الاحتلال أوهن من حسم المعركة ضدّ حماس أوْ حزب الله
أعرب العديد من الخبراء والمُختصين والمُحللين للشؤون العسكريّة عن خشيتهم العارمة من قوّة سلاح البريّة في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، لافتين إلى أنّ المعركة الأخيرة التي خاضها هذا الجيش كانت في حرب تشرين (أكتوبر) من العام 1973، وإضافة إلى ذلك، أكّد هؤلاء أنّ قيادة جيش الاحتلال يمتنعون خشية الثمن الباهِظ من استخدام جيش البريّة في الـ”عمليات” التي يقومون بها ضدّ التنظيمات الفلسطينيّة في قطاع غزّة.
وفي هذا السياق قال مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) عاموس هارئيل، إنّه يسود الاعتقاد بأنّه إذا صحّت الانتقادات ضدّ الوحدات البريّة في جيش الاحتلال، فهذا يعني أنّ كلّ الأحاديث عن قوّة البريّة الإسرائيليّة لا أساس لها من الصحّة، وأنّ إسرائيل، أضاف المُحلِّل المُقرّب لدوائر صنع القرار الأمنيّ، ليست قادرةً على حسم المعركة لا ضدّ حزب الله على الجبهة الشماليّة، ولا ضدّ حماس في قطاع غزّة، على حدّ قوله.
ومن أهّم الانتقادات التي تُوجّه لجيش الاحتلال أنّه لا يكتفي فقط بعدم خوض المعارك البريّة، بل أيضًا يمتنع منذ سنواتٍ طويلةٍ عن إجراء مناورات للذراع البريّة في الجيش، وعن هذا الموضوع قال قائد سلاح البريّة في الجيش الإسرائيليّ، يوئيل ستريك، في حديثٍ خاصٍّ لصحيفة (هآرتس) إنّ الإدعاءات ليست صحيحةً وأنّ الجيش الإسرائيليّ قادرٌ على حسم المعركة إذا أراد.
وتابع قائلاً في معرض ردّه على سؤال الصحيفة العبريّة: “في هذه الحقبة إذا قررنا القيام بعمليةٍ عسكريّةٍ في غزّة يتحتّم علينا أنْ نُفكِّر بتبعاتها في الضفّة الغربيّة، وتأثيرها على ما يجري في كلٍّ من لبنان وإيران”، مُضيفًا أنّ العدوّ اليوم الذي تُواجِهه إسرائيل يتكوّن من جيوشٍ إرهابيّةٍ، وهذه الجيوش قادرةُ على شلّ الحياة في الدولة العبريّة، وذلك عن طريق قصف العمق الإسرائيليّ بكثافةٍ، ولكنّه استدرك قائلاً إنّ التهديد الوجوديّ الوحيد الذي تتخوّف منه إسرائيل هو النوويّ الإيرانيّ، ولا يوجد أيّ تهديدٍ وجوديٍّ آخر عليها، بحسب تعبير الجنرال الإسرائيليّ.
وكان اللّواء احتياط في جيش الاحتلال، والمسؤول السابق لملف تلقّي شكاوى الجنود في جيش الاحتلال الإسرائيليّ يتسحاق بريك، قال إنّ وضع الجيش الإسرائيليّ في تدهور، وأنّه منذ 1965 لم يشهد الجيش مثل هذا التراجع، مُشدّدًا في ذات الوقت على أنّه طالب بتشكيل لجنة تحقيقٍ خاصّةٍ بذلك، دون جدوى.
بالإضافة إلى ذلك قال بريك: “هناك فجوات حرجة في الجيش، وهو في حالة تدهور، وأصبحت الثقافة التنظيميّة في أسوأ حالاتها، وفي الحرب القادمة سنكون في ورطةٍ”، على حدّ تعبيره.
وسبق للجنرال بريك، أنْ نشر تقريرًا مُهّمًا في هذا الصدد أكّد من خلاله عدم جاهزية الجيش الإسرائيليّ للحرب، مُتهمًا قادة وضباط الجيش، بتضليل الرأي العام والجمهور الإسرائيليّ بشأن جهوزية الجيش للحرب، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ الجيش الإسرائيليّ يُعاني من ضعفٍ وخللٍ كبيرين، لكنّ القيادة العسكريّة في تل أبيب تُخفي الواقع الحقيقيّ للأمر، ويُعلّق بريك على ذلك، قائلاً “إنّ قادة الجيش لا يقولون الحقيقة في كلّ ما يتعلّق بالخلل في الجيش”.