تحليلات سياسيةسلايد

أمير الكويت إلى فرنسا في زيارة لتمتين الشراكة الإستراتيجية

باريس تؤكد أن الزيارة الأولى لأمير الكويت إلى فرنسا تعكس الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية.

يؤدي أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أوائل الأسبوع المقبل زيارة دولة إلى باريس بمناسبة العيد الوطني الفرنسي يجري خلالها مباحثات مع الرئيس إيمانويل ماكرون بشأن عدة ملفات يتصدرها التعاون بين البلدين، فيما يتوقع أن تعطي هذه الزيارة دفعة قوية للشراكة الإستراتيجية.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن “ماكرون والشيخ مشعل يعتزمان تعزيز التنسيق بينهما لمواجهة الأزمات الإقليمية الكبرى”، وذلك في ظل تولي الكويت هذا العام رئاسة مجلس التعاون الخليجي.

وأفادت مصادر مطلعة بأن الزيارة ستركز على زيادة الاستثمارات المتبادلة وتوقيع اتفاقيات جديدة في قطاعات حيوية من بينها الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والهيدروجين، البنية التحتية، الذكاء الاصطناعي، الصحة، الزراعة المستدامة، النقل، التعليم، والسياحة.

وتعكس الزيارة التي تتزامن مع العيد الوطني الفرنسي المكانة الهامة لفرنسا كشريك إستراتيجي للكويت في أوروبا وعلى الساحة الدولية، كما تمهد لتقوية العلاقات الكويتية الفرنسية والدفع بها إلى آفاق أوسع وأكثر تكاملاً.

وترتبط الكويت وفرنسا بشراكة دفاعية استراتيجية عميقة، فيما يرجح أن يناقش الزعيمان سبل تمتينها في ظل التحديات الإقليمية والدولية، بما يشمل إبرام مذكرات تفاهم تتعلق بتبادل المعلومات في المجال العسكري.

وتعتبر فرنسا مورداً مهماً للمعدات العسكرية للكويت التي تسعى إلى تنويع مصادر أسلحتها، وتعد باريس خياراً جذاباً نظراً لجودة العتاد وسهولة الحصول عليها مقارنة ببعض المصادر الأخرى.

وتركز الكويت على تحديث قدراتها الدفاعية بما يتماشى مع رؤيتها 2035، وتلعب فرنسا دوراً في دعم هذا التوجه من خلال توفير التكنولوجيا والمعدات الحديثة.

ويتم التنسيق بين وزراء الدفاع وكبار قادة الجيش في البلدين بشكل دوري لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتُجري القوات المسلحة الكويتية والفرنسية تدريبات عسكرية مشتركة بشكل منتظم، من أبرزها مناورات “لؤلؤة الغرب” التي تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق ومواكبة أحدث التطورات في الجوانب العملياتية للحروب الحديثة.

ويواجه الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تحديات جمَّة، بدءا من الحرب في غزة وصولا إلى تصاعد التوتر حول إيران بشكل خاص بعد الضربات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت منشآتها النووية.

من جانبه، يسعى الرئيس الفرنسي إلى الدفع مجددا لاستئناف مسار الحل القائم على أساس الدولتين في النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل. وكان من المقرر أن يشارك في مؤتمر مشترك مع السعودية في نيويورك في يونيو/حزيران الماضي لمناقشة هذا الملف، لكنه أُجل بسبب الحرب التي استمرت 12 يوما بين إسرائيل وإيران.

وتُعدّ هذه الزيارة الأولى لأمير الكويت إلى فرنسا، وتعكس “الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز التعاون في مختلف المجالات”، لا سيما الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية، بحسب بيان الإليزيه.

وسيبعث لقاء القمة بين ماكرون والشيخ مشعل برسالة قوية حول عمق العلاقات بين الكويت وفرنسا، ورغبتهما المشتركة في تعزيز الشراكة وتكريسها في المستقبل بما يخدم الأجيال القادمة.

وتمتلك الكويت نحو 7 بالمئة من احتياطات النفط العالمية، وتدير أحد أكثر الصناديق السيادية ثراءً على مستوى العالم.

وأدى الشيخ مشعل منذ توليه مقاليد الحكم عدة جولات خارجية، مدفوعا برغبته في تعزيز علاقات الدولة الخليجية الثرية مع العديد من الدول في إطار برنامج يهدف إلى الدخول في شراكات إستراتيجية على أساس المنافع الاقتصادية المتباد

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى