إدراج 207 أفلام روائية فى سجل التراث القومي للسينما المصرية

 

أصدرت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية قرارًا بإدراج مائتي وسبعة أفلام في “سجل التراث القومي للسينما المصرية” باعتبارها توثيق لذاكرة مصر وتاريخها الوطني والفني أيضًا، وذلك من خلال المركز القومي للسينما الذي سيصدر شهادات اعتماد تجيز نَسخ وعرض هذه الافلام المدرجة، وتوثيقها وفقًا للقواعد الوطنية والاتفاقات الدولية المعمول بها في مصر، مع التزامه بصون الوسيط المسجل عليه كل فيلم، مع احتفاظه بالحق في نسخه رقميًا، واستخدامه في الاغراض الثقافية كافة.

ومن جانبها أشارت وزيرة الثقافة إلى أن مصر هي ثاني دولة في العالم أسهمت في صناعة السينما، ولذلك فهي تمتلك تراثًا عظيمًا في هذا المجال لعب دورًا مهمًا في تصدرها المشهد الثقافي عربيًا وإقليميًا ودوليًا، وأضافت بأن فن السينما يعد أحد الروافد المهمة التي كونت جزءًا من ملامح الهوية العربية، وأوضحت أن القرار يهدف إلى حماية أيقونات التراث السينمائي العريق، وحفظه من الاندثار.

ومن الأفلام التي تم اختيارها: فيلم “المومياء” وهو من إنتاج عام 1969 من إخراج شادي عبدالسلام، ويتناول قضية سرقة الآثار المصرية، وهو مأخوذ عن قصة حقيقية حدثت في أواخر القرن التاسع عشر  في عام 1871 تتعلق بقبيلة “الحربات”، في صعيد مصر التي يعيش أهلها على سرقة كنوز المقابر الفرعونية، وبيعها في الخفاء.

وقد نال هذا الفيلم كثيرا من الجوائز الدولية، واحتفلت به مهرجانات عالمية. ويعد من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وجاء ترتيبه الثالث، واختير كأفضل فيلم عربي في استفتاء عام 2013. لكنه لم يعرض جماهيريًا إلا بقدوم عام 1975 وقد لعب بطولته عدد من أهم الفنانين في مقدمتهم: نادية لطفي، أحمد مرعي، زوزو حمدي الحكيم، عبدالعظيم عبدالحق.

ومن بين هذه الأفلام المختارة أيضًا “أغنية على الممر” إخراج علي عبدالخالق وإنتاج عام 1972 المأخوذ عن مسرحية علي سالم التي تحمل العنوان ذاته، وهو من سيناريو وحوار مصطفى محرم، وكتب أغانيه الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، ولعب بطولته: محمود مرسي، صلاح قابيل، محمود ياسين، وأحمد مرعي.

وقصة هذا الفيلم تدور حول أفراد فصيلة مشاة مصرية يتم حصارها أثناء حرب 1967 وهم يدافعون عن أحد الممرات الإستراتيجية في شبه جزيرة سيناء، ويرفضون التسليم للعدو، وينجح الفيلم في تصوبر مشاعر هؤلاء الجنود أثناء محاصرتهم؛ وهي مزيج من إحباط واجترار ذكريات وأمل في طموحات ما قبل الحرب، وأمانيهم إذا ما عادوا من الحصار أحياء لذويهم.

وفي  أثناء هذا الحصار الطويل يحكي كل جندي منهم عن حياته ومعاناته الإنسانية وعثراته وفشله وأحلامه: الشاويش محمد ـ أكبرهم سنًّا ـ فلاح يترك أرضه ليزرعها أولاده ليشترك هو في أداء الواجب العسكري، وهو الذي اشترك من قبل في حرب 1956، وحمدي.. الفنان الذي يحلم بالارتقاء بالأغنية بعيدًا عن الابتذال، وشوقي.. الذي ينشد المثالية، ومسعد.. العامل البسيط الذي يحلم بالاستقرار مع زوجة، أما منير.. فهو الانتهازي. ويتعرضون لهجوم بطائرات العدو فيستشهد ثلاثة منهم.

وفي القائمة فيلم “شيء من الخوف” من إنتاج عام1969 من إخراج حسين كمال وهو مأخوذ عن قصة للكاتب ثروت أباظة، ويرى البعض أن للشاعر عبدالرحمن الأبنودي فضلًا كبيرًا في شحن السيناريو بإسقاطات سياسية كادت تؤدي إلى إيقاف عرض الفيلم، لولا تدخل جمال عبدالناصر لفسحه رقابيًا.

وقد تم تصوير الفيلم وطبعت نسخ العرض بالأبيض والأسود رغم ظهور الأفلام الملونة في ذلك الوقت، ويرجع ذلك لرغبة المخرج حسين كمال في اللعب بالظلال وبجماليات الأبيض والأسود ببراعة لم تكن ممكنة فيما لو تم التصوير بالألوان. وقد رشح الفيلم لنيل جائزة مهرجان موسكو السينمائي الدولي. ولعبت بطولته شادية أمام محمود مرسي ويحيى شاهين. وتجسد عظمته الفنية وموقفه الثوري جملة الحوار الخالدة “جواز عتريس من فؤادة.. باطل”.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى