علاقات اجتماعية

هل يستخدم الشريك أسلوب الصمت العقابي عند كل جدال؟

قد يتفاجأ أحد الشريكين بعد بداية حياتهم المشتركة بأن هنالك نوع من   الصمت العقابي يلتزمه أحد الزوجين عند وقوع كل مشكلة، وبالرغم من أنه تصرف قد يوحي بالبساطة وكأنه صمت وفقط، إلا أنه يُلحق بالكثير من الأذى النفسي للطرف الآخر الذي قد يعيش في حالة من التوتر في محاولة منه لفهم ما يريد الشريك..

والصادم بأن هذا النوع من الصمت يسمى في علم النفس بالصمت العقابي، وهو نوع من التلاعب العاطفي يستخدمه الشخص لمعاقبة الآخرين الأضعف منه أو لتحقيق مراده، بالطبع لا يقتصر الصمت العقابي على العلاقة الزوجية، فهنالك الكثير من الآباء يطبقونه في محاولة للتلاعب والسيطرة على أبنائهم، وهذا ما قد يبرر ظهوره لدى الأبناء الذين سيصبحون زوجات وأزواج مستقبلاً.

تحدثنا الأخصائية سيرين زيادة، مدربة تطوير المهارات والمختصة بالبرمجة اللغوية العصبية NLP والذكاء العاطفي الاجتماعي أكثر عن الصمت العقابي في الأسفل.

الفرق بين الصمت العقابي وبين الصمت كرد فعل!

تقول المدربة سيرين بدايةً: “يجب التفريق بين الصمت العقابي و بين رد فعل الصمت الذي قد يصل إليه الشخص نتيجة تصرفات الطرف الآخر. والتي يقرر من خلالها أنه لا يريد أن يستنزف طاقته بالتفاعل. فالأولى طبع أما الثانيه فهي قرار بأن التواصل غير مجدي. ومن المهم ألا يكون قرار الصمت عن قهر، خذلان أو إحباط .. وإنما تقبل فكرة أن الطرف الآخر ليس لديه مهارة التواصل الفعال”.

وتسهب الأخصائية في الحديث عن الصمت العقابي فتقول: “قد يشعر الشخص أحياناً بأنه غير قادر على التعامل مع مشاعره أو حتى عدم القدرة على مواجهة مشاعره بأنه مخطأ. فيقرر بأنه سيستخدم الصمت كطريقة في تحميل الطرف الآخر مسؤولية الموقف وشعوره بالتعاسة. وذلك بأن يجعله يشعر بالتوتر عن طريق الهجر والبعد أيضا. كذلك قد يكون أسلوب عقابي يتلاعب به الطرف الصامت بالطرف الآخر كوسيلة للضغط حتى يحصل على ما يريد، وهذا التصرف يدرج تحت قائمة passive aggressive أي العدوانية المبطنة“.

كيف أتعامل مع الصمت العقابي؟

عادة قد لا يعلم الطرف المُتلاعَب به بأن يخضع لهذا النوع من الضغط أو العدوان المبطن إلا بعد مرور فترة طويلة، فما يكون منه إلا محاولة التحدث المستمر مع الشريك المؤذي، أو التنازل وتحقيق مبتغاه كي يوقف صمته العقابي، ولكن هذا التلطيف سيأتي بمفعول عكسي وهنا سيشعر الشخص الذي يطبقه بالمزيد من السيطرة وبالتالي الاستمرار في الصمت كلما أحتاج لذلك!

  طرق ستمكن الطرف الآخر من التعامل مع الشريك

  • محاولة فتح مواضيع عادية وإن لم يتفاعل الشريك الصامت يتم تجاهل الأمر!
  • عدم إظهار التوتر أو إلتزام الصمت، على العكس يجب أن يظهر بأن حياته مستمرة دون أية ضغوط.
  • عدم التقليل من النفس والشعور بأنك شخص غير مهم ومشاعرك غير هامة.
  • مواجهة الشخص بأن هذا الأسلوب لن يحل الخلافات.
  • التحرر من انتظار و توقع الشخص أن يعترف بخطأه أو أن يعتذر.
  • عدم الوقوع في فخ الاستفزاز الذي قد يستخدمه الشخص الذي قد يجعلك تدخل في طاقة الدفاع أو الهجوم التي تستنزفك.
  • اعتبار هذه الفترة هي فترة ليركز الشخص على نفسه.

ومن المهم جداً داخلياً أن يصل الشخص للتوازن النفسي بعدم تحليل المواقف و إعادة اجترار ما حدث.

في النهاية، كانت هذه مجرد لمحة عن أسلوب الصمت العقابي. فإن شعرت بأن شريكك يبالغ في اتباعه أساليب التلاعب بمشاعرك كنوع من السيطرة. فيمكنك اللجوء للمختصين للتعافي ومعرفة ما يجب فعله لوضع حد لمثل هذه التصرفات.

مجلة سيدتي

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى