق هو العامل الأساسي في الاتجاه إلى هذا النص؟
العلم يتغير في تعامله مع الواقع ، يشرع المثلية ، المخدرات .. ونحن نتأثر ، وذائقة الجمهور تغيرت . صارت الحلقة تقيم على أساس كم صفعة كان فيها. هل هناك حوار جميل؟ هل البطل هو تاجر مخدرات ؟
في (حارة القبة) هل كان يمكن قتل (طبنجة) للخلاص من تطويل معاناته ؟ هل يمكن سكب الأسيد عليه لنتخلص منه؟ لايمكن للكاتب أن ينساق إلى مايريده المشاهد بتخفيف الإطالة ، فذائقة الجمهور تغيرت ، وأنا لن أجاريها ؟
دمشق قبل مائة عام كان فيها الصالح والطالح ، ثنائية الخير والشر موجودة. لكن في المنطق أن تقدم الخير فقط هذا غير موجود في العالم ، وهذا يعني تغييب الصراع .
-
لكن المرأة ظهرت في حارة القبة ليس كما هو حالها، وهناك تعنيف للمرأة !
لا أفهم الاعتراض على وضع المرأة . هناك من ينشر صور عن النساء السوريات المتحضرات ، هذه موجودة في دمشق، ولكن عددهن محدود . أما المرأة العادية فهذه هي . النسوة المتحضرات كانوا الاستثناء. المرأة كانت تلف حالها بملاية سوداء، وهذالاالنموذج مازال موجودا ..
كيف ننصف المرأة ، هو أن نقدم لها دورا في الحياة . المرأة التقليدية كان دورها محصورا في أسرتها ، وهذا إنصاف لها . أما المرأة الطبيبة والمثقفة فعدد نماذجها قليل . ويحتاج التعامل مع هذا النموذج إلى وثيقة .
لنعد إلى (أم العز) في حارة القبة هي امرأة دافعت عن ابنتها بشراسة دون أن تعتعرض لزوجها، وترتب على ذلك أحداث كثيرة أليست جديرة هذه المرأة بالاحترام ؟
أما المرأة الشريرة الماكرة، فهذه هي الحياة !
-
لماذا هذا التركيز على العنف والوحشية والخيانة وحب المال
هل نهرب من أحداث الحرب؟ هي مليئة بالدم والسواد . يريدون صورة ناصعة ، هذه صورة مشتهاة غير موجودة!
-
ماذا عن الجزء الجديد من حارة القبة ؟
يفترض أن هناك جزء رابع ، لكن ليس في هذا الموسم ، إنما في موسم العام 2025 إلأا إذا استجدت ظروف على الشركة .