ألا يبكي أحد
ألا يبكي أحد … في لحظة من لحظات الحرب العالمية الثانية، تداول بعض القادة الحديث عن مغادرة موسكو، وقد أصبحت الجيوش النازية على أبوابها، فقال لهم ستالين: هل لدى قواتكم مجاريف كافية؟
فسأل أحدهم: لماذا المجاريف؟
أجاب ستالين: لكي يحفروا قبورهم…
القيادة باقية في موسكو.
وصمدت موسكو للحصار والجوع والبرد والقصف، وانهزم النازيون.
وفي لحظة من لحظات الحرب... اعتبرت الكنيسة ستالين ملحداً. ثم، في ظلال طلائع النصر، طوّبته الكنيسة قديساً.
لم يعد أحد يطلب هذا النوع من القادة، وإن كانت الحاجة إلى مثل هؤلاء موجودة في قلب المنظومة الوطنية والأخلاقية طوال الوقت، بحيث تصبح البطولة والشجاعة والإرادة… مكوّناً كامناً في لحظة صفر واستعداداً لها.
الذين نحتاجهم: حماة الخبز اليومي، واللقمة الشريفة، ووفرة عرق الجبين في قلب العمل الكريم، وبقوة أخلاق القانون.
الذين نحتاجهم قادة رأي، وموجهو طرق، وعازفو كمنجات، ومدرسو علوم الحياة.
الين نحتاجهم: أشخاص بسيطون وعليمون ومجتهدون ونظيفو
اليد والقلب واللسان.
الذين نحتاجهم كل ما ليس لدينا الآن.
لا أدري لماذا كلما اجتهدت حكوماتنا… فشلت .
وكلما قرأت… صارت أكثر عماء،
وكلما انتهت أزمة دخلنا بأصعب منها.
وكلما أعلن أحد ما عن وجود حل نكتشف أن الحلول هي التعقيدات.
لا أدري لماذا قدمت الصين خلال سنة واحدة 345 ألف براءة اختراع و 857 ألف تصميم صناعي لمنتج جديد؟
لا أدري لماذا تخرج الهند في أقل من سنتين أكثر من مليون و 100 ألف مهندس، في شتى تخصصات الهندسة المعمارية والمدنية والكهربائية والكيميائية وغيرها.
ولا أدري لماذا ليس لدى العرب اختراع واحد ومنجز له أهمية في حياة ومصير البشر؟
وأخيراً…. من الصعب أن يكون لدينا مثل هذا الرئيس الأوكراني الذي خطب قائلاً بضعة أسطر، وهو ممثل كوميدي- معروف:
“… أريد وبشدة، ألا تعلقوا صوري في مكاتبكم، علقوا صور أطفالكم بدلاً منها، ومكانها.
في الماضي بذلت جهدي، كممثل كوميدي، كي “يضحك ” الشعب.
أما في السنوات الخمس القادمة… فسأعمل لكي “لا يبكي” أحد.