لاشك أن الرجل والمرأة لديهما احتياجات عاطفية مهمة يجب تلبيتها للحفاظ على صحة العلاقات بينهما، من خلال فهم وتلبية هذه الاحتياجات، يمكن لكل من الزوجين أن يعيشا حياة أكثر سعادة وتوازناً، فيعتبر الدعم العاطفي والنفسي أحد أهم أسس الحياة الزوجية السعيدة واستقرارها..
الدعم العاطفي يُسهم في استقرار الزواج
تقول إستشاري العلاقات الأسرية والإنسانية د. سميرة دعدور لـ”سيدتي”: في حياتنا اليومية نمر بالعديد من المواقف والتحديات، لذا فتقديمه للطرف الآخر أمر في غاية الأهمية، لأنه يحافظ على قوة وسلامة العلاقات بين الشريكين. كما ويزيد من المشاعر الإيجابية التي تربط الطرفين. كما ومن أهم العوامل التي تسهم في استقرار العلاقة ونموها أيضا. حيث يشكل هذا الدعم صمام الأمان للعلاقة، إلى جانب تعزيز الترابط والثقة بينهما، بل ويساعدهما على مواجهة التحديات التي قد تواجهما في الأمور الحياتية وفي أوقات الأزمات. لذلك يحتاج الرجل والمرأة إلى دعم عاطفي قوي وتعاون في العلاقات الشخصية والاجتماعية. وهم يحتاجون إلى شركاء حياة يستمعون إليهم ويدعمونهم في الأوقات الصعبة، لمواجهة التحديات والضغوط الحياتية.
مفهوم الدعم العاطفي بين الأزواج
معناه أن نكون هناك لرعاية شريكنا في كل لحظة، وإظهار الاهتمام والتعاطف تجاه الطرف الآخر في العلاقة.ويتم ذلك من خلال الأفعال اللفظية وغير اللفظية، وأن نشاركه أفراحه وأحزانه أيضا. كما وأن نقدم له الدفء والحب الذي يحتاج إليه، ومشاعر التعاطف والتشجيع والقبول والاهتمام أيضا. فيربط بين الطرفين ويجعلهما يشعران بأنهما ليسا وحدهما. فعندما يقدم الأزواج الدعم العاطفي لبعضهما البعض. فإنهما يخلقان بيئة آمنة تسمح لهما بالتعبير عن مشاعرهما وأفكارهما بحرية. وهذا الدعم المتبادل يساعد على بناء الثقة والاحترام المتبادلين أيضا. فالشريك الداعم هو الشخص الذي يشجعك عندما تشعر بالحزن أو الإحباط أو الخوف، أن يكون موجوداً لمساعدتك، إذا تعثرت. وهذا يعني الحفاظ على معنوياتك في السراء والضراء.
فوائد الدعم العاطفي للأزواج في تحقيق السعادة
تقول دعدور: لابد أن يكون متبادلاً بين الطرفين، حتى يعود بالفائدة على العلاقة الزوجية وعلى الطرفين معاً بالسعادة، فمن الفوائد والأهمية للدعم العاطفي بين الشريكين:
الشعور بالارتياح في العلاقة
عند وجود الدعم في العلاقة، يشعر الطرفان بارتياح أكثر لقدرتهما على التعبير عن المشاعر والاحتياجات الخاصة بهما، فتزداد مشاعر الثقة والراحة في العلاقة، إلى جانب الشعور بالأمان المتبادل، الذي بدوره يعمل على تعزيز الثقة وتقوية الروابط العاطفية بينهما.
الدعم العاطفي لتعزيز الثقة بالذات
إن الشعور بالدعم بين الطرفين في العلاقة يعزز من الثقة بالنفس لديهما، ويجعل الطرفان يشعران بالمحبة والقيمة، فيعززان من قوة العلاقة ويضمنان تماسكها، ولكن عند افتقاد الدعم العاطفي قد يجعل الطرفين يشعران بالوحدة والعزلة.
تعزيز التواصل والتفاهم
هو يساعد في تحسين التواصل بين الزوجين فيجعل العلاقة قوية وصحية، وتعزيز التفاهم بينهما. فعند شعور الشريكين بالدعم العاطفي المتبادل، فيسهل لهما التحدث والفضفضة والبوح عن المشاكل والصعوبات التي تواجههما بصراحة وبدون خوف من الحكم أو الانتقاد.
الدعم العاطفي يعزيز الانسجام العاطفي
يساعد الدعم العاطفي في تعزيز الرومانسية والانسجام العاطفي بين الشريكين. فعندما يكون هناك دعم عاطفي وإيجابي من الطرفين، يتحقق الارتباط العاطفي العميق والانسجام المتبادل، مما يعزز الرومانسية والمشاعر الإيجابية في العلاقة.
عدم الإحساس بالوحدة
عند المرور بفترات صعبة، يكون الدعم العاطفي من الشريك بمثابة شمعة تضيء الطريق، فيساعد على الشعور بالترابط الأسري، ويزيد من القدرة على التعامل مع المشكلات بطريقة صحية، ويكون أكثر استعداداً لمواجهة التحديات والسعي وراء الطموح والأحلام.
زيادة الطاقة الإيجابية
هذا الدعم يزود الشريكين بالطاقة الإيجابية والحافز للتغلب على أي عقبات والوصول إلى الأهداف بسهولة ويسر. ولكن عند غياب الدعم العاطفي يمكن أن يضر بالعلاقات بشكل كبير.
نصائح للتغلب على نقص الدعم العاطفي بين الأزواج
تقول د. سميرة دعدور. إنه لاشك إن عدم وجوده للطرفين قد يثير الإحباط في النفس، مما يزيد التأثير السلبي على العلاقة بين الشريكين، وهناك خطوات للتغلب على افتقاد الدعم العاطفي في العلاقة:
ممارسة حب الذات وتقديرها
ممارسة حب الذات يجعلنا نقبل أنفسنا على ما نحن عليه ونقدر قيمتنا. فاعتمادك على الآخر في تقديرك لذاتك يجعلك عرضة للأذى. ومن خلال بناء احترامك لذاتك، ستصبحين أكثر قدرة على التعامل مع الانتقادات. بل ويتيح لك الشعور بالرضا عن نفسك في أن تكوني أكثر ثقة في اتخاذ القرارات. ولكن التي تشك في تقديرها لذاتها هي أكثر عرضة لتوقع الرفض بفارغ الصبر من شريكها.
إعادة التفكير بالعلاقة
الاحتياج للشعور بالتقدير هو احتياج إنساني أصيل وأساسي. وإشباعه يعد أمراً ضرورياً للشعور بالرضا عن الذات وتحقيق الاستقرار. فإذا لم يشعرك شريكك بالدعم والتقدير، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة التفكير في العلاقة. فقد يكون من الأفضل لك البحث عن علاقة أكثر صحة وسعادة أيضا.
تشجيع الأهداف معاً
الشريك الداعم هو الشخص الذي يشجعك عندما تشعرين بالحزن أو الإحباط أو الخوف. فكونه شريكاً داعماً أنه يقف بجانبك. ويعني أنكما موجودان لمساعدة بعضكما البعض إذا سقط الآخر أو تعثر، والوقوف معه عند النجاح أو الفشل والحفاظ على معنوياته وتشجيعه أيضا.
إظهار الامتنان
الشعور بالامتنان هو أساس العلاقة الناجحة. وإن إظهار الامتنان والاستماع وإظهار المودة، يعتبر دعماً للشريك والثناء عليه وتقدير ما يفعله. وهو سر قوي من أسرار نجاح العلاقة بين الشريكين.
تفهم الطرف المقابل
قد تكون هناك أسباب عديدة وراء عدم حصولك على الدعم العاطفي من شريكك، من المهم أن تحاول فهم وجهة نظره قبل اتخاذ أي قرار، ولابد من إظهار الدعم والتفهم بينكما معاً، عن طريق فهم كل طرف لسيكولوجية الآخر والإنصات له لتفهم احتياجاته.
كن داعماً في الأماكن العامة
عندما تخرج مع الأصدقاء أو العائلة، أظهر الاحترام لشريكك، إذا قللت من شأنه أو انتقدته أمام الآخرين، فإن هذا من شأنه أن يسلب الثقة من علاقتكما، فالطريقة التي تعامل بها شريكك أمام الآخرين يمكن أن تعزز ثقته بنفسه، إن إدراك نقاط قوته وقدراته يساعد في بناء شخصيته وزيادة شعوره بقيمته الذاتية.
طلب المساعدة من متخصص
للتغلب على التحديات التي تواجهانها في علاقتكما، يمكنكما الاستفادة من برامج الدعم العاطفي التي تساعد الأزواج على تعزيز ارتباطهم وتجاوز الصعوبات، عن طريق اللجوء لإستشاري متخصص.
مجلة سيدتي