أهم القضايا التي يختلف حولها الأزواج
الزواج هو شراكة بين شخصين يحبان ويهتمان ببعضهما البعض، ولكن قد يتخلل العلاقات الزوجية العديد من القضايا والاختلافات والتحديات التي تؤثر بشكل سلبي على علاقة الشريكين، ويمكن أن تضع هذه التحديات الزوجين تحت ضغط كبير، قد يؤدي إلى تفرقهما أو تقربهما اعتماداً على كيفية تعاملهما مع هذه القضايا، بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل في حديث حول أهم القضايا التي يختلف حولها الأزواج.
تقول استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل لسيدتي : العلاقات الزوجية متغيرة بتغير الزمن والتحديات التي يمر بها الزوجان، فالقاعدة العامة في الزواج هي الاختلاف الثقافي بين الطرفين والخلافات الزوجية ركن من أركان الزواج، حيث يعيشان شخصيتين مختلفتين في منزل واحد كل يوم، ويختلف نمط الحياة لكلا الطرفين، فقد تنشأ بين المرأة والرجل علاقة مدّ وجزر، فتارةً يتّفقان ويتفاهمان، وتارةً أخرى نجدهما يتخبّطان بالمشاكل ويتناقضان في الأفكار والتي بسببها قد يصبح الإبقاء على رباط العلاقة الزوجية بين الطرفين شاقاً وعسيراً بحيث لا تتحقَّق معه الأهداف، وقد يسبب لهما كثيراً من الارتباك والقلق، لذا نجد أن هناك قضايا أساسية تثير الجدل بينهما وتؤدّي إلى مشاكل تتصاعد فيها وتيرة الخلاف.
أبرز القضايا التي يختلف حولها الأزواج
الخلافات المالية
تعد الأمور المالية من أهم الخلافات التي يقع ضحيتها الأزواج في السنة الأولى للزواج، فقد تنشأ الخلافات المالية بين الزوجين بسبب اختلاف ثقافات الإنفاق والتوفير لكليهما، أو كيفية تقسيم المصاريف المنزلية التي قد تصبح عبئاً في بعض الأحيان على الشريكين، وبسبب عدم وجود قواعد أساسية لكيفية إنفاق الأموال وادخارها، فليس هناك هدف مشترك للادخار، وقد يميل أحدهما للادخار لاستثمار المال، بينما يكون الآخر ممن يعتاد الإسراف والتبذير من دون اكتراث أو اهتمام، أو قد يمتلك أحد الأزواج عقلية المستثمر، بينما يرى الطرف الآخر أن هذه العقلية محفوفة بالمخاطر، وبذلك تنشأ الخلافات حول المال وكيفية التعامل معه، بالإضافة إلى وجود مشكلات تتعلق بمصاريف لوجهات غير واضحة لدى أحد الشريكين، أو وجود ديون على أحد الأطراف من دون علم الآخر.
الخلافات بسبب الغيرة
الغيرة هي مشاعر من الخوف من الفقدان والغضب، وتحدث نتيجةً للشعور بتهديد حقيقي أو وهمي من دخول شخص ثالث للعلاقة، أو تكون من خلال رد فعل عاطفي للشعور بالتهديد لأحد الطرفين من منافس رومانسي حقيقي، أو تنتج من أحداث يتصوّرها الإنسان أو يُفسّرها بشكل خاطئ، وقد تصل إلى الشك في السلوك وعدم الأمان في التصرفات البسيطة العادية في الحياة اليومية، ومن دون أي مبرر يفسر هذه الشكوك، حتى إن هذه الغيرة تصبح مثل القيد الذي يخنق الطرف الآخر، وبالتالي يؤدي إلى كثرة الخلاف، وقد يميل بعض الأزواج إلى الخيانة العاطفية، والتي أصبحت متفشية على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب التقدم التكنولوجي، والتي تؤدي إلى انعدام الثقة، وإلى وقوع النزاعات والخلافات ما بين الزوجين والتي قد تؤدي بمطالبة أحد الطرفين بالانفصال بالرغم من وجود الحب بينهما.
خلاف حول الأصدقاء
الإنسان بطبيعته يحتاج إلى من يتحدث إليه، وينقل إليه همومه ومشاعره، فالحياة مليئة بالضغوطات النفسية، والأصدقاء هم الأشخاص الذين نلجأ إليهم في أوقات فرحنا وحزننا على حدّ سواء، ولكنّ هؤلاء الأشخاص قد يكونون سبباً في الخلاف بين الزوجين، خاصة إذا لم يكونوا مشتركين بينهما، فقد نرى الزوجة لا تحبّ أصدقاء زوجها ولا تناسبها أخلاقهم، أو قد تراهم مستغلين له، فيما يغار الرجل من أصدقاء زوجته ويعتبرهم السبب الأساسي لهدم كيان الأسره، فقد يرى الصديقة تتحكم بزوجته أو تتدخل تدخلات غير مبررة أو واعية في حياة الزوجة بشكل لافت، فلذلك ومن الطبيعي أن يطلب الزوج من زوجته قطع كل صلة لها بتلك الصديقة، حفاظاً عليها وعلى عش الزوجية الذي يعيشان فيه، وقد نرى الزوج يريد الخروج للترفيه عن نفسه برفقة أصدقائه بعد يوم طويل وشاق من العمل، فيترك زوجته وحيدة بالمنزل تعاني غيرتها من خروجه مع أصدقائه، وعندما يعود يبدأ النقاش في الحدّة وتتفاقم المشاكل، لذلك فالإفراط دون وعي قد يساعد بالتدريج على ظهور الخلافات بين الزوجين، وحدوث شروخ زوجية بينهما، من دون أن يعلما أن السبب هو التباعد النفسي والعاطفي بينهما، وهو ما يحطم ميزان التوازن في علاقة الشخص بعمله وحياته الزوجية وعائلته بشكل عام، وبينه وبين شريكة العمر بشكل خاص.
خلافات تتعلق بتربية الأولاد
بالتأكيد الاهتمام ورعاية الأبناء هو أمر شاق، ويتولى الأب دور المتابعة والضبط وتوفير جوّ من الأمان ووضع القوانين من دون ضغوط، وتقوم الأم بدورها في العطاء والتعليم، وقد تعاني الزوجة من سلوك الأبناء سواء في البكاء، والأرق، ونوبات الغضب والتعامل مع المراهقين وطباعهم، وهنا يأتي الخلاف بين الطرفين على الشكل الصحيح لإدارة الأسرة، مما يولّد جوّاً متوتراً في البيت ينعكس سلباً على الأبناء، كما أن أساليب التربية والعقاب التي يتبعها كل من الوالدين قد تخلق خلافاً ما بينهما، ففي الغالب يعترض الزوج على طريقة وأسلوب تربية زوجته للأبناء، فتبدأ بينهما الخلافات ثم المعركة بين الزوجين بسبب عدم احترام القوانين التربوية، ولا يعلمان أن تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وإنه عندما يخطئ الأبناء في سلوك ما، فليس من الضرورة أن يكون السبب من طرف واحد فقط، لأن الطرفين يتحملان المسؤولية، والهدف الأول والأخير هو مصلحة الأبناء وتوجيههم نحو الصواب مع الحفاظ على علاقة زوجية صحيّة مع الشريك.
الخلاف على السلوكيات
تختلف سلوكيات الشريكين باختلاف شخصياتهما، فنرى العديد من السلوكيات السيئة قد تكون سبباً في حدوث الخلاف بين الشريكين، وقد تؤدي إلى انتهاء العلاقة بين الزوجين، لما تبعثه من مشاعر سلبية من أحد الزوجين تجاه الآخر، فقد يميل أحدهما إلى العزلة والانطواء بينما يكون الآخر منطلقاً ومنفتحاً، و قد نرى العديد من السلوكيات السيئة التي تؤدي إلى الخلاف بل وقد تُنذر بقرب انتهاء العلاقة، وهي الحديث مع الشريك الآخر بعدم الاحترام، أو الانتقاد في كل ما يتعلق به، أو رفض الحديث معه أو التعامل معه، وقد يتطور ليشعر الطرف الذي يتعرض لقلة الاحترام بعدم تقدير الذات، ويفقد ثقته بنفسه، ويظهر قلة الاحترام أو الازدراء في العديد من السلوكيات أثناء التواصل، كالسخرية، والتهكم، و التنابز بالألقاب
مجلة سيدتي