إرشادات طبية لمواجهة فيروسات الشتاء
في فصل الشتاء، تسرح الفيروسات وتمرح في كل بقاع العالم نتيجة تقلبات الطقس والرطوبة المرتفعة والحرارة المنخفضة التي تحصل في هذه الفترة من كل عام. ويعتبر فصل الشتاء تربة خصبة لانتشار الفيروسات الممرضة. خصوصاً فيروسات الرشح، والإنفلونزا. والتهابات المعدة والأمعاء. كما والسارس (متلازمة التهاب الرئة الحاد). وتنتقل هذه الفيروسات بسرعة كبيرة وبسهولة من شخص الى آخر في شكل مباشر أو غير مباشر بواسطة الرذاذ المتطاير في الهواء. أو بكل بساطة بواسطة اللمس.وتكون قلة الحيل والتعب والإنهاك وانحطاط الحالة العامة من أولى العلامات التي يعانيها المصابون نتيجة هجوم الفيروسات الشريرة. وإذا أخذنا بكلام عالم الفيروسات الأميركي جاك جوالتني، فإن ظهور مثل هذه العلامات ليس دليلاً على ضعف في الجهاز المناعي. بل هو مؤشر قوي الى سلامة هذا الجهاز وقيامه بعمله على أفضل وجه لصد جحافل الفيروس الذي يوهم الخلية بأنه مفيد لها وأنه الصديق الصدوق ليتبين لها لاحقاً. وبعد دخوله اليها، أنه عدوها اللدود. من هنا ردود الفعل القوية التي تظهر منها تجاه الفيروس. السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما العمل لتجنب العدوى بالفيروسات الشريرة؟
يمكن من خلال إجراءات بسيطة تأمين الحماية من فيروسات الشتاء:
– غسل اليدين في شكل منتظم كلما دعت الضرورة لذلك. خصوصاً بعد المصافحة. وبعد الخروج من دورات المياه. وبعد السعال والعطس، وقبل التعامل مع الأكل وبعد إعداده، وبعد استعمال مواصلات النقل العامة. وإثر التعامل مع المرضى أو لمس الأغراض الخاصة بهم. يجب الغسل بالماء والصابون في شكل جيد ولمدة كافية. وإذا لم يكن الماء متوافراً فإنه يمكن استعمال المحاليل المطهرة.
– استخدام الكوع بدل اليد عند العطاس، ففي الصغر كان الأهل يرددون على مسامعنا بضرورة وضع اليد أمام الفم عند العطس أو التثاؤب، وهي فكرة سيئة للغاية.
صحيح أن هذا الفعل يحمي الآخرين من ذرات الرذاذ المتطايرة منا، لكن هذه ترسو على أيدينا وهي محملة بالميكروبات الممرضة، وهذا ليس لمصلحتنا قطعاً، لذلك من الأفضل العطس على الكوع عوضاً عن اليد في حال عدم توافر المحارم الورقية.
– التمخيط في المحارم التي تستعمل لمرة واحـــدة.
وإذا كانت المفرزات تسرح من أنفك فلا تلجـــأ الى المحرمة القماشية التي تستعمل مراراً وتكراراً لأنها تكون بمثابة بؤرة لتجمع الميكروبات التي تطيل من أمد العدوى، أو قـــد تتسبب في حدوث العدوى مجدداً. يجب استعمال المحارم الورقية التي ترمى في سلة المهملات ومن بعدها يجب غسل اليدين فوراً.
– تفادي المصافحة قدر المستطاع خلال موسم جائحات الرشح والإنفلونزا والتهابات المعدة والأمعاء.
صحيح أن المصافحة هي ثقافة اجتماعية متأصلة ومنتشرة حول العالم وقد يبدو تجنبها أمراً محرجاً للغاية، لكن لا بد من التحذير منها لأنها، كما بيّن تقرير طبي صدر سابقاً عن مركز البحوث بكلية طب جامعة كاليفورنيا، فإن الأمراض التي تنتقل عبر المصافحة بالأيدي تعادل في خطورتها أخطار التدخين في الأماكن العامة.
– الحرص على تهوئة المنزل حتى في فصل الشتاء
من أجل التقليل من تركيز الفيروسات والعوامل الممرضة الأخرى في هواء الغرف. ومن الأفضل التهوية في الصباح الباكر من أجل تجديد هواء الغرف الملوث.
– مسح مقابض الأبواب والصنابير وكبسة المرحاض ومقعد المرحاض وحتى لوحة الكومبيوتر بماء جافيل أو بالمطهرات.
– أخذ اللقاحات المتوافرة ضد بعض الفيروسات، كفيروس الإنفلونزا،
خصوصاً الحوامل وكبار السن والذين يعانون أمراضاً مزمنة أو ضعفاً في المناعة.
– تجنب التقاء أشخاص مصابين، أقرباء كانوا أو زملاء، فالاحتراز واجب في هذه الأحوال،
واذا دعت الضرورة يمكن وضع كمامة واقية للحيلولة من دون تسلل الفيروسات اليك.
– تفادي الأماكن المزدحمة في الأوقات التي تتفشى فيها الأمراض الفيروسية، مثل المراكز التجارية، والملاعب، والمطارات، والسينما، والأماكن المغلقة التي يوجد فيها الكثير من الناس، فهذه الأماكن لا تخلو من الذين ينشرون العدوى الفيروسية.
– عدم التعود على لمس الأنف والفم،
لأنه سيئ ومضر ويزيد من خطر التقاط الفيروسات المعدية.
– ارتداء القفازات فهي تحول دون التماس المباشر بين أصابع يديك وزر المصعد أو زر وسائل النقل العامة أو درابزين الدرج، وبالتالي فهذا يقلل من خطر العدوى في شكل ملحوظ.
– عدم استعمال الأغراض الشخصية التابعة للآخرين
مهما كانت درجة قرابتك منهم، لأنها تمثل نواقل جيدة للفيروسات والعوامل الممرضة الأخرى.
وفي النهاية، لا بد من التنبه الى خطر العملة الورقية في نقل العدوى بالفيروسات نتيجة تداول هذه العملة بين آلاف الأيدي الملوثة، فضلاً عن تلوثها بقطيرات الرذاذ التي تحط عليها في حلها وترحالها من جانب المصابين عند السعال أو العطس، من هنا ضرورة عدم إمساك العملة لفترة طويلة وعدم وضعها في الفم كما يحلو لبعضهم أن يفعل، فقد تبين للباحثين المهتمين بعلم الفيروسات أن الأخيرة استطاعت البقاء عليها أياماً عدة، وأحياناً أسابيع.