
أهمية الصبر والتسامح في الزواج…. العلاقة الزوجية مبنية على المودة والسكينة والرحمة بين الزوجين، ولا يمكن اعتبار الزواج زواجاً ناجحاً إلا إذا توافرت له عوامل التماسك والاستقرار، التي من أهمها التسامح والصبر؛ فالصبر والتسامح فضيلتان تتكاملان في مواجهة التحديات في الحياة الزوجية.
التسامح المفتاح السحري لتجاوز الخلافات الزوجية
تقول خبيرة العلاقات الأسرية دولت علام لـ”سيدتي”: لا توجد حياة زوجية مثالية، لأن كلا الشريكين له شخصيته المستقلة والمنفصلة التي لها أفكارها ونمط تحليلها للأمور أيضا. فلكي يكون الزواج ناجحاً؛ لا بدَّ أن تتوافر له عوامل التماسك والاستقرار أيضا. التي من أهمها الصبر والتسامح والعفو؛ فالتسامح يمنح العلاقة الزوجية فرصة جديدة للاستمرار. وإذا غاب عن الحياة الزوجية؛ فستتأزم الحياة، وتتسع الخلافات، وستصبح الحياة في توتر دائم. والصبر هنا هو المفتاح السحري لتجاوز كل الأزمات والأخطاء بين الزوجين.
دور الصبر والتسامح وأهميتة في تماسك الأسرة
يحدد الضوابط في طرق التعامل
أولى خطوات الضوابط تكون فى الصبر والتسامح؛ فالصبر هنا يكون على التغيرات وعلى الأخطاء؛ فقد تكون الزوجة عصبية فى مراحل الحمل، لذلك على الزوج أن يصبر عليها، ومن الممكن أن يكون الرجل أكثر حدة وعصبية إذا ترك عمله أو انتقل من عمل إلى آخر؛ فعلى الزوجة احتواؤه حتى تمر الأزمة، وهنا قد يحتاج الشريكان إلى ضوابط معينة تحكم طريقة تعامل كل طرف للآخر، وتحكم كثيراً من المواقف بينهما، بل تحكم رد فعل الشريك تجاه شريكه الآخر الذي يجب أن يكون هادئاً ومرناً حتى تستقر الحياة الزوجية.
لأهمية الصبر والتسامح في الزواج حل النزاعات بطرق ودية
الحياة الأسرية لا يمكن أن تمضي بلا عقبات أو تحديات سلبية يتعرض لها الشريكان بين الحين والآخر، ولكن بالصبر والتسامح يمكن للشريكين خلق بيئة متناغمة وداعمة حتى يشعر الجميع بالتقدير والاحترام، وهما يساعدان على حل النزاعات والخلافات بطرق بنَّاءة وسلمية وودية؛ فعند وجود تفاهم وتسامح بين الشريكين، يصبح من الممكن التفاوض والوصول إلى تسويات مقبولة للجميع.
لأهمية الصبر والتسامح في الزواج تغيير الطباع غير المرغوب فيها
أحياناً تكون هناك بعض الطباع غير المرغوب فيها لدى أحد الشريكين. ولكن في وجود الصبر يمكن التعايش معها؛ فالصبر يمكن الشريك من فهم شخصية شريكه وتقديم النصيحه له أيضا. فربما يكون ذلك بداية جيدة لتغيير الطباع، فلذلك لا بدَّ أن يتحمل كلا الشريكين طباع الآخر، وإبداء كل طرف رأيه بما يزعجه في شريكه أيضا. فإن كره أحد الشريكين في الآخر خلقاً؛ وجد خلقاً آخر يحل مكانة، وبالصبر تحل الخلافات الأسرية، وإتاحة الفرصة للتغيير للشريك من الطباع السيئة؛ فهو يمكن أن يقف بجانب شريكه ويقدم الدعم له ويساعده في التغيير.
يعزز الانسجام والتفاهم
يظهِر الانسجام والتفاهم بين الزوجين مدى قدرتهما على تخطي المسافات بينهما، فعندما يظهِر الشريكان الصبر تجاه بعضهما بعضاً؛ فإن ذلك يعزز من الثقة والحب والروابط القوية بينهما، فهو يساعدهما على خلق بيئة أسرية متفهمة، وسيقلل من وجود التوترات والصراعات بينهما وسيسهم في بناء مناخ يسوده جو من الاحترام، والفهم والتعاطف بين الشريكين.
تعزيز التعاون والعمل الجماعي
العلاقة بين الزوجين قد تنطفئ فترة من الزمن، ولكن باستطاعتهما دائماً إشعالها من جديد بالمودة والتغافل؛ فالصبر والتسامح يدعمان التعاون والعمل الجماعي بين الشريكين، فعندما يتمتع الشريكان بالقدرة على التسامح والصبر، يصبح من الممكن التعاون بينهما، وبناء حياة أسرية صحية تعمل بتناغم.
الشعور بالراحة والطمأنينة
إن من أهم ما يساعد على التماسك داخل الحياة الزوجية، هو وجود المحبة بين الشريكين. ومساعدتهم لبعضهم بعضاً عند مواجهة أي ضغوط نفسية؛ ما يؤدي إلي الشعور بالراحة والتوافق والوئام أيضا. كما والسلام الداخلي؛ فبهم يمكن تفادي الخلافات المتكررة، وعندما يرى كل فرد أنه متقبل لشريكه، وأن أخطاءه يتم التسامح معها، فبالتأكيد سيشعر بالأمان والطمأنينة أيضا.
تعزيز العلاقة بين الشريكين
الصبر والتسامح يعززان التواصل الجيد والاحترام بين الشريكين. فيمكنهما من التعبير عن احتياجاتهما ومشاعرهما بصراحة واحترام. كما ويساعدهما على تحسين التواصل وحل المشكلات بشكل مناسب. ويعزز من قدرتهما على التفاهم والتسامح، بالتعبير عن المشاعر والاحتياجات بطريقة تعزز الفهم والاحترام المتبادل أيضا.
تحمل التقلبات المزاجية
التقلبات المزاجية قد تكون سبباً في تأثر علاقة الشريكين ببعضهما وبالآخرين سلباً؛ فالمواقف الصعبة قد تتطلب صبراً وتفهماً أكبر. والتسامح هو التغاضي عن الأخطاء والإخفاقات الصغيرة، وتقبل الآخرين كما هما أيضا. والصبر يعطي أي طرف من الشريكين القدرة على البقاء هادئاً في مواجهة أي شدائد؛ فقد يزداد التوتر عند التفاعل بعصبية أو بطريقة متوترة مع تقلبات مزاج الشريك الآخر، ولكن بهم تخف حدة التوتر عند مرور الشريك بفترة مزاجية سيئة، حتى تستقر الأوضاع بشكل أسرع.
مجلة سيدتي