تحليلات سياسيةسلايد

أميركا تريد ضمانات قبل الانسحاب: «اتفاق قسد» – دمشق يمضي قدماً

دخل اتفاق العاشر من آذار، بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، والقائد العام لـ«قسد» مظلوم عبدي، مرحلة جديدة، مع بدء دخول الأمن العام السوري إلى “سد تشرين” في ريف حلب، وأيضاً الإعلان عن تشكيل لجنة الوفد المفاوض عن «قسد»، في أعقاب اجتماعٍ ثانٍ عُقد، أول أمس، بين عبدي، ورئيس الوفد الحكومي حسين السلامة.

 

وتضمّ اللجنة، كلّاً من القيادية الكردية فوزة يوسف، ورئيس «حزب المستقبل» حامد المهباش، ورئيس «حزب الاتحاد السرياني» سنحريب برصوم، وأحمد يوسف وسوزدار حاجي، كما تقرَّر تعيين متحدّثَين باسمها، هما: مريم إبراهيم وياسر سليمان. وسيضطلع الوفد بمهامّ مناقشة آليات دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التي تديرها كل من «قسد» و«الإدارة الذاتية» في مناطق شمال وشرق سوريا، في بنية الدولة السورية، واستكمال الإجراءات التنفيذية لبنود اتفاق عبدي – الشرع.

وجاء قرار تشكيل وفد «قسد» المفاوض بعد استكمال تطبيق معظم بنود اتفاق حيَّي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، وكذلك اتفاق “سد تشرين”، حيث دخلت قوات الأمن السورية إلى هذه المناطق، وبنت نقاطاً مشتركة مع قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش)، علماً أنه تمّ الحفاظ على الإدارة المدنية التابعة لـ«الذاتية» في الحيّين والسد، كنموذج محتمل للّامركزية التي تطالب «قسد» بتطبيقها في مناطقها.

تؤكّد مصادر كردية أن «الجانب الأميركي ضاعف من ضغوطه على “قسد” والحكومة السورية»

وعلى خطّ مواز، يُتوقع أن يُعلن، اليوم، عن اتفاق بين وزارة التربية السورية و«هيئة التعليم» في «الذاتية»، لاتخاذ إجراءات خاصة بامتحانات طلاب شهادات التعليم العام الأساسي والثانوي، إذ هناك إمكانية تبنّي الوزارة لامتحانات الشهادات التي تجريها «الذاتية»، ودمْج مدارسها تدريجياً مع مدارس وزارة التربية في مرحلة لاحقة.

كما من المُقرّر أن يصار إلى الإعلان عن موعد «المؤتمر القومي الكردي»، وسط ترجيحات لعقده في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، من أجل الإعلان عن توحيد الأحزاب الكردية في رؤية واحدة جامعة، يُرجّح أن تتبنّى «الإدارة الذاتية» كنموذج للحلّ في مناطق «قسد»، وخصوصاً بعد دعوة زعيم «حزب العمال الكردستاني»، عبدالله أوجالان، إلى تبنّي هذا التوجّه.

وإزاء ذلك، تؤكد مصادر كردية أن «الجانب الأميركي ضاعف من ضغوطه على “قسد” والحكومة السورية وأحزاب “المجلس الوطني الكردي”، للتوصل إلى توافقات داخلية، تمنع عودة المعارك إلى سوريا»، مشيرة، في حديثها إلى «الأخبار»، إلى أن «الولايات المتحدة تعمل على التوصّل إلى حلول وسطية بهدف تثبيت الاتفاق بين الشرع وعبدي».

وتشير المصادر إلى أن «القوات الأميركية تريد أن تضمن الاستقرار في المنطقة، قبل الإعلان رسمياً عن الانسحاب العسكري من سوريا»، وأن «حماية السجون والمخيمات ودمج “قسد” في الجيش السوري، هما أمران سيكونان ضمن الخطوات الأخيرة لتطبيق الاتفاق». وتكشف المصادر أن «”قسد” كسبت دمشق كقوّة فصل مع تركيا في سد تشرين، وتحاول الحفاظ على وجودها في الحسكة، مع استعادة مدينتَي رأس العين وتل أبيض لربط مناطق سيطرتها في الحسكة بعين العرب، مقابل إمكانية إدارة ريف دير الزور والرقة بشكل مشترك مع حكومة دمشق».

إلى ذلك، كشف عبدي جزءاً من تفاصيل اللقاء الذي جمعه إلى الشرع، والخطوط الرئيسية التي تمّ التوافق عليها، خلال لقاء الساعات الثلاث بينهما. وقال، في تصريحات إلى موقع «المونيتور» الأميركي، أول أمس، إن الكرد «يريدون حكماً محلياً وهذا أمر نناقشه مع دمشق، مع وجود مطالبات من بعض الأحزاب الكردية تصرّ على الفدرالية»، لافتاً إلى «عقد مؤتمر لصياغة موقف سياسي مشترك بين جميع الأحزاب الكردية وتشكيل وفد موحّد يمثّل المنطقة في المحادثات مع دمشق».

أيضاً، كشف عبدي أن «الشرع طلب منّا التخلّي عن السيطرة على المناطق ذات الغالبية العربية، من مثل دير الزور والرقة، لكنه لا يعتبر ذلك أولوية وستتم مناقشة وضع تلك المناطق»، مستدركاً القول إن «ما نناقشه في الوقت الحالي، هو دمج مؤسساتنا مع دمشق». كما أعرب عن «اتفاقه مع أوجالان على أن زمن الكفاح المسلح قد ولّى».

ورأى عبدي أن الاتفاق مع الشرع «أسقط شروطاً مسبقة ومطالب متطرّفة كانت تركيا حتى وقت قريب تطرحها في شأن قواتنا والإدارة الذاتية»، لافتاً إلى أن «أنقرة بدأت تستخدم لغة أكثر اعتدالاً في بياناتها الرسمية، خصوصاً مع استبعاد مصطلحات مثل إرهابي منها». وشدّد على أن «الجانب الأميركي يدعم الاتفاق مع دمشق بقوّة لأنه يريد الاستقرار في سوريا، وألّا يتجدّد الصراع مع تركيا، أو أن ينشب صراع مع الحكومة السورية الانتقالية»، لأن «مثل هذا الصراع سيكون خطيراً للغاية كونه يهيّئ الأرضية لعودة “داعش”، إلى جانب أمور أخرى».

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى