أوبك متفائلة بتحول انهيار الاسعار إلى صعودها خلال عام
قال عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الثلاثاء، إن تدني أسعار النفط العالمية التي وصلت إلى أقل مستوى لها في سبعة أعوام لن يستمر وإنها قد تتحول للصعود خلال عام إذ أن دورة انخفاض الأسعار تؤدي إلى تقليص إنتاج بعض الدول.
وتراجعت أسعار النفط بنحو 60 بالمئة منذ منتصف 2014. والاثنين اقترب خام القياس العالمي مزيج برنت من أدنى مستوياته منذ 2004 ليزيد قليلا عن 36 دولارا للبرميل. وعلى خلاف تفاؤل البدري، لا يتوقع معظم المحللين أن تعود أسعار النفط إلى مئة دولار حتى عام 2017 أو بعد ذلك لأن المنتجين سيواصلون ضخ كميات من الخام تزيد عن حجم الاستهلاك.
وقال البدري خلال أول حوار بين أوبك والهند في مجال الطاقة في نيودلهي “أعمل في مجال النفط طوال حياتي وشهدت ست دورات… شهدت أسعارا مرتفعة للغاية وأسعارا منخفضة وهذه إحداها، لن يستمر ذلك.” وأضاف “سيتغير هذا في غضون أشهر قليلة أو عام أو نحو ذلك.” وذكر أن أوبك لا تستهدف سعرا معينا، لكنها تتطلع إلى سعر عادل بحيث “يمكن للدول الأعضاء تحقيق دخل مناسب ويمكننا الاستثمار من أجل توفير المزيد من الإمدادات للمستهلكين.”
وينتج العالم بالفعل ما يصل إلى مليوني برميل يوميا فوق ما يستهلكه إذ تضخ أوبك كميات قريبة من مستويات قياسية في محاولة لإزاحة منتجين ذوي تكلفة أعلى من السوق مثل شركات إنتاج النفط الصخري الأميركي. ويبدو أن استراتيجية المنظمة تؤتي ثمارها إلى حد ما، بعد تقارير أكدت انخفاض عدد الحفارات في الولايات المتحدة.
وتقول وكالة الطاقة الدولية، إن نمو المعروض السنوي من خارج أوبك انكمش إلى ما دون 300 ألف برميل يوميا في نوفمبر/تشرين الثاني من 2.2 مليون برميل يوميا في بداية العام، وهو ما يؤشر على أن استراتيجية أوبك (التمسك بسقف الانتاج الحالي رغم طفرة المعروض) بدأت تؤتي أكلها.
وقال البدري، إن إنتاج النفط قد ينخفض في العامين أو في الثلاثة أعوام المقبلة في ظل نزول الأسعار الذي أدى إلى تقليص الاستثمارات بما تصل قيمته إلى نحو 130 مليار دولار هذا العام مضيفا أن إمدادات المعروض من خارج أوبك تتجه للانخفاض بنحو 400 ألف برميل يوميا في العام القادم.
وتصر أوبك على الاستمرار في ضخ كميات كبيرة من النفط رغم الضغوط المالية التي لم تفلت منها حتى السعودية التي تقود سياسة المنظمة وهو ما يثير قلق الأعضاء الأقل نفوذا في أوبك الذين يخشون أن تهبط الأسعار صوب 20 دولارا للبرميل. غير أن البدري قال، إنه حتى وإن بدأت الحكومة الأميركية في السماح بزيادة صادرات الخام، فإن الأسعار لن تشهد مزيدا من التراجع وإن أوبك يمكنها مواصلة الإنتاج بالمستويات الحالية.
ورغم الارتدادات السلبية لانهيار الاسعار على موازنات الدول المنتجة للنفط وخاصة منها الدول الخليجية التي تعتمد على البترول كمصدر أساسي للدخل، تمسكت اوبك في آخر اجتماعها بسقف الانتاج الحالي لحماية حصتها السوقية وبسبب عدم تعاون المنتجين من خارجها ورفضهم الالتزام بسقوف انتاج محددة للضغط على المعروض النفطي في السوق.
وكانت مصادر من قطاع الطاقة قد شككت في السابق في نجاح استراتيجية أوبك، إلا أن المؤشرات الحالية خاصة في ظل تراجع عدد الحفارات الأميركية من جهة وتقلص انتاج المنتجين الهامشيين بنحو 300 ألف برميل يوميا أكدت أن المنظمة ستبدأ بجني ثمار سياستها قريبا. ومع ذلك فإن تقديرات البدري أي تعافي الاسعار في غضون عامين إلى ثلاثة اعوام تبقي موازنات دول الخليج النفطية تحت الضغوط، ما قد يدفعها للسحب من احتياطاتها المالية لتغطية العجز.
وبالفعل سحبت السعودية أكبر منتج للنفط من احتياطاتها المالية في أكثر من مرة، وهي تعكف على اعداد خطة لإصلاحات اقتصادية واسعة قد تشمل خفض الانفاق العام وتخفيف دعم الطاقة واقرار ضرائب، من أجل خلق موارد مالية أخرى. ولايزال متاح أمام الدول الخليجية النفطية بحسب تقارير لصندوق النقد الدولي، مواجهة ارتدادات انهيار الاسعار بفضل احتياطاتها المالية التي راكمتها خلال السنوات الماضية.
ميدل ايست أونلاين