علوم وتكنولوجيا

ألعاب الفيديو صالات تمرين لعقلك

ان كنت تجاوزت بالفعل مرحلة الشباب، فقيد يكون الوقت قد حان لتبدأ في تمرين عقلك، لكن هذه المرة ليس في صالة الألعاب الرياضية، بل على كرسيك امام لعبة الفيديو المفضلة لديك.

وتقول دراسة بريطانية جديدة ان ممارسة ألعاب الفيديو تجعل عقلك أكثر شباباً، لكن التمارين الرياضية لا تفعل ذلك.

وبحسب صحيفة “التليغراف” البريطانية، فقد أُجريت الدراسة على 1000 شخص خضعوا لاستبيانات حول مدة ممارستهم الألعاب أسبوعياً، وكذلك نمط حياتهم.

ووجد الباحثون أن اللاعبين المنتظمين لألعاب الفيديو مثل «FIFA» و«Grand Theft Auto وMinecraft» لديهم القوة العقلية نفسها، الخاصة بشخص أصغر منهم سناً بـ10 سنوات تقريباً، مع تحسن في الذاكرة والانتباه ومهارات التفكير.

ولم يلاحَظ أي تحسن إدراكي لدى غير اللاعبين الذين يمارسون الرياضة ويلتزمون بالمدة الموصى بها من النشاط الأسبوعي، التي تبلغ 150 دقيقة.

وتتناقض هذه النتائج مع الاعتقاد السائد بأن التمارين الرياضية يمكن أن تحسّن المهارات الإدراكية.

إلا أن الباحثين أكدوا أن عدم ممارسة الرياضة زاد من خطر إصابة الأشخاص بالاكتئاب بمرتين، والقلق بمرة ونصف المرة.

وقال مؤلف الدراسة البروفسور أدريان أوين، وهو عالم أعصاب من جامعة ويسترن في كندا: “إن الأشخاص الذين يمارسون ألعاب الفيديو بشكل متكرر، أي 5 ساعات أو أكثر في الأسبوع، لديهم قدرات عقلية وإدراكية مشابهة لتلك الخاصة بالأشخاص الأصغر منهم سناً بنحو 13.7 عام في المتوسط”.

قدرات عقلية وإدراكية مشابهة لتلك الخاصة بالأشخاص الأصغر منهم سناً بنحو 13.7 عام في المتوسط

وأضاف: “أما الأشخاص الذين شاركوا بشكل غير متكرر في ألعاب الفيديو ولعبوا أقل من 5 ساعات في الأسبوع، فقد كانت لديهم قدرات عقلية وإدراكية مشابهة لتلك الخاصة بالأشخاص الأصغر منهم سناً بـ5.2 سنة”.

ولفت الباحثون إلى أن السبب وراء هذه النتائج قد يرجع إلى فكرة أن ألعاب الفيديو عادةً ما تكون جذابة للغاية وتحتاج إلى تركيز وذكاء، وتعزز الانتباه البصري وسرعة المعالجة وقدرات حل المشكلات.

ظهرت الدراسات أن ممارسة ألعاب الحركة والاستراتيجية يمكن أن يحسن الانتباه الانتقائي وقدرات المعالجة البصرية. علاوة على ذلك يمكن لأنواع معينة من الألعاب مثل ألعاب الألغاز. أن تعزز المرونة الإدراكية ومهارات حل المشكلات. هذا يعني أن الألعاب يمكن أن تكون أداة مفيدة لتطوير المهارات العقلية.

ومع ذلك هناك أيضًا مخاوف بشأن الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية على العقل. وجدت إحدى الدراسات أن ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة يؤدي إلى إزالة التحسس من العنف الواقعي وتقليل السلوك الاجتماعي الإيجابي. علاوة على ذلك تم ربط اللعب المفرط بالإدمان. والذي يمكن أن يكون له آثار نفسية خطيرة. على سبيل المثال يمكن أن يؤدي إدمان الألعاب إلى العزلة الاجتماعية والاكتئاب والقلق.

من المهم ملاحظة أن تأثيرات الألعاب الإلكترونية على العقل ليست عامة. سيكون لدى الأشخاص تجارب مختلفة مع الألعاب. ولن يكون لكل الألعاب نفس التأثيرات. يمكن لبعض العوامل مثل نوع اللعبة التي يتم لعبها ومقدار الوقت المستغرق في اللعب والسمات النفسية الفردية أن تؤثر جميعها على كيفية تأثير الألعاب على العقل.

 

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى