العلاقات الاجتماعية هي عصب الحياة الذي لا يمكن لأي شخص أن يتعايش بدونها سواء العلاقات الأسرية أو المهنية أو العاطفية، وتعرف بالصلات والروابط التي يتبادلها الأفراد مع بعضهم البعض، والعلاقات الاجتماعية كما لها وجهها الإيجابي ولها أسباب لنجاحها بالمقابل، لها سلبياتها وظروفها وأسباب لفشلها، بالسياق التالي سيدتي التقت شريف إسماعيل الباحث في الاجتماع والموارد البشرية في حديث حول أسباب فشل العلاقات الاجتماعية.
العلاقات الاجتماعية ضرورة لتعزيز الشعور بالانتماء
يقول شريف إسماعيل الباحث في الاجتماع والموارد البشرية لسيدتي : الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وأنه يحب التواصل والاجتماع مع من حوله من الناس، وتكوين العلاقات الاجتماعية الناجحة معهم، وتشغل هذه العلاقات الاجتماعية والإنسانية جانباً مهماً لديه لما لها من تأثير في تغذية نفسه وشحنها بالطاقة الإيجابية فتساعده على التغلب على كافة المشاكل والصعوبات التي قد تعترض مسيرة حياته، وتلعب العلاقات الاجتماعية دوراً حاسماً في الرفاهية العامة والصحة العقلية للأشخاص، حيث توفر لهم الشعور بالانتماء والراحة والأمان، وتتخذ هذه الروابط أشكالاًعديدة، كما في العائلة والأصدقاء والزملاء، وهي ضرورية لتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع وتعزيز التماسك الاجتماعي.
معوقات تسبب فشل العلاقات الاجتماعية وانتهائها
قلة الاهتمام
ينصب اهتمام الشخص على مشكلاته وحياته فقط ولا يهتم لأمرالأطراف الأخرى ولا لمشاكلهم، ودائماً يكون أحد الأطراف هو المبادر بالاتصال، وقد يلاقي صدوداً وعدم رد على رسائله من الآخر، ولا يبذل الطرف الآخر أيّ جهد للتواصل والتجاوب معه، وبالتأكيد إن قلة احترام وتقدير الأطراف بين بعضهم البعض تؤدي إلى هدم علاقاتهم.
إساءة الفهم
أن يقوم أحد الأطراف بتفسير الكلمات بشكل خاطئ، أويصدر منه تعليق بسيط قاله بعفوية تامّة ولم يقصد به الإساءة فيتسبب في مقاطعته، أو كأنْ يخطئ في فهم واقعة أو موقف ما، ولم يكن الطرف يقصد بما قاله فيحمله مَنْ يراه على غير محمله الطبيعي.
أزمة الثقة
يعد الافتقار إلى الثقة أو فقدانها من أكثر الأمراض إضراراً بنجاح العلاقات، فهي تؤدي حتماً إلى الشك في حالة اكتشافه، وبالتالي تدمر العلاقة القائمة على المدى الطويل، فبدون الثقة تفقد العلاقة اثنين من الركائز الأساسية لرابطة قوية هي السلامة والأمن.
اللوم والعتاب
يقال إن كثرة العتاب تنفر وتفرق، فوجود التأثيرات السلبية أو الطاقة السلبية أو لوم الآخرين المتكرر، أحد الأسباب القوية لفشل العلاقات الاجتماعية، كعدم مراعاة بعض اﻷفراد لمشاعر اﻵخرين والقيام بسلوكيات وردود فعل سلبية، فلابد أن تتغافل عن الخطأ ولا تفكر في الوقوف عنده لتعاتب.
اختلاف الأهداف
يجب على الشخص أن يندمج مع الآخرين بشكل بسيط وسهل وفي الأهداف المشتركة بينهما، فعادةً لا تنجح العلاقات الاجتماعية التي تشوبها المشكلات من حين لآخر، أو يوجد فيها اختلاف شاسع ما بين متطلبات كل شخص على حدة.
العلاقات القائمة على المصلحة
العلاقات الاجتماعية القائمة على المصلحة لا تستمر لفترة طويلة، كالتعاملات المادية عادةً لا تستمر طويلاً، لأنه بمجرد انتهاء الغرض الأساسي منها، ستنتهي العلاقة مباشرة، فهذه العلاقات لايوجد بها الأمان والطمأنينة والراحة والأمن والبقاء، لذلك تكون العلاقة مهددة بالانهيار في أي وقت، وهي سبب في فشل الكثير من العلاقات الاجتماعية.
ضعف التواصل الفعّال
حيث يمكن أن يؤدي انقطاع التواصل إلى تجنب التواصل العميق، أو قد يعاني البعض من مشكلة في مهارة التواصل والاتصال مع الآخرين، مما يسبب حالة نفسية لدى الشخص، ما قد ينتج عنها فشل في علاقاته الاجتماعية، كأن يتجنب اللقاء معه أوعدم السؤال عنه، أو ينصب اهتمامه على مشكلاته وحياته ولا يهتم لأمره ولا لمشكلاته، ولا يتواصل مع الآخر إلا حين يحتاج معلومة أو مساعدة منه.
التوقع
التوقع هو إدلاء بأحداث ينتظر حصولها، والمقصود به إن كل طرف من الأطراف يتوقع أموراً وسلوكيات معينة من الطرف الآخر، لكنه يصدم عند عدم حدوث هذه التوقعات، لأنه دائماً غير قائم على الخبرة أوالمعرفة.
تحليل السلوكيات
يقوم الأفراد بتحليل السلوكيات والأقوال الصادرة من الأشخاص المقابلين حسب اعتقاده وتفكيره، وهذا لا يعني أن يكون هذا التحليل صحيحاً بل في الغالب يكون خاطئاً، وهذه التراكمات والمشاكل المتراكمة دون حلها تؤدي إلى عدم الاستمرار في العلاقة بل وانتهائها.
كثرة النقد
يعتبر النقد أحياناً سمة ملازمة لبعض الأفراد، حيث إنهم يقومون بنقد الأشخاص الآخرين بحيث يستخدم المنتقد في الغالب عبارات محبطة، تقلّل من قيمة الفرد وتؤدي إلى قتل شخصيته، فالبعض لا يهمّهم شيئاً سوى انتقاد كل شخص وكلّ شيء، فيرمون بتعليقاتهم للآخرين والتي لا تكون ذات صلة في بعض الأحيان بالموقف، وهذا يؤدي لفشل وانهيار العلاقة.
ردود الأفعال والتصرفات
تختلف ردود الأفعال والتصرفات للمواقف الحياتية من شخص لآخر، فهناك من تكون ردود أفعالهم لائقة، وهناك من تكون ردود أفعالهم عنيفة وقاسية، ففكرة السيطرة على الأطراف في العلاقات الاجتماعية والتحكم بهم فكرة رديئة وتقتل الروابط الاجتماعية بينهم.
الأنانية
الشخص الأناني دائماً له رغبة ذاتيّة في السّيطرة على الآخر وامتلاك ما هو له بدون حقّ، فإذا ظهرت الأنانية لدى أحد الأطراف أو كليهما ستكون سبباً في فشل العلاقات، وتقتل معها كل فرصة لإحيائها من جديد، والأنانية في كل الجوانب سواء مادية أو عاطفية، تؤذي المشاعر وتسبب الألم.
مجلة سيدتي