كتب

إبراهيم عبدالمجيد يجوب الـ’قاهرة’ في يومها ‘الضائع’

إبراهيم عبدالمجيد يجوب الـ’قاهرة’ في يومها ‘الضائع’…. الرواية تكشف عن خيال الكاتب المصري الواسع، فقد بقي في البيت، لكنه جاب شوارع القاهرة الرئيسة وعماراتها ومحلاتها ومسارحها عبر الخيال.

 صدر حديثا عن منشورات المتوسط – إيطاليا رواية جديدة للروائي المصري إبراهيم عبدالمجيد بعنوان “قاهرة اليوم الضائع”.

وتحكي الرواية ما جرى خلال يوم واحد في مصر، في القاهرة تحديدا، حيث دعا بعض المصريين لمظاهرات يوم الحادي عشر من الشهر الحادي عشر، وحيث لم يستجب أحد من الناس للدعوة، فإن “الوحيد الذي لبّى دعوة النزول للمظاهرات هو البوليس الذي يملأ الشوارع”، مما شكل فرصة سانحة للكاتب أن يخرج ويتجول في شوارع القاهرة الخالية سوى من البوليس والتي تم إغلاق محلاتها كافة بأمر من السلطات، كي يرى ويتفحص أبنية القاهرة التاريخية وشوارعها ومحلاتها بهدوء دون ضجيج المارة.

إنها فرصة، تاريخية أيضا، للتجول وحيدا في تلك المدينة الكبيرة والمزدحمة دائما. لكن، كيف يمكنه الخروج ومخالفة الأوامر بحظر التجول حيث البوليس منتشرا في الشوارع والأمكنة جميعها؟

هنا، تماما تكمن بنية الرواية، ويكمن خيال الكاتب الواسع، فقد بقي في البيت، لكنه جاب شوارع القاهرة الرئيسة وعماراتها المبنية على الطراز الأوروبي، ومحلاتها ومسارحها عبر الخيال!

التقى مع أشخاص كثيرين، سياسيين، من الملك فاروق إلى سائق الحنطور الذي يشبه الفنّان عبدالوارث عسر، وفنّانين من زمن غاب، استمع لغنائهم الذي ملأ الفضاء، وقوّات الشرطة في حَيْرة ممّا تسمع ولا ترى.

مَن التقاهم جميعهم ميتون، حيث لا يُسمَح لغير الموتى بالتجوال في القاهرة في ذلك اليوم الضائع، باستثناء كوثر التي تحمل اسما من الجنّة، والتي عرفت روحها بجولته، فذهبت إليه وصارت أفعالها وأسئلتها وحكايتها أحد مفاتيح الرواية بين الواقع والخيال.

الرواية وهي تتحرّك في دراما تفوق الخيال، توثّق، بشكل خاصّ، أمكنة القاهرة التاريخية. فيض من المعلومات والأحداث المرتبطة بهذا الشأن كأنما يستشعر الكاتب خطرا ما! وفيض من الجِدِّ والضحك مع الأحداث في بناء فني ممتع وجديد وفائق الخيال.

وجاءت رواية “قاهرة اليوم الضائع” في 152 صفحة من القطع الوسط.

من الرواية:

مشيتُ مبتسما في شارع طلعت حرب. هل يعرف أحد أن هذا الجمال كلّه الذي بدأ في عصر إسماعيل كان ثمنه مرعبا بالنسبة إلى المصريِّيْن. الضرائب التي فرضها إسماعيل على البلاد والعباد. لقد فرض إسماعيل ضرائب على البيع والشراء والحيوانات، وحتّى العاهرات فُرضت عليهنّ ضرائب تتوافق مع جمالهنّ. الحلوة تدفع أكثر. والقرية التي كانت تتأخّر في الدفع كان يتمّ بقر بطون نسائها، ويُحمَل رجالها ويُلقَى بهم في الصحراء. لم أحبّ أن أتذكّر أكثر. كلّهم يتصرّفون باعتبارهم يملكون البلاد والعباد. لم أشأ أن أمشي مع ما جرى لأعرف كيف انتهى إسماعيل بالبلد إلى التديّن والتدخّل الأجنبي في إدارة شؤون البلاد، حتّى تمّ خلعه، ليجلس مكانه ابنه توفيق. العاصمة الخديوية هي العاصمة الجديدة ذلك الوقت. لا والله لن أستمرّ في الكلام. سيسمعني أحد أو يقرأ أفكاري. الحديث عن العواصم خطر الآن. سأعود إلى المنزل أفضل، فحتّى الجمال يذكّرني بالبؤس. لكني وجدتُ أمامي فتاة جميلة قادمة من الناحية الأخرى من الشارع. هل هذا حقيقي؟

وإبراهيم عبدالمجيد كاتب وروائي مصري كتب العديد من الروايات والقصص القصيرة، كما أن لديه كتبا في مجالات عامة، ما بين الدراسات والترجمة والسيرة. من أعماله “ثلاثية الإسكندرية”، “هنا القاهرة”، “قطط العام الفائت”، و”عتبات البهجة”، وروايتي “العابرة”، وثلاثية “الهروب من الذاكرة” التي نشرتْهما المتوسِّط.

ومن ترجماته الشهيرة “رسائل من مصر” للوسي دوف جوردون عن الإنجليزية. تُرجمت له أعمال عديدة إلى الإنجليزية والفرنسية، وكذلك الألمانية والإيطالية واليونانية والإسبانية، وحاز على جوائز كبرى مثل جائزة النيل في الآداب (أرفع الجوائز الأدبية المصرية)، وجائزة كتارا، وجائزة الشيخ زايد في الآداب.

ميدل إيست أونلاين

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى