الاستماع الفعال هو القدرة على الإنصات التام بحضور كامل للشريك الآخر، من دون مقاطعة أو أحكام مسبقة؛ فالاستماع لشريك حياتك يعبّر عن محبتك، واهتمامك، واحترامك، وهو يتطلب الانتباه، والفهم، والرد بحب واهتمام. فعندما نتقن هذا الفن، يمكننا بناء جسور من الثقة والتفاهم والاحترام التي تدعم العلاقة وتمنحها الاستقرار؛ فالاستماع الفعّال له دور مهم بين الزوجين في الحفاظ على علاقة زوجية صحية وسعيدة؛ لأنه يسمح لكلا الشريكين بالتعبير عن مشاعرهما وأفكارهما واهتماماتهما.
الاستماع وسيلة فعالة لحل النزاعات بشكل بنّاء
تقول استشاري العلاقات الأسرية مها الدمياطي لـ«سيدتي»: الاستماع الفعّال والتواصل الفعّال بين الأزواج، من أهم العناصر التي تساهم في بناء علاقة متينة ومستدامة؛ إذ يضمن تلبية احتياجات كلا الطرفين ويغمرهما بشعور عميق بالرضا. على أن الاستماع الفعّال يُعَد أحد أهم جوانب التواصل الفعّال بين الأزواج؛ فعند استماع أحد الزوجين للآخر بانتباه واهتمام؛ فإنه يرسل رسالة واضحة لشريكه، بأن مشاعره وآراءه محل تقدير واحترام؛ فهو يُعتبر وسيلة فعالة لحل النزاعات بشكل بنّاء، ويمنع تراكم الضغائن بين الشريكين، كما يساعد على تقوية الروابط العاطفية بينهما.
الاستماع الفعّال والحفاظ على علاقة زوجية صحية
تقول مها الدمياطي إن التواصل أمرٌ ضروريٌ، والاستماع الفعال هو عنصر أساسي في هذا التواصل؛ فإن الاهتمام الكامل بالشريك، والاستماع لآرائه والتفكير في كلماته وعواطفه، هي رسالة واضحة بأن مشاعر الطرف الآخر وآراءه محل تقدير واحترام؛ لذلك فللاستماع الفعال أهمية في العلاقة الزوجية؛ حيث يمكنه أن:
- يحسّن التواصل
يساعد الاستماع الفعال الأزواج على تحسين التواصل؛ حيث يشكّل الركيزة الأساسية لإقامة علاقة صحية ومتوازنة، ويكون عن طريق فهم احتياجات ومشاعر واهتمامات بعضهم البعض بشكل إيجابي؛ فهو يؤدي إلى تواصُل أكثر فعالية؛ حيث يمكنه الحد من سوء الفهم والصراعات، التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل أخرى، ويضمن تلبية احتياجات كلا الطرفين، ويغمرهما بشعور عميق بالرضا.
- يبني الثقة
عندما يستمع الزوجان لبعضهما البعض باهتمام؛ فإن ذلك يساعد على إنشاء رابطة عاطفية أعمق، ويعزز الشعور بالثقة بين الزوجين. عندما تستمع إلى شريكك؛ فإنه بالتأكيد سيشعر بالتقدير، وسيزداد مستوى الثقة بين الطرفين، والذي يمكن أن يساعد في تعزيز العلاقة بينك وبينه. على النقيض من ذلك، إذا لم تستمع إلى شريكك؛ فقد يشعر بالتجاهل أو أنه غير مهم؛ مما قد يُضر بالعلاقة بينكما.
- يحل النزاعات
يعَد الاستماع الفعال عنصراً أساسياً في حل النزاعات بين الزوجين؛ فهو يسمح للأزواج بمناقشة المشاكل بهدوء وموضوعية، واتباع الحوار الشفاف والمفتوح بين الزوجين؛ للتعبير عن القلق وفهم وجهات النظر، والوصول إلى أرضية مشتركة، والحد من الصراعات المتعلقة بالأدوار، والناتجة عن عدم وضوح المسؤوليات؛ مما يؤدي إلى حلول أكثر إرضاءً.
- يشجع على التعاطف
يُعتبر الاستماع هاماً جداً في الحياة الزوجية؛ فهو ضروري لتعزيز التعاطف والفهم لمشاعر الشريك الآخر؛ فالاستماع الفعال بين الزوجين يقوم بتوفير مساحة عميقة للحديث، والتفاعل بتركيز. كما يساعد في فهم احتياجات ومشاعر الشريك، كما يحسّن العلاقة بين الزوجين، ويَزيد من التعاطف، ويعمل على تحقيق الفهم المتبادَل بين الزوجين؛ فيمكن للشريكين تطوير فهم أفضل لوجهات نظر ومشاعر بعضهما البعض؛ مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالقرب العاطفي؛ مما يجعل العلاقة أكثر دفئاً واستقراراً.
- يعزز النموّ الشخصي
الاستماع الفعّال يشجع الشريكين على مشاركة أفكارهما ومشاعرهما وتجاربهما، واكتساب المعرفة والعمل من أجل النموّ الشخصي وتحقيق الذات. كما يعزز التكيُّف ويوسّع الرؤية، وفهم وجهات النظر المتنوّعة وليس فقط لحل المشكلات؛ مما يمكن أن يساعدهما على النموّ كشريكين وتعزيز علاقتهما ببعض.
- يحسّن التفاهم
الاستماع الجيد يمكّن أحد طرفي العلاقة من الحصول على فهم أعمق لأفكار ومشاعر ووجهات نظر شريكه؛ حيث ينطوي الاستماع الفعّال على التركيز على المتحدث من دون أيّ انشغال؛ مما يسمح بامتصاص المعلومات، وفهم التفاصيل والآراء المدمجة في رسالته، كما يساعد على تقليل سوء التفاهم، ويَزيد من وضوح الأفكار والمشاعر. كما يمكّن من تحديد مجالات الاتفاق والخلاف مع الشريك الآخر، والعمل معه لإيجاد حل يلبّي احتياجاتهما معاً.
- يعزز التعلم
عندما تستمع بفاعلية إلى الشريك الآخر، يمكن تعلُّم أشياء جديدة واكتساب رؤى جديدة؛ فالإصغاء الجيد يعزز التعلُّم الفعّال، ويمكّن الطرفين من الحصول على معرفة ومهارات جديدة؛ فيمكن أن تساعد الشريكين على أن يصبحا أكثر فاعلية في الحياة الزوجية.
- يعزز السعادة الزوجية
عندما يشعر الشريك بأنك تستمع له بصدق، يَزيد من شعور الشريك بالاهتمام والاحترام، وبالتالي يحسّن العلاقة الزوجية بشكل كبير، ويَزيد من السعادة الزوجية؛ فيصبح أكثر سعادة ورضا عن العلاقة.
- يقلل الخلافات
الاستماع الفعّال يساعد على تقبُّل الآراء المختلفة، وعلى تقليل التوتر داخل العلاقة الزوجية، والالتزام بالأخلاق الحميدة حتى في حالة الخلاف؛ مما يساهم في حل المشكلات بهدوء. كما يعَد عاملاً أساسياً لتحقيق الاستقرار الأسري؛ بدلاً عن التركيز على الخلافات؛ فيمكن تحويل النقاش إلى فرصة للوصول إلى حلول تُرضي الجميع.
- يخلق بيئة آمنة للتعبير
الاستماع الفعّال يجعل كلّ فرد من الزوجين يشعر بالأمان للتعبير عن رأيه، من دون الخوف من الانتقاد أو السخرية، ويجعل كلّ فرد يشعر بأنه ذو قيمة وأن رأيه مهم.
مجلة سيدتي