أسعار النفط تحت 60 دولارا بفعل تخمة في المعروض والمخزونات
انخفضت أسعار النفط إلى أقل من 60 دولارا للبرميل اليوم الخميس بفعل ضغوط من ارتفاع المخزونات العالمية وانخفاض أقل من المتوقع في مخزونات الخام الأميركي وتجاوزت الإمدادات العالمية من النفط الطلب على مدى الأشهر الستة الماضية مما تسبب في تضخم المخزونات ودفع أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني.
وانخفض خام برنت 60 سنتا إلى 59.55 دولار للبرميل. كما تراجع الخام الأميركي الخفيف 60 سنتا إلى 50.55 دولار للبرميل وانخفضت مخزونات الخام الأميركية بمقدار 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في السابع من ديسمبر/كانون الأول مما أثار خيبة أمل بعض المستثمرين الذين توقعوا انخفاضها بمقدار ثلاثة ملايين برميل.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون كبار آخرون منهم روسيا في الأسبوع الماضي إنهم سيسعون إلى خفض فائض المعروض. واتفقوا على خفض الإنتاج إجمالا بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا واستهدف التحرك الذي تقوده أوبك وروسيا الضغط على تخمة المعروض النفطي وإعادة الاستقرار إلى الأسعار التي تدم فترة تعافيها طويلا بعد اتفاق خفض إنتاج النفط السابق في 2016.
ودفع اتفاق خفض الإنتاج أسعار النفط إلى أكثر من 80 دولارا للبرميل، لكن موجة جديدة من الانخفاض بددت تلك المكاسب في الأشهر القليلة الماضية لترسم صورة قاتمة لوضع السوق وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط اليوم الخميس إن ذلك يجب أن يكون كافيا لحدوث عجز في الإمدادات بالسوق بحلول الربع الثاني من العام المقبل إذا التزمت أوبك وغيرها من كبار المنتجين باتفاقهم، فيما تقول أوبك إن نمو الطلب على النفط يضعف.
وقالت أوبك إن الطلب على نفطها في 2019 سينخفض إلى 31.44 مليون برميل يوميا بما يقل 100 ألف برميل يوميا عن توقعاتها في الشهر الماضي وهو ما يمثل انخفاضا قدره 1.53 مليون برميل يوميا عن المستوى الذي تنتجه المنظمة حاليا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن سوق النفط العالمية قد تتحول إلى العجز في وقت أقرب من المتوقع بفعل اتفاق الإنتاج بين أوبك وروسيا وآخرين وقرار كندا خفض المعروض وأبقت الوكالة التي مقرها باريس على توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2019 عند 1.4 مليون برميل يوميا، دون تغير عن تقديرات الشهر السابق، متوقعة نموا قدره 1.3 مليون برميل يوميا هذا العام.
وقد يقوض عدم التيقن بشأن الاقتصاد العالمي الناشئ عن توترات التجارية بين واشنطن وبكين، استهلاك النفط في العام القادم، وذلك مع تسارع في نمو المعروض وقالت وكالة الطاقة “بالنسبة للعام 2019، يظل توقعنا لنمو الطلب عند 1.4 مليون برميل يوميا حتى مع تراجع أسعار النفط كثيرا منذ ذروة أوائل أكتوبر/تشرين الأول. بعض الدعم الناتج عن انخفاض الأسعار سيبطله ضعف النمو الاقتصادي عالميا، لاسيما في بعض الاقتصادات الناشئة.”
وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اتفقت الأسبوع الماضي مع روسيا وسلطنة عمان ومنتجين آخرين على خفض إنتاج النفط الخام 1.2 مليون برميل يوميا من يناير/كانون الثاني لكبح تنامي مخزونات الوقود غير المستخدمة وقالت وكالة الطاقة إن قرار حكومة مقاطعة ألبرتا الكندية بإجبار منتجي النفط على كبح المعروض سيفضي إلى أكبر خفض في إنتاج الخام العام القادم وسينخفض إنتاج ألبرتا من الخام والرمال النفطية بمقدار 325 ألف برميل يوميا من يناير/كانون الثاني ليضغط على المخزونات الضخمة التي تكونت بسبب اختناقات في طاقة خطوط أنابيب.
وتراجع سعر النفط بمقدار الثلث تقريبا منذ بداية ربع السنة الحالي إلى حوالي 61 دولارا للبرميل من ذروة أربع سنوات قرب 87 دولارا في أوائل أكتوبر/تشرين الأول وفي تقريرها السابق الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني، قالت الوكالة إنها تتوقع أن يظل هناك فائض في المعروض في سوق النفط العالمية على مدى عام 2019، لكنها تتوقع حاليا أن يحدث عجز بحلول الربع الثاني من العام المقبل في حال التزمت أوبك باتفاقها بشأن الإمدادات.
وقالت الوكالة “الوقت سيبين مدى فعالية اتفاق الإنتاج الجديد في إعادة التوازن لسوق النفط
وجاء جزء من ضعف أسعار النفط خلال النصف الثاني من العام الحالي بسبب مخاوف بشأن مدى تأثير التباطؤ الاقتصادي على نمو الطلب.
ويتوقع صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن ينمو الاقتصاد العالمي بوتيرة أبطأ في العام المقبل عن المتوقع قبل ستة أشهر وتوقعت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في نوفمبر/تشرين الثاني أن يتباطأ نمو الاقتصاد العالمي إلى 3.5 بالمئة في 2019 مقارنة مع 3.8 بالمئة في العام الحالي.
وقالت وكالة الطاقة “الضبابية بشأن التوترات التجارية والسياسات النقدية الأكثر تشددا تواصلان التأثير على الثقة والاستثمار. قد يتسبب تراجع توقعات الاقتصاد العالمي في 2019 الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في خفض نمو الطلب على النفط بنحو 100 ألف برميل يوميا”.
ميدل إيست أون لاين