علاقات اجتماعية

أهم المعايير التي تضمن التوافق والاستمرارية في الزواج

سامر سليمان

التوافق الزوجي هو شعور الزوجين بالانسجام والانتماء العاطفي والمودَّة والمحبة والرحمة بينهما، فنجاح الحياة الزوجية أو فشلها يتوقف على مستوى التوافق الزوجي، وهذا التوافق من أبرز أسباب الحياة السعيدة والشعور بالرِّضا والسعادة والاستمرار في الحياة الزوجية، والقدرة على التعامل الناجح مع مشكلات الحياة الزوجية، بالسياق التالي سيدتي التقت استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل في حديث حول أهم المعايير التي تضمن التوافق الزوجي والاستمرارية فيه.

 

الزواج شراكة تتطلب توافقاً في العديد من الجوانب

تقول استشاري العلاقات الأسرية آمال إسماعيل لسيدتي : إن الزواج ليس مجرد عقد بين شخصين، بل هو شراكة حقيقية تبني أساساً قوياً للاستقرارالعاطفي وتعززالشعور بالأمان والانتماء، شراكة تقوم على الحب، والاحترام، والتفاهم وتتطلب توافقاً في العديد من الجوانب لضمان نجاحها واستمراريتها، وهذا التوافق يعتبر حالة وجدانية تشير إلى مدى تقبل العلاقة الزوجية، وهي محصلة لطبيعة التفاعلات المتبادلة بين الزوجين في جوانب متنوعة منها التعبير عن المشاعر الوجدانية للطرف الآخر، واحترامه، والثقة فيه، وإبداء الحرص على استمرار العلاقة معه، وهناك بعض المعايير تضمن التوافق والاستمرارية في الحياة الزوجية.

معايير أساسية تضمن حياة زوجية مستقرة

تقول آمال إسماعيل إن التوافق الزوجي هو سر الاستقرار الزوجي السعيد، وهو يعني الاتفاق النسبي بين الزوجين في علاقتهما الزوجية و التفاعل الإيجابي في تحقيق أهدافهما المشتركة في حياتهما الزوجية.

التوافق الأخلاقي القيمي

ويقصد به التوافق الروحي، أوالتوافق في القيم والأخلاقيات والأهداف، وهو مهم جداً في الوصول إلى السعادة الزوجية ويكون قدوة للأبناء، أي هل يتشابه الزوجان في الأخلاق والقيم، والمعتقدات، ويواظبان على الصلاة والعبادة، أم هل أحدهما ملتزم والآخر مُهمل للجانب الروحي والأخلاقي، فالقيم والمعتقدات تشكل جزءاً أساسياً من شخصية الإنسان وتؤثر بشكل كبير على قراراته وسلوكه، فعندما يكون هناك توافق بين الشريكين في هذا الجانب، يقلل ذلك من احتمال حدوث نزاعات وصراعات، والأزواج الذين يشتركون في قيم ومعتقدات متشابهة يتمتعون بعلاقة أكثر انسجاماً واستقراراً.

التوافق في الأهداف والطموحات والآمال

تحقيق الأهداف المشتركة يمكن أن يوفر إحساساً بالهدف والاتجاه في العلاقة، فالأهداف والطموحات تعد من العوامل المحورية في الحياة الزوجية، الأزواج الذين يتشاركون نفس الأهداف والطموحات، سواء كانت مهنية أو شخصية، يجدون سهولة أكبر في دعم بعضهم البعض والعمل معاً لتحقيقها، ويساعد على تعزيز الشعور بالعمل الجماعي والوحدة بين الزوجين، وهذا الشعور بالعمل الجماعي يمكن أن يقوي الرابطة بين الزوجين ويحسن الرضا العام في العلاقة، كما يساعد على تجنب الصراعات وسوء الفهم.

التوافق في الأمور المالية

القضايا المالية من أكثر الموضوعات حساسية في الزواج، وهو يعني التفاهم حول القضايا المالية وسبل المعيشة، والقناعة والرضا بما يتوافر لديهما من مال، والتوافق يجعل الطرفين لا يتعرضان للتوتر المالي ويشعران بمزيد من التوافق والرضا، والاستقرار في حياتهما الزوجية، وتوافق الشريكين أيضاً على كيفية إدارة الأمور المالية وتحديد الأولويات له تأثير فعال على العلاقة، ويؤدي إلي وجود قدر من التفاهم على أولويات الإنفاق.

التوافق في الحياة اليومية والعادات

يأتي الزوجان من بيئتين مختلفتين ويتحدان عبر عقد شراكة، ويتعاهدان أمام الله على العشرة الطيبة، وقد تختلف الطباع والعادات والآراء بينهما، ولكن بالحب يستطيع كل منهما إقناع الآخر بوجهة نظره أو التنازل عن موقفه أحياناً من أجل الآخر، وتوافق الشريكين في هذا الجانب يساعد في تجنب الصراعات الناتجة عن اختلافات بسيطة ولكنها مؤثرة، مثل تنظيم الوقت، والتفاعل مع الأصدقاء، وتوزيع الأعمال المنزلية، والأزواج المتوافقون في هذه الجوانب يتمتعون بالتكيف معاً في الحياة الزوجية.

التوافق في التعامل مع الضغوط والمشاكل

التعامل مع ضغوطات الحياة الزوجية يحتاج إلى الكثير من الصبر والحكمة من أحد الطرفين أو كليهما، واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻮدﻫﺎ اﻟﺤﺐ والوئام تعتبر ﻣﺼﺪراً ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻵﺛﺎر اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ الأﺣﺪاث اﻟﻀﺎﻏﻄﺔ للطرفين، ويساعد الطرفين للعمل كفريق واحد لحل المشاكل ومواجهة الضغوطات وإظهار الدعم، والتعاطف والتشجيع للطرف الآخر بشكل أفضل، فالطرفان اللذان يتفقان على طرق لحل المشكلات والإستجابة للتحديات يتمتعون بالرضا والإنسجام وبعلاقة أكثر قوة وإستقراراً.

التوافق في فهم الاحتياج للمساحة الخاصة

في الزواج الناجح لابد من تفهم حاجة كل شريك في الحصول علي مساحة خاصة، ومكان مخصص لينفرد فيه بنفسه وأفكاره ومشاعره، كتخصيص مقعد مريح أو غرفة منفصلة له ليسترخى ويتأمل ذاته، واحترام أسراره الشخصية وخصوصية علاقاته المهنية والأسرار العائلية، والتوافق هنا يعني التواصل مع شريك الحياة بصراحة ووضوح طوال الوقت والتحدث عن احتياج كلاً منهما لمساحة من الحرية، دون أي اعتراض أو اقتحام من أحدهما للآخر لهذه الخصوصية، من أجل الحفاظ على توازن صحى في هذه العلاقة.

التوافق العاطفي

عملية التوافق العاطفي تعتمد على طرفي العلاقة الزوجية، فلكل منهما دوره ومسؤوليته في بناء التوافق العاطفي، وفي تنميته وتطويره ليحقق أهداف العلاقة الزوجية، ووجود رغبة صادقة للشريكين في إنشاء علاقة زوجية ناجحة، والبدء بالتعبير والكشف عن مشاعره العاطفية بطريقة إيجابية وفي أوقاتها المناسبة، مع ضرورة تفاعله وتقبله لمشاعر الزوج الآخر، أي تقبل شريك الحياة كما هو، ووجود قدر من التبادل العاطفي بين الزوجين، ومدى الإشباع العاطفي الذي يشعر به كلا الطرفين، والذي يعتبر مؤشراً على درجة التوافق بينهما .

التوافق الفكري

التوافق الفكري يزيد من التقارب والتآلف والتحابب بين الشريكين، ويكون جداراً واقياً لكل ما يعكر صفو العلاقة الزوجية، فكلما زادت التوافقات بين الزوجين قلت الفجوة بينهما، وابتعد الخلاف والنفور في حياتهما، فالحياة لا تستقيم إلا عندما تتفق الأفكار وتتوافر الجهود، ويتّحد الهمّ ويُعرف الهدف، بحيث لا تتعارض كثيراً أفكار وثقافات وانتماءات الطرفين، فالاتفاق في الفكر جدير بأن يحقق الاستقرار الزوجي المطلوب.

التوافق في الأذواق والهوايات الفنية

وهو يعني التشارك في بعض الهوايات والاهتمامات والتي تحقق التقارب بين الزوجين من أجل فتح عواطف الوجدان وطاقات الروح في الشريك، وهل الشريكان متوافقان فيما يحبان سماعه أو رؤيتة، والحصول بينهما على ما يسمى بالإجازة الزوجية.

مجلة سيدتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى