أمل عرفة في مرمى صبية الفايسبوك!
سبق للمخرج السوري الشاب السدير مسعود أن أنجز العام الماضي إعلاناً تجارياً عن «تشيبس» محلي الصنع، يصرف أصحابه أموالاً باهظة على الإعلان! وقد حقق الشريط يومها جدلاً كبيراً، ولعب بطولته: عبد المنعم عمايري، وفايز قزق ومصطفى المصطفى! عادت ماركة «التشيبس» نفسها هذا الموسم بميزانية ملفتة لصنع علان تجاري جديد أدت بطولته مجموعة من النجوم على رأسهم أمل عرفة وأخرجه محمد عبد العزيز. مُني الإعلان بكم انتقادات محقة كونه يجرّب تقديم حالة مستوحاة من الملاحم السينمائية العريقة مثل «قلب شجاع» وغيره، لكن ما تابعناه على الشاشة اشتغل بمنطق سوري يتماشى مع إمكانيات: جوان خضر وصالح الحايك وناهد الحلبي وعلاء القاسم وغسّان عزب أبطال الإعلان، إلى جانب عرفة التي لحقتها حصّة الأسد من الهجوم، بسبب التقاط صبية الفايسبوك صوراً ثابتة Screen Shot من الإعلان وهي توحي بالألم، واعتبارها بأنها تشي بدلالات جنسية، أو الافتراض الساذج أن نجمة «خان الحرير» لعبت بطولة الإعلان غيرةً من طليقها «العمايري».
وما زاد الطين بلّة الهجوم على عرفة من قبل إحدى الممثلات السوريات التي اشتهرت بـ «ري آكشن» يتيم تنجزه في كلّ الحالات خلال مسيراتها المتواضعة! لم يخطر في بال أحد من أميي السوشال ميديا هؤلاء، بأن الانتقاد بهذه الصيغة الوضيعة لا يمكن أن يوجّه لمؤسسة فنية شاملة تحمل رصيداً فنياً حافلاً، في حين لم يجرّب أحد من العباقرة الجدد الذين قذفتهم المواقع الافتراضية للحياة العامة، أن يجري جردة حساب سريعة ليكتشف بأن الممثلة المخضرمة ليست موجودة في أيّ من الأعمال المحلية أو العربية هذا الموسم! طيبّ، لا نعرف حقاً كيف يحق لممثلات السيلكون، أو عارضات الأزياء، أو القادمات من مسابقات ملكات الجمال أن ينتزعن الفرص بينما تجلس أمل في بيتها، رغم أنه لا يمكن اقتراح بديلة لها في أدوارها الخالدة حتى من زميلاتها المكرّسات! ترى هل على عرفة أن تظلّ مستمرة في حفر الصخر لتنتزع فرصها، رغم أنها الأبرز بين بنات جيلها؟! كيف يمكن لأم عازبة ضمن موجة الغلاء الفاحشة أن تستمر في الحياة وتحقق التوازن المادي المطلوب ولو في حدوده المعقولة! ببساطة وبدون الرجوع لصاحبة العلاقة، يمكن الحكم منطقياً بأن: «دنيا أسعد سعيد» أنجزت الإعلان في الدرجة الأولى من أجل المال، وهذا حق مشروع لقامة فنية تنحسر فرصها أمام عينها، من دون أن تنال ما تستحقه من تكريم! ويحق القول بأن مارك زوكربيرغ عندما ابتكر الفايسبوك قال: بأن الأمي والجاهل صارا في خانة واحدة مع المثقّف والعارف!
صحيفة الاخبار اللبنانية