تاريخ

إذاعة دمشق تاريخ عتيق في الإعلام المسموع

خاص

عاشت إذاعة دمشق يوم الجمعة الماضي عيدها الماسي وسط تفاعل تلفزيوني واسع معها ، فقدمت القنوات التلفزيونية السورية برامج تلفزيونية تعرض مسيرة حياة هذه الإذاعة عبر خمسة وسبعين عاماً، كما قدمت إذاعة دمشق بثا متواصلا ًطيلة الأيام الثلاثة لهذه المناسبة، وفي ظهيرة الرابع من شباط شهد استوديو الموسيقى مهرجانا مصغرا عن العيد الماسي .

وقالت مصادر خاصة لموقعنا إن إذاعة الجمهورية العربية السورية من دمشق ستقيم في الرابع عشر من الشهر الجاري احتفالا كبيرا يتضمن عروضا ضوئية ومسرحية ومشاهد وثائقية عن المناسبة المذكورة .

وأوضحت هذه المصادر أن طاقم عمل كبيراً يشتغل على هذه الاحتفالية التي يرجح أن تقام في دار الأوبرا .

وكانت إذاعة دمشق قد انطلقت من بناء بسيط في شارع بغداد وسط العاصمة السورية، وهي من أول وأهم الإذاعات العربية، ولها مكانة كبيرة في أذهان العرب والسوريين، وكان ذلك في الساعة السابعة من صباح الرابع من شباط عام 1947 عندما أعلن المذيع الأول الأمير يحيى الشهابي عبارته المشهورة هنا دمشق ــ الإذاعة السورية ، ولحن الفنان الراحل أمير البزق محمد عبد الكريم مقطوعة موسيقية خالدة تحاكي هذه العبارة، واستمرت تبث إلى أيامنا هذه .

عندما ولدت الإذاعة ، لم يكن أحد يتصور أن ثمة إذاعة يمكن أن تنافس إذاعة الشرق الأدنى. فإذا بها سريعا تتهجى ألف باء الإعلام المسموع الذي تنتمي إليه، وتعايش حياة السوريين بعد الاستقلال، ثم تدخل في تآخ حي مع إذاعة صوت العرب في مسار تاريخي قبل أن تصل اليوم إلى شهرتها!

وتوالت أسماء كبيرة على إدارة إذاعة دمشق من بينها الكاتب الراحل فؤاد الشايب والباحث الكبير جورج طرابيشي وعبد الله حوراني والشاعر يوسف الخطيب .

ومن الأسماء الأخرى التي تولت إدارة الإذاعة خضر الشعار، وخضر عمران وصفوان غانم ونايف حمود ونبيل شنار ومحمود الجمعات وموسى عبد النور واشتغل في برامجها عدد كبير من الأدباء والإعلاميين من بينهم نصر الدين البحرة وصميم الشريف ومحمد أبو خضور وصلاح دهني .

وقد تولى كثيرون ممن اشتغلوا في هذه الإذاعة مواقع هامة فيما بعد من بينهم السفير علي عبد الكريم علي والسفير صفوان غانم..

وجرت إثر استقلال سورية محاولات كثيرة للاستيلاء على الإذاعة بقوة السلاح لأن السيطرة على الإذاعة في ذلك الوقت كانت جزءا من الاستيلاء على السلطة، وقد حسمت هذه الصراعات بعد حركة السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 التي قادها الفريق حافظ الأسد وأصبح رئيسا للجمهورية .

وعلى الصعيد الفني استقطبت إذاعة دمشق فنانين كباراً وقدمتهم للجمهور العربي من بينهم : عبد الحليم حافظ وفيروز وفايزة أحمد وسعاد محمد ونجاح سلام ونجيب السراج وكروان ووديع الصافي وحكمت محسن وفهد كعيكاتي ومنى واصف وعبد اللطيف فتحي وتيسير السعدي وصبا المحمودي التي كانت شقيقتها هناء المحمودي من أوائل مذيعات إذاعة دمشق هي وعبلة الخوري.

وفي الحياة الفنية والدرامية المعاصرة خرّجت إذاعة دمشق قامات كبيرة في الفن السوري من بينهم هشام شربتجي وعابد فهد .

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى