
مع اختلاف شخصياتنا وتفاعلاتنا واحتكاكنا نكتشف أن كلاً منا لديه بعض العادات والطباع والتصرفات التي قد تكون غريبة أو مزعجة لشركائنا بالحياة، بعض منا يتجاهل الأمر ويعتقد أن هذه الطباع والتصرفات ما هي إلا أمور بسيطة لا تستدعي الانزعاج، أو أن هذه الطباع والتصرفات من عمق الشخصية ولا يجب تغييرها عنداً أو تكبراً وأن الطرف الآخر عليه هو التغيير أو التماهي والتقبل، على أننا قد لا ندرك أن هذه الأشياء الصغيرة والتي نزعم أنها لا تسترعي الانتباه قد تتحول لإزعاجات كبيرة وقد تتطور لمشاكل كبيرة. بالسياق التالي “سيدتي” تعرفك إلى أشياء صغيرة تفعلها تتحول لإزعاجات كبيرة لشريكك وكيفية التوقف عنها.
تجنب الإزعاج في العلاقات الزوجية أو تصحيحه
يقول مختص التنمية البشرية أمير مجاهد لـ”سيدتي”: في العلاقات الإنسانية عامة لا بد من الانتباه لطريقة تصرفنا مع من يحيطون بنا سواء الغرباء أو الأقارب، ففي بعض الأحيان يمكن لأشياء صغيرة نفعلها بدون انتباه أن تصبح إزعاجات كبيرة، فكلنا بفعل البيئة والتربية والعادات والتقاليد تكون لنا طريقة تفكير مختلفة وطريقة تصرف وأسلوب تفاعل مختلف مع أمور الحياة وسياقاتها، ومن ثمّ لا بد أن نفكر في كيفية تأثيرها على من يحيطون بنا، خاصة شركاء الحياة فهم الأقرب والأكثر صلة واحتكاكاً، على أن الأمر لا يتطلب أن نغير شخصياتنا ونتصرف بشكل مثالي ومتوازن يتسق مع ميول وفكر وطبيعة شريك الحياة، ولكن الأمر ببساطة أن يحاول كل منا أن يكون على دراية بما يضايق أو يزعج الطرف الآخر فيتجنبه ويقدم بعض التنازلات حتى يتسق الأمر و يزدهر الزواج السعيد بالتفاهم بين الطرفين والتوافق والتقارب بعيداً عن الخلاف والمشاحنات بلا داعٍ.
يوضح مجاهد: عندما يزعج شخص شريكه باستمرار بتصرفاته وأسلوبه بدون انتباه أو عن قصد محفوفاً بالتقليل من شأن ما يفعله، فقد يؤدي ذلك إلى نمط مزعج في العلاقة الزوجية فتبدو الصورة أن أحد الشريكين يحاول الإساءة إلى الشريك الآخر والتحكم فيه وإجباره على تقبل الأمر والذي قد يؤدي لرد فعل عكسي، فغالباً ما يؤدي هذا إلى تمسك الشريك بموقفه ورفضه القيام بالأشياء بدافع الضيق والانزعاج والذي قد يصل للكراهية حيث تخلق أنماط الإزعاج في العلاقة اختلالاً في توازن القوة وقد تؤدي إلى فقدان الشريكين للاحترام والثقة في بعضهما البعض، ولذلك فالإزعاج هو شيء يجب على الأزواج تجنبه في علاقتهم أو تصحيحه إذا كان نمطاً موجوداً.
علامات إزعاج شريك الحياة
تتحدث بصيغة الأمر ودائماً ما تعطي التعليمات دائماً
إذا كنت تعطي شريكك التعليمات دائماً أو تخبره بما يجب أن يفعله، فهذه علامة واضحة على أنك تزعج شريكك. إذا سألك شريكك عن كيفية القيام بشيء ما، فمن المناسب أن تخبره بلغة بسيطة غير متكلفة ولا تتحدث بتكبر وإن لم تستطع فتوقف عن الكلام، فإعطاء التعليمات لشريكك يعني أنك تعرف أفضل منه، أو لا تثق في حكمه. بدلاً من الشك في قدرته، ركز على السماح له بحل المشكلات معك فأنتما في نفس الفريق.
تحاول السيطرة على كل شيء حولك
إذا كنت تميل إلى التحكم في الآخرين، فقد تكون منزعجاً من شريكك بدون أن تدرك ذلك. فالأشخاص الذين يحاولون التحكم في كل شيء حولهم غالباً ما يفرضون عبئاً كبيراً على شركائهم ليتصرفوا بطريقة معينة أو يفعلوا الأشياء بطريقة محددة. وقد يبدو هذا الأمر مزعجاً إذا شعر شريكك بأنك تملي عليه ما يجب عليه فعله، كما قلنا من قبل، ولذلك فبدلاً من محاولة التحكم في كل شيء حولك، بما في ذلك تصرفات شريكك، ركز على تصرفاتك، إذا كنت تحب القيام بشيء ما بطريقة معينة، فيمكنك إخبار شريكك ببساطة، وإذا كان من المهم جداً بالنسبة لك أن يتم القيام بشيء ما بطريقة معينة، فافعل ذلك بنفسك! من المهم أيضاً أن تتعلم كيف تثق بشريكك مما قد يقلل أيضاً من مقدار تذمره من طريقة تعاملك معه.
تلّح في طلب أمرٍ ما
هناك فرق كبير بين طلب خدمة (وتذكير شريكك بأنك طلبت منه خدمة) والتذمر. طلب الخدمة هو شيء يمكن لشريكك اختيار القيام به أو عدم القيام به. إذا وجدت نفسك تطلب من شريكك مراراً وتكراراً القيام بأشياء من أجلك، فهذه علامة على أنك تزعجه، فإذا لم يفعل شيئاً في المرة الأولى التي تطلب منه فيها ذلك، ففكر في سبب عدم قيامه بذلك. قد يكون لا يريد القيام بذلك الأمر أو لم يفهم ما تعنيه، ولذلك فالتحدث عن طلبك والاستماع إلى وجهة نظر شريكك سيساعدك على ضمان التواصل بوضوح، كذلك من المهم أن تتذكر أن شريكك ليس مضطراً إلى القيام بكل ما تطلبه منه.
تترك أغراضك مبعثرة في أنحاء المنزل
قد يبدو الجورب الضال هنا، أو كوب القهوة المنسي هناك، غير ضار، ولكن بمرور الوقت، يمكن أن تتراكم الفوضى وتخلق شعوراً بالفوضى. قد لا يقول شريكك أي شيء بشكل مباشر، ولكن الفوضى وترك المكان مهملاً أو حتى التنظيف المستمر بعدك قد يصبح مرهقاً، ولذلك ابذل جهداً لترتيب ما أحدثته من فوضى بنفسك وحاول المساهمة في الحفاظ على مساحة معيشة مشتركة ومنظمة.
انتقاد هوايات أو اهتمامات الطرف الآخر بشكل متكرر
يحتاج الجميع إلى متنفس للاسترخاء والاستمتاع. إذا كان شريكك يحب ألعاب الفيديو أو الرياضة أو جمع الطوابع، فحاولي إظهار بعض الاهتمام الحقيقي. حتى لو لم تشاركيه شغفه، فإن التقليل من هواياته يمكن أن يجعله يشعر بأنه غير مسموع وغير مقدر. بدلاً من ذلك، قدمي الدعم وربما حاولي المشاركة من حين لآخر – قد تتفاجئين بمدى المتعة التي تستمتعان بها معاً.
احتكار الحديث من طرف واحد
الجميع يستمتعون بمشاركة القصص والخبرات، ولكن هل لاحظت أنك تهيمن على المحادثة غالباً؟ ربما يحاول زوجك التدخل، لكنك تتحدثين من دون قصد. أو ربما نادراً ما تسألينه عن يومه وتركزين بدلاً من ذلك على سردك الخاص. نحن لا ننكر أن الحماس أمر رائع، ولكن يجب أن تذكري أن المحادثات طريق ذو اتجاهين ولا ينبغي أن تحتكري الحديث وتقاطعيه كلما حاول أن يبدي وجهة نظر مختلفة.
عندما تبدأ كل جملة بـ “أنت“
إذا بدأت الجملة بـ “أنت” في كل مرة تتحدث فيها مع شريكك، فهذه علامة على أنك تزعج شريكك. إن استخدام عبارات “أنت” يربط اللوم ويمكن أن يجعل شريكك يشعر وكأنه يقصر في حقك أو يخيب ظنك. كما أن استخدام عبارات “أنت” يمكن أن يجعل شريكك يشعر بالإنزعاج والدفاع عن نفسه ويدفعه إلى التمسك بالأشياء ورفض مساعدتك. يمكن أن يؤدي هذا إلى نمط مزعج في علاقتك، مما يؤدي إلى شعور كلا الشريكين بالإحباط والسخط، ولذلك بدلاً من إلقاء اللوم عليه عبر “أنت” حاولي إعادة صياغة الموقف للتحدث عن شعورك، وابدئي بجمل من نوعية ” لقد تضايقت لأن … “، أو”شعرت بخيبة أمل لأن…” هذا النوع من إعادة الصياغة يزيل اللوم من المعادلة وسيساعدك على التواصل بشكل أكثر فعالية.
عندما يخبرك شريكك صراحة أنك تزعجه
من العلامات التي تدل على أنك تحدث إزعاجات كبيرة لشريكك أن يعبر عن هذا الانزعاج بالتذمر والضيق، فإذا شعرت بتذمر شريكك فاعلم أنك تزعجه فعلاً وأنه لا يمزح، وفكر في كيفية التواصل معه بشكل أكثر فعالية حول ما تريده وما تحتاجه من العلاقة، حيث التواصل بشأن توقعاتك واحتياجاتك في العلاقة سيضمن لك ولشريكك أن تكون العلاقة صحية.
مجلة سيدتي