إسرائيل: اغتيال السنوار نوقِش بأعلى المُستويات قبل عملية (إلعاد)
كشفت محافل أمنيّة وسياسيّة مطلعة ورفيعة جدًا في تل أبيب، اليوم الاثنيْن، كشفت النقاب عن أنّ قضية تصفية قائد حماس في غزّة، يحيى السنوار، نوقشت الأسبوع الماضي في جلسة مُشاوراتٍ أمنيّةٍ، وذلك قبل عملية (إلعاد)، لافتةً في ذات الوقت، كما أكّد محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، إلى أنّ الجلسة عُقِدت على خلفية تزايد العمليات من طرفيْ ما يُسّمى الخط الأخضر، والتي أوقعت 15 قتيلاً إسرائيليًا، دون الأخذ بالحسبان قتلى عملية (إلعاد)، والذي رفع الرقم إلى 18 قتيلاً.
المصادر ذاتها أضافت أنّ جميع الأذرع الأمنيّة، التي شاركت في الاجتماع التشاوريّ المذكور من شرطة، وجيش وجهاز الأمن العّام (شاباك) وأذرع أخرى لم تقُم بتقديم توصيةٍ للمُستوى السياسيّ في الحكومة تقضي بتنفيذ عملية اغتيالٍ ممركزةٍ ضدّ قائد حماس بغزّة، السنوار، ولكن، استدرك المُحلِّل قائلاً إنّ المشكلة تكمن في أنّ السياسيين الإسرائيليين يقومون بالإصغاء لما يُفكّر به جمهور المؤيّدين، وكم بالحري حكومةً مثل حكومة رئيس الوزراء الحاليّة، نفتالي بينيت، والتي باتت تعّد الأيّام لانتهاء ولايتها، كما قالت المصادر.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، أوضحت المصادر، وفق التقرير في (هآرتس) العبريّة، أوضحت أنّ رئيس الوزراء بينيت يتعرّض لضغوطاتٍ هائلةٍ، على خلفية الانتقادات بسبب استمرار العمليات الفلسطينيّة، ومُطالبات اليمين بانتهاج سياسةٍ أشّد قوّةً وبأسًا ضدّ الفلسطينيين، لذا أضاف المُحلِّل، لن تكون مفاجأةً بالمرّة أنْ نكتشِف أنّه في العملية القادمة ستظهر الخلافات في الرأي بين بينيت والشركاء الآخرين في الحكومة حول كيفية الرّد الإسرائيليّ على ما أسماها بموجة الإرهاب الفلسطينيّة، وأنّ هذه الخلافات ستؤثّر على دعم الحركة الإسلاميّة للحكومة (القائمة العربيّة الموحدّة المُشارِكة في الائتلاف الحاكِم)، وعلى تبكير موعد الانتخابات العامّة، وحتى على الشخص الذي سيترأس الحكومة الانتقاليّة.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ النائب د. عبّاس منصور، قائد الحركة الإسلاميّة في الكنيست، أعلن رسميًا أنّه وحزبه، أربعة أعضاء كنيست، لن يكونوا شركاء في إسقاط حكومة بينيت، على حدّ تعبيره. وكان السنوار قد شنّ هجومًا لاذعًا على القائمة الموحدة ووصف عبّاس بـ”أبو رغال”، وهي شخصية عربيّة قبل الإسلام تعتبر رمز الخيانة، مُضيفًا:” إنّ تشكيلكم شبكة أمان لهذه الحكومة التي تأخذ القرار باستباحة الأقصى هو جريمة لا يمكن أنْ تغفر لكم”.
وردّ عبّاس على السنوار بالقول:” لا ندين ليحيى السنوار أوْ لأيّ شخصٍ آخر بشيءٍ. نحن نفعل ما هو في مصلحة المجتمع العربي والشعب الفلسطينيّ، والقائمة الموحدة تقود عملية ستقرب السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”، بحسب تعبيره.
إلى ذلك، أكّدت المصادر المطلعة في تل أبيب أنّ استمرار موجة العمليات الأخيرة، المُتواصلة منذ سبعة أسابيع، بدأت بجباية الثمن من جيش الاحتلال الإسرائيليّ، من ناحية تدريب مقاتليه وتأهيل وحداته للحرب القادمة، مُضيفةً، كما أكّدت (هآرتس)، أنّ الحاجة لإغلاق خطّ التمّاس الفاصل بين الضفّة الغربيّة وإسرائيل، أيْ ما يُسّمى بالخّط الأخضر، أجبر جيش الاحتلال على دفع وحداتٍ كاملةٍ وكبيرةٍ كانت منشغلةً بالتدريبات من أجل الحفاظ على الأمن في المنطقة، كاشِفًا عنّ أنه في خطوةٍ غيرُ مسبوقةٍ أصدر القائد العّام للجيش أمرًا باستدعاء ستة ألوية احتياط من أجل تغيير القوّات النظاميّة في خطّ التماس.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر الوازنة أنّه اليوم الاثنيْن سيبدا ما يُسّمى بجيش الاحتلال “شهر الحرب”، حيث ستجري العديد من المُناورات للجيش الإسرائيليّ لمحاكاة حربٍ شاملةٍ، لافتةً إلى أنّ السيناريو الذي وقع في العام الماضي قد يعود على نفسه هذه المرّة، ففي أيّار (مايو) الماضي، تمّ لإلغاء التدريبات في الدقيقة الأخيرة بسبب الحرب على غزّة (عملية حارس الأسوار)، وهذه السنة قد يضطّر الجيش إلى الإقدام على إلغاء التدريبات والمُناورات للسبب نفسه، الأمر الذي سيُسبب الألم للقائد العّام للجيش، الجنرال أفيف كوخافي، كما قالت المصادر.