أوقف الحرب بداخلك …
أفتح الفيسبوك أحيانا للبحث عن أفكار أكتب عنها، فاذا بي أتوه على صفحاته وأقلب ما ينشر فيها ، وأتلهي بتسجيل الإعجابات وفي بعض الأحيان تصير الإعجابات كنوع من المجاملات والبروتوكولات ، أو اقرأ التعليقات .. وأشمئز من الهبوط والانحطاط في بعض الصفحات، وعند بعض الشخصيات التي تتبنى كلمات طائفية ،واهانات شخصية وحملات تشويهية ضد مذهب أو فكر أو معتقد أو شخصية اعتبارية … وتستعمل ألفاظ تمييزية وعنصرية وتجريحية ، وتحصد أكبر عدد من الاعجابات، وكأن ما يعجز عنه البعض من خوض معركة حقيقية ،يقود معركته هنا على المواقع الافتراضية وهو جالس خلف حاسبوه مع فنجان قهوته ، يبث سمومه كالرصاص ويقتل فينا الأمل والانسانية والاحساس … بمشاعر حاقدة مؤذية .. ما زالت مستمرة منذ اندلاع الثورات التي كان من المفترض أن تكون ربيعاً للبلدان العربية، فاذا بها تقضي على كل أمل بحرية وديمقراطية …
سلاح حديث فتاك .. أقوى من حملة عسكرية وأشد أذى من صاروخ متفجر لأنه يقتل قيماً انسانياً ،ويدمر عيشاً مشتركاً ويحرض الناس على الحقد والكره وقتل الآخر .. فأغوص في عالم من الثرثرة والتشهير والتحريض والطائفية، وأشعر بالقرف والملل والاحباط .. وانسى لأوقات أني في عالم افتراضي للتواصل الاجتماعي ،والتعارف وعرض الصور واستعادة علاقات قديمة واحياءصداقات كانت حميمة … ولكن رغم كل ما سبق لا يسعني أن أغض البصر عما يتمتع به من نواحي إيجابية .. فها أنذا أكتب مقالي منه .. وتعرفت على أصدقاء جمعتنا أفكار وروح ورؤية متشابهة .. فصرنا من أعز الاصحاب بعد أن تم اللقاء حين كنا نبحث عمن يشبهنا في واقع مليء بالتناقضات والأحقاد ..وتحولت علاقتنا الافتراضية إلى حقيقية … كما فسح المجال لنتعرف على أشخاص مبدعين وأفكار جميلة .. ومجموعات تعمل لخدمة الانسان ونشر أفكار انسانية ومعلومات مفيدة حياتية ..
لكل اختراع أوجده الانسان وجهان:
الشر حين نستعمله للأذى والتشويه والتجريح .. وزرع الطائفية والأحقاد ..
وللخير حين نستعمله لنشر أفكار ايجابية وروح المحبة وتقبل الآخر والاختلاف والاحترام ..
فان لم تستطع أن توقف الحرب .. تستطيع أن توقف الكره بكلماتك ..
وان لم تستطع أن توقف الموت .. تسطيع أن توقف الحقد باحساساتك ..
فان حاربت الحقد والكره والطائفية وبدأت بالتفكير والكتابة بمحبة وسلام تستطيع على الأقل أن توقف الحرب بداخلك .