أغرب مزاد علني في سورية !

دمشق ــ خاص بوابة الشرق الأوسط الجديدة:

في حي مساكن برزة الذي يقع في الشمال الغربي لمدينة دمشق اكتظاظ سكاني كبير، وقد جعلت الحرب هذه التجمع البشري خليطا من المهجرين والسكان الأصليين إلى أن وصل عدد سكانه إلى أكثر من ثلاثمائة ألف مواطن..

ولأن هؤلاء يعيشون تحت ضغط الحرب، صاروا يبحثون عن مكان يقضون فيه أوقات المساء، وكان هناك مجمع تجاري استأجره مستثمر من الدولة قبل سنوات بعشرين مليون ليرة سورية سنويا ، واشتغل لتحويله إلى مجموعة مطاعم ومول وشرفات لشرب العصير والأراكيل والتنزه، إلى أن جرى التغيير الوزاري الأخير وتولى الدكتور عبد الله الغربي وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، وشرع في إجراءات سريعة لفتت الأنظار، من بينها إلغاء العقود السابقة مع المستثمرين في المنشآت التي تملكها الدولة، ومن بينهم المستثمر المذكور…

أثيرت المسألة في الصحافة وعلى مواقع التواصل، لكن الحكم القضائي حسم المسألة، وعرضت المنشأة للاستثمار من جديد من خلال مزاد علني ، وكان المزاد العلني من أشهر المزادات التي حصلت في تاريخ سورية الحديث؟

فماذا حصل في هذا المزاد ؟!

كان المزاد العلني قصيرا جدا، بحيث لفت الأنظار في معطياته وزمنه ونتائجه، فقد استمر نحو ثلاثين دقيقة، هي مجموع الوقت المخصص للمزاد بعد حذف وقت الاستراحات ..

وتقول الصحف السورية، إن المزاد المنعقد بدأ بحضور كل من وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومعاون وزير المالية والعدل حماسياً يتسابق فيه 19 متقدماً لرفع سقف المزاد كل ثانية” وبطبيعة الحال، فإن الطبيعة الحماسية ستسيطر عليه لأن المستثمر الفائز بالمزاد سيحصل على بقرة جحا كما يقولون ..

ووصف الحضور هذا المزاد بأنه أسخن مزاد حصل في سورية، فقد كان السعر الذي يستثمر فيه المكان ثلاثين مليونا، واندفعت الأرقام ترسم أفقا جديد رغم إجماع أغلب الحاضرين في المزاد على أنه من المفروض ألا تزيد أجرة استثماره على 300 مليون لأن قيمة مرابحه الحقيقية هي من تفرض ذلك..

وتقول صحيفة تشرين : ” لكن التنافس الشرس بين الحاضرين لم يكن يؤكد ذلك، ففي أقل من 10 دقائق وصل الرقم إلى 850 مليوناً، ليتغربل بعدها المشتركون وتقتصر المزايدة على بعض أسماء التجار المعروفة، ولكن وبمجرد أن وصل المبلغ إلى المليار لم تعد أعصاب شريك المستثمر القديم للمول تحتمل ليصرخ خارج القاعة بأن المول لا يستحق كل ذلك المبلغ وأن الشخص الذي سيدفع ملياراً إما أنه مجنون أو مخطئ لأنه سيخسر حتماً 700 مليون ليرة وهنا انتفض التاجر الذي رسا عليه المزاد وسيم قطان لتبدأ الملاسنة فيما بينهما، والتي لم تتطور للتشابك بالأيدي بسبب تدخل البعض…”

وصلت ذروة المزاد إلى مليار وعشرين مليون ليرة سورية أي بزيادة قدرها مليار ليرة سورية، وتحول المزاد إلى نقطة علام للبناء عليها، ولطرح الأسئلة عن كثير من منشآت الدولة المستثمرة قبل الحرب، ومن الطرائف التي ذكرت أن هناك من يستأجر بيتا من أموال الوقف بحلب منذ مائة سنة بثلاث ليرات سورية لمساحة تزيد عن مساحة مسجد !!

على الفور ، انعكست خطوة المزاد العلني التاريخي على الدولة، وأعلن رئيس الحكومة السورية عماد خميس في اجتماع رسمي أن الحكومة لن تتهاون ولن تترك أي (شبر) من أملاك الدولة إلا بعد إعادة النظر فيه وبالعقود الخاصة فيها، مشيراً إلى أن معظم أملاك الدولة مؤجرة بأسعار بخسة، «بتراب المصاري» على حدّ تعبيره.

وأضاف خميس: إن الإيجارات الحالية لمعظم أملاك الدولة لا تليق بالمؤجر ولا بالمستأجر ولا حتى بسمعة الحكومة نفسها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى