أسواق المال الأوروبية تنتعش مع وصول ماكرون للدورة الثانية في الانتخابات الفرنسية

باريس- (أ ف ب): تفاعلت أسواق المال الأوروبية ايجابا مع نتائج الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية واغلق مؤشر بورصة باريس على ارتفاع هو الأكبر منذ العام 2008، مراهنة على فوز المرشح الليبرالي المؤيد لاوروبا ايمانويل ماكرون بالرئاسة. وقال دانيال لاروتورو المدير العام المندوب لدى ديامان بلو جيستيون “ترى البورصة أن الرهان السياسي قد زال. المخاطر التي كانت تحدق بالاسهم تراجعت”.

واضاف “الارتياح بقدر قلق الاسواق من فرضية دورة ثانية بين مرشحين مناهضين لليورو مع برامج نفقات عامة مهمة جدا لا يعرف مصدر تمويلها”.وحل ماكرون وزير الاقتصاد السابق في الطليعة في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية (24,01 لمئة)، متقدما على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن (21,30 بالمئة)، بحسب نتائج نهائية نشرتها وزارة الداخلية.

واعتبر محللو بنك ناتيكسيس ان “الاقتراع ايجابي للاسواق” مشيرين إلى “ان المستثمرين يشعرون بالارتياح”. واضافوا “بعد بريكست وانتخاب دونالد ترامب فإن مفاجأة الدورة الاولى للانتخابات الفرنسية هي غياب عامل المفاجأة!”.

وانتهى مؤشر “كاك 40 ” مسجلا 4,14% بعد ان وصل الى 5295 نقطة في اعلى مستوى منذ 15 كانون الثاني/ يناير 2008 قبل الازمة المالية في صيف ذلك العام. اما مؤشر بورصة فرانكفورت فقد سجل ارتفاعا نسبته 3,37% مغلقا على 12454 نقطة في حين اغلقت بورصة مدريد مسجلة زيادة نسبتها 3,76%. . اما بورصة ميلانو فقد اغلقت على 4,77% في حين سجلت السوق المالية في لندن ارتفاعا بنسبة 2,11%..

واستفادت أسهم البنوك خصوصا وكسبت اسهم بي ان بي باريبا وسوسيتي جنرال وكريدي اغريكول نحو 7 بالمئة في المبادلات بباريس. كما شهدت اسهم باركليز البريطاني ويوني كريدت الايطالي ودويتشه بنك الالماني ارتفاعا كبيرا.

– الديون الفرنسية
تراجعت السندات الفرنسية لعشر سنوات بنسبة 0,831 بالمئة وهي الادنى منذ منتصف كانون الثاني/ يناير 2017 لكنها عادت وارتفعت قليلا لاحقا.وفي مؤشر أكثر اهمية تقلص الفارق مع السندات الالمانية للفترة ذاتها، بشكل واضح ما يدل على تفاؤل المستثمرين ازاء نوعية الدين الفرنسي وعودتهم مجددا الى المخاطرة.

وقبل افتتاح بورصات أوروبا كانت أسواق المال الاسيوية حددت الاتجاه، فأنهت بورصة طوكيو مثلا على ارتفاع بنسبة 1,37 بالمئة في حين كانت بورصات اخرى في المنطقة ذاتها على ارتفاع ايضا.
وشهدت العملة الاوروبية (اليورو) التي باتت رهانا مركزيا بين المرشحين الذين يدافعون عن العملة الموحدة والمرشحين الداعين للعودة الى العملة الوطنية الفرنسية، قفزة بنسبة 2 بالمئة مقارنة بالجمعة. وبلغت قيمتها حتى 1,0937 دولارا وهو اعلى مستوى لها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 عند فوز ترامب. لكنها تراجعت لاحقا الى مستوى 1,0849 دولارا.

اما بالنسبة للمستثمرين فيبدو ان الامر حسم. وقال المحلل راي اتريل “انهم يعتبرون ان الامر حسم وان ايمانويل ماكرون (39 عاما) سيكون الرئيس المقبل للجمهورية بعد أسبوعين”.
واشارت استطلاعات الراي الى أن ماكرون سيفوز في الدورة الثانية في 7 ايار/ مايو بأكثر من 60% من الاصوات.

وقال مايكل هيوسن المحلل لدى سي ام سي ماركتس “في حين تحتفل الاسواق بما يعتبر ضربة قاسية للحركة الشعبوية سيكون من الخطأ ان يفكر السياسيون بان مشاكل فرنسا سويّت”.
واضاف “مع تراجع الحماسة السؤال الجديد سيكون حول قدرات ايمانويل ماكرون على الوفاء بالوعود التي قطعها خلال حملته”.

ويبدو أن الشكوك زالت حول النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية وباتت الاسواق تترقب الانتخابات التشريعية.
وقال محللو ساكسو بنك “السؤال سيطرح (..) على الامد الطويل بشأن قدرة ايمانويل ماكرون على جمع أغلبية برلمانية مستقرة حوله. والموعد القادم سيكون في حزيران/ يونيو مع الانتخابات التشريعية”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى