أسعار النفط تواصل مكاسبها وسط مخاوف جيوسياسية وتحديات إنتاجية
ارتفعت أسعار النفط البارحة الثلاثاء، معززة المكاسب التي حققتها في الجلسة السابقة، نتيجة توقف الإنتاج في حقل يوهان سفيردروب النفطي بالنرويج. ومع ذلك، ظل المستثمرون حذرين وسط تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا.
بحلول الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت للتسليم في يناير/كانون الثاني بمقدار 15 سنتًا أو 0.2% لتصل إلى 73.45 دولارًا للبرميل. كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي للتسليم في ديسمبر/كانون الأول 15 سنتًا أو 0.2% لتصل إلى 69.31 دولارًا للبرميل. وارتفع عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر يناير/كانون الثاني الأكثر تداولًا بمقدار 13 سنتًا ليصل إلى 69.30 دولارًا.
عوامل تدفع الأسعار للصعود
قفزت أسعار الخامين القياسيين بأكثر من دولارين للبرميل في الجلسة السابقة، بعدما أعلنت شركة “إكوينور” النرويجية عن توقف الإنتاج في حقل يوهان سفيردروب، أكبر حقل نفطي في غرب أوروبا، بسبب انقطاع الكهرباء. ولم يتم تحديد موعد محدد لاستئناف الإنتاج، وفقًا لمتحدث باسم الشركة.
وفي قازاخستان، خفض حقل تنغيز، الأكبر في البلاد، إنتاجه بنسبة 28% إلى 30% بسبب أعمال الصيانة الجارية التي من المتوقع أن تُستكمل بحلول السبت المقبل، مما أسهم في تقليص الإمدادات العالمية.
قال محللون لدى بنك “آي.إن.جي” في مذكرة إن توقف الإنتاج في حقل يوهان سفيردروب، الذي ينتج 755 ألف برميل يوميًا، إلى جانب انخفاض الإنتاج في حقل تنغيز، عزز مكاسب الأسعار.
تصعيد التوترات الجيوسياسية
على الصعيد الجيوسياسي، ازدادت المخاطر مع تصاعد الصراع بين روسيا وأوكرانيا، حيث سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى لاستهداف الأراضي الروسية، في خطوة وصفتها موسكو بـ”المتهورة”.
جاء هذا القرار بالتزامن مع أكبر غارة جوية شنتها روسيا على أوكرانيا منذ ثلاثة أشهر، ما تسبب في أضرار كبيرة في نظام الطاقة الأوكراني. وردًا على ذلك، حذرت روسيا من تصاعد المخاطر الأمنية مع حلف شمال الأطلسي، وأكدت أنها ستتخذ إجراءات مضادة.
تحديات السوق
في ظل هذه التطورات، يظل السوق النفطي في حالة من عدم اليقين. إذ يترقب المستثمرون تحركات “أوبك بلس”، وما إذا كان التحالف سيعمد إلى خفض الإنتاج لدعم الأسعار أو زيادته لتلبية الطلب المتزايد.
يواصل المتداولون أيضًا تحويل التداولات من عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر ديسمبر/كانون الأول إلى عقد يناير/كانون الثاني قبل انتهاء تداولات الشهر الحالي يوم الأربعاء.
نظرة مستقبلية
مع استمرار التحديات الجيوسياسية وضغوط الإمدادات، يبدو أن سوق النفط سيظل متقلبًا خلال الأيام المقبلة. تظل الأنظار متجهة نحو استئناف الإنتاج في الحقول المتوقفة والتطورات المتعلقة بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، مما يجعل استراتيجية “أوبك بلس” محور الاهتمام لدعم استقرار الأسعار في ظل الظروف الحالية.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية