لكي تحصل على الشيء… ينبغي أن تحسن انتظاره !
لكي تحصل على الشيء… ينبغي أن تحسن انتظاره !
القصيدة يرتكبها الشاعر أحياناً ، كالذنوب!
إذا أتيت من منفاك يوماً…
إلى مدينتك التي أحببت،
بعد غياب عسير ،
ابتسم للشوارع ،
لنبض غبارها، يهبّ على زجاج أحلام البيوت.
ابتسم ، فلربما تذكّرك الرصيف ، الذي عليه مشيت !
………
إذا أتى بك الحنين يوماً ،
إلى الشجرة التي في ظلالها…لعبت…
ولم تجدها…
ابتسم…
ثم انحن قليلاً…
قليلاً إلى الأسفل ،
إلى العميق العميق، مما لا تراه العين،
إلى آثار ندبتها في التراب.
انحن أكثر ، كمصلٍ مبتدىءٍ في الخشوع.
ثم انتظر… مدة دمعتين لا أكثر،
واحدةٌ من الماضي ، وأخرى مما لديك الآن.
انحن أيها المبتدىء العاطفي…
ولسوف ،
“فجاة”…
الشجرة التي في ظلالها لعبت
وإليها عدت…
لسوف
تورق
بين الأنقاض !
ـ 2 ـ
” إن أردت السرّ يوماً…
فسَل عنه أزهار الخميلة.
عمرها يوم… وتحيا اليوم حتى منتهاه”
………………….
وأنا ذاهب لأقطف أزهاراً…
لم أجد أمامي سوى سكين مطبخ طويلة كسكين الجزار.
قطعت أعناق الزهور بها…
لم أر دمها يسيل على يدي ، كما يحلو القول للشعراء.
ذلك لأن الزهور لا تبالي بما يحدث لها أبداً !
ـ 3 ـ
تركت الكتاب مفتوحاً على الصفحة التسعين من …الكارثة .
حين أعود إليه ، أعود مليئاً بخشية أن يخرج الرجل المسلح من الصفحة التسعين…
ويقول لي ، بنبرة المنتصرين ، على أرنب الحياة البريّ…
“احرس لي سطري الأخير، في الصفحة التسعين ”
وأخشى ان أقول له ، بجبروت المهزومين المؤقتين:
” أمرك سيدي ” !
ـ 4 ـ
آخر مرة…
أذكر آخر مرة مددت فيها يدي إلى سريرك ، وأنت نائمة كورقة توت على سرير دودوة الحرير…
كنت أعلم أنني أقرأ العام 2033 …أي بعد عشرين عاماً من الآن… وأنك سوف تنجين من الموت ،
ذلك لأن أباك ، بلمسة قديمة ، ألغى اتجاه الطلقات.
يومذاك…سيكون قد استحال غباراً للنجوم ، صاعداً نحو هاوية “الراحة الأبدية” . وأنت جسورة تعبرين الطريق الى عصر جديد.
يومذاك سيغير صناع الدروع بضاعتهم،
سيستبدلونها بواقيات مبتكرة… الحب !
الآن… أنا ذهبت بكامل أسراري الناقصة…
فابقي أنت بنقصان الشجاعات الكامله…
ولسوف تعيشين كزهرة الأمير الصغير…وحيدة وسعيدة !
ـ 5 ـ
ليست وطناً هذه البلاد
ما دام الذين يسكنونها ليلاً
وهم نائمون يصبحون أشخاصاً مسالمين .
والشمس لا تغير عادتها صباحاً
فهي تتلو الفجر نشيداً أكملته في قلبها الساخن
فينتشر الضياء…
لكن الذين يستيقظون من وطن النوم
يصبحون أشراراً ، ويقتلون.
………..
سأصبح اليوم ،
أنا أحد الساكنين في هذه البلاد،
خيّراً لأول مرة…
فأكفّ ، كأنني تائب ،
عن شتيمة جاري…
سأكتفي بالقول، إذا واجهني ، عتبة لعتبة :
صباح الخير يا جاري…
ثم بعدها أمد سكيني ، على العتبة !
هذه بلاد…..
الساكنون الآمنون فيها … هم الموتى !