علاقات اجتماعية

أسباب الملل في الحياة الزوجية

لا وجود لزواج لا تتخلله الخلافات من حين إلى آخر، ولا تخبو فيه المشاعر المتأججة.. إلا أن الخطر الحقيقي يظهر حينما تتبدل السعادة إلى حالة من السأم المستمر، هنا لا يعود الضجر شيئاً بإمكاننا غض الطرف عنه ببساطة، وإنما علامة يجب أن نمنحها قدراً عالياً من الاهتمام.

فجوهر الزواج الناجح، هو التوفيق بين احتياجات الإنسان الأساسية، شقّها الأول الشعور بالأمان والانتماء، الثقة والاستمرارية؛ لتكون ركائز يستند عليها الزوجان عند خوضهما لتجارب الحياة اليومية. وشقّها الآخر الحاجة المهمة للمرأة والرجل، إلى الحرية والمغامرة وخوض الأمور التي تمثل مساحة الشغف الخاص لكلٍّ منهما.. من هنا؛ فإنّ افتقاد إحدى الرغبات القابعة في الشقّ الآخر، قد يُبيح للملل النفاذ على الحياة الزوجية، لكن العلاقات السوية هي التي تقوم على التوفيق بين الشقين.

تقول الدكتورة آمال إبراهيم، خبيرة الأسرة لـ«سيدتي»: لا تخلو الحياة الزوجيّة من الخلافات والمشاكل، إنّما الأخطر تفاقم هذه المشاكل وعدم العمل على حلّها بالحوار؛ فتصل العلاقة بين الزوجين إلى طرفٍ مسدود قد يؤدّي إلى انتهاء الزواج.

وما هو أخطر من الخلافات، سيطرة الملل والروتين على الحياة الزوجيّة، والتّغاضي عن هذا الأمر وعدم معالجته قبل فوات الأوان، يؤدّي إلى تدمير الحبّ بين الطرفين، وكذلك العلاقة بينهما.

أنواع الملل التي قد تصيب الحياة الزوجيّة

تخترق اللامبالاة حياة الزوجين نتيجة الضغوط التي تواجههما في تفاصيل الحياة اليوميّة، من عمل وعلاقات اجتماعيّة وعائليّة وغيرها؛ فيجد أحد الزوجين أو كلاهما نفسه في حالةٍ من اللامبالاة، مع فقدان الرغبة في القيام بأيّ نشاط؛ فيلجأ إلى الاستلقاء سعياً وراء الراحة فقط.

الملل بسبب الروتين

تُعدّ الحياة بمثابة روتينٍ يومي يعيشه الزوجان؛ بدءاً من الاستيقاظ صباحاً والذهاب إلى العمل، ثمّ العودة إلى المنزل لرؤية الأطفال وقضاء بعض الوقت مع الشريك ثمّ النوم، وتكرار المشهد نفسه يومياً.. لا بدّ أن يتمّ بذل الجهد من أجل كسر الروتين، والقيام ببعض الأمور غير المتوقّعة التي تزيد من سعادة الزوجين.

فقدان الشغف

عندما لا تتمّ معالجة الملل الناتج عن الروتين في الحياة اليوميّة، في الوقت المناسب، قد يصل الأمر بالزوجين إلى فقدان الشغف؛ فيحاول الطرف الذي يشعر بالملل، الانخراط بنشاطٍ معيّن، ولكن سرعان ما يتوقّف عنه نتيجة الشعور بالملل.. وهذه الحالة تُعدّ مجهدة نفسياً، وقد يحتاج الطرف المعني إلى المساعدة.

عدم الرضا

يُعدّ الشعور بعدم الرضا من أنواع الملل، ويصاحبه إحساسٌ دائم بعدم الراحة، والحاجة إلى شيءٍ ما غير معروف؛ إضافة إلى انفعالات شديدة على الأشياء البسيطة، تنعكس سلباً على العلاقة مع الشريك.. ويشعر الطرف المعني بأنّ ما يفعله لا جدوى منه، وقد تتطوّر الحالة لتصبح خطيرة، وقد تحتاج إلى معالج نفسيّ.

الفتور

تتساوى المشاعر في مرحلة الفتور التي تُعتبر أشبه بالشعور بالاكتئاب، وهي خالية من أيّة انفعالات؛ فلا يرغب الطرف المعني في بذل أيّ مجهود للتغيير؛ انطلاقاً من نظرة متشائمة تسيطر عليه، وكأنّه استسلم بالفعل لحالة الملل التي أصابته.. وقد يتفاقم الأمر بشدّة؛ بحيث يشكّل خطراً على السعادة الزوجيّة والحياة برمّتها.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى