إرث شاهين للجميع.. على «يوتيوب»
في أيار/ مايو من العام 1997، نال يوسف شاهين (1926 ـ 2008) احتفاء مستحقّاً، عندما صعد لاستلام السعفة الذهبية عن مجمل أعماله في «مهرجان كان» بنسخته الخمسين. آنذاك، كان قد مرّ ربع قرن على تأسيس السينمائيّ المصري الراحل لـ «أفلام مصر العالميَّة»، شركته التي دأب من خلالها على تكريس سينماه الخاصة، وبنائها وفق رؤيته وشغفه وحريته التي استمدّ منها أصالة أعماله وقوّتها. الشركة التي أنتجت إبداعات شاهين، استمرت من بعده لتحافظ على رياديتها في الإنتاج والتوزيع والتعاون مع شركات عالميّة واستقطاب مخرجين مصريين موهوبين، أصبحوا لاحقاً من أعلام الفن السابع. كما بادرت لاستقطاب مشاريع مخرجين شباب وتبنيهم منذ خطواتهم الأولى مروراً بالإنتاج والتوزيع.
اليوم، اتخذت الشركة خطاً جديداً لنشر أعمالها وإنتاجاتها وإتاحتها للمشاهدة على الانترنت، من خلال تأسيس قناتها الرسمية على «يوتيوب»، حيث سيكون بالإمكان مشاهدة أفلام بإخراج يوسف شاهين، منذ باكورته «بابا أمين» (1950)، الذي أخرجه في الرابعة والعشرين من عمره، مروراً بتحف مثل «الأرض»، و «الناصر صلاح الدين»، و «صراع في الوادي»، و «اسكندرية ليه»، و «الآخر»، و «المهاجر»، و «حدوتة مصرية»، و «ابن النيل»، و «سكوت ح نصوّر» وغيرها. بالإضافة إلى أعمال بتوقيع مخرجين آخرين مثل «سرقات صيفية» و «مرسيدس» ليسري نصر الله، «نهارك سعيد» لفطين عبد الوهاب و «عرق البلح» لرضوان الكاشف.
كما نشرت الشركة في قناتها عدداً من الأفلام التسجيليّة، مثل الفيلم التحفة «القاهرة منورة بأهلها» (1991) الذي سبر من خلاله شاهين غور مدينة القاهرة بتبايناتها ومشاهد اختلافاتها. ومن الأعمال المتاحة أيضاً «دردشة نسائية» لهالة جلال التي استعرضت من خلال دردشة عادية بين نساء من أسرة واحدة جانباً من واقع وقضايا المرأة المصرية. ونجد أيضاً فيلم «دموع الشيخات» لعلي الصافي الذي يعرض لـ «الشيخات»، المطربات الشعبيات في المغرب. كما يبرز فيلم «عاشقات السينما» لماريان خوري، عن نساء غيرن صناعة السينما المصرية في القرن العشرين، فيلم عن شجاعتهنّ وتضحيتهنّ.
أما في قطاع الإنتاج التلفزيوني، يبرز العملان الاجتماعيان اللذان حققا نجاحاً نقدياً وجماهيرياً كبيراً: «دوران شبرا» (2011) و «ذات» (2013). وقد بدأت الشركة بنشر حلقات المسلسل الأول تباعاً على قناتها.
خطوة كبيرة ورائدة، وخبر جميل أسعد كثيراً محبي السينما الشاهينية وغيرها، خصوصاً مع نوعية الأفلام التي أصبحت متاحة للمشاهدة، والتي، بتنوّعها وغنى مضامينها، تؤرخ لتفاصيل الواقع وتحدياته وأزماته، وتوثق الـ «فوضى» السائدة. وبالنظر إلى حجم إنتاجات الشركة، يطمع المتابع بمشاهدة المزيد من الأفلام السينمائية والتسجيلية التي يزخر بها أرشيفها. ولعلها تكون بادرة مشجعة لشركات إنتاج أخرى لأن تتجه بدورها إلى منصات التواصل الاجتماعي بشكل ممنهج، وتتيح لمتابعيها مشاهدة إنتاجاتها، لا سيّما مع تغير قواعد لعبة المشاهدة والانتشار والتسويق في عالم السوشل ميديا المتقلب الذي تحتاج فيه الشركات لإرضاء المستخدمين والمتابعين بشكل دائم.
خلال الساعات الأولى لتواجدها، حصدت «أفلام مصر العالمية» آلاف المشتركين بالقناة، والأكيد أن عدد مشتركيها سيتزايد مع متابعة الشركة في نشر المزيد من الأعمال.
لمتابعة قناة «أفلام مصر العالمية» على «يوتيوب»
https://www.youtube.com/user/misrintfilms
صحيفة السفير اللبنانية