إسرائيل: اكتشفنا محدوديّة القوّة بالشمال وبوتين يرفض طلبات نتنياهو ولسنا قادرين على تغيير إستراتيجيّة إيران والصواريخ الدقيقة تتدّفق لحزب الله وجبهة الجولان جاهزة

 

رأت مصادر أمنيّة وسياسيّة مُطلعّة في تل أبيب أنّ التطورّات الأخيرة في الجبهة الشمالية تُوضِح القيود المفروضة على سياسة استخدام القوة الإسرائيليّة في سوريّة ولبنان، لافتةً إلى أنّه في السنوات الأخيرة، نجح الجيش والاستخبارات في مكافحة تهريب الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السوريّة، وفي وقتٍ لاحقٍ في مهاجمة المواقع العسكرية الإيرانية في سوريّة، لكن يبدو أنّ إسرائيل غيرُ قادرةٍ حاليًا على إجبار طهران على تغيير إستراتيجيتها في المنطقة.

وتابعت المصادر، كما نقل عنها مُحلّل الشؤون العسكريّة في الموقِع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم السبت، تابعت أنّ عودة نظام الأسد إلى الجولان في الصيف الماضي، مهدّت الطريق لعودة حزب الله إلى مرتفعات الجولان، مُوضحةً أنّه في المرحلة الأولى، يجمع العشرات من النشطاء، معظمهم من المواطنين السوريين، معلومات استخبارية عن نشاط جيش الاحتلال في المنطقة، لكنّ القيادة الشماليّة تُقدّر أنّه سيتّم إنشاء بنيةٍ تحتيةٍ في المستقبل للهجمات، وأنّ حزب الله قد يُحاوِل استخدامها لفتح جبهةٍ ثانيةٍ ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ من الجولان في حال اندلاع حربٍ بينه وبين كيان الاحتلال، كما أكّدت المصادر.

وقال مصدر رفيع في المُخابرات الإسرائيليّة للصحيفة إنّ: كفاحنا ضدّ التعزيزات العسكريّة الإيرانيّة في سوريّة حقق نتائج وتباطأ. من ناحية أخرى، يُواصِلون بكلّ قوّتهم في الجهود المبذولة لتهريب الأسلحة إلى حزب الله، ولا سيما مشروع الصواريخ الدقيقة، الذي يهدف إلى تطوير القدرات الدقيقة لأسطول الصواريخ التابع للمنظمة، على حدّ تعبير المصدر.

وشدّدّت المصادر على أنّه في الصيف الماضي فقط، بعد أنْ تخلّت إسرائيل عن المنظمات المتمردة في الجولان ولم تُساعِدها في التعامل مع هجوم النظام، وعدت روسيا بإبقاء القوات الإيرانيّة والميليشيات الشيعية بعيدةً عن الحدود، كما تفاخر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محادثاته مع الصحفيين بعد اجتماعاته الأخيرة في موسكو مع الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين.

ولفتت المصادر أيضًا إلى أنّه ليست هذه هي القضية الوحيدة التي لا يُقدِّم فيها بوتين، وهو صديق ليس صديقًا بالضبط، ما يتوقعه نتنياهو، مُشيرةً إلى أنّ الرئيس الأسبق للمخابرات العسكرية، اللواء (احتياط) عاموس يدلين، ألمح إلى ذلك في مقابلةٍ مع إذاعة الجيش يوم الاثنين، عندما قال إنّه بعد أسبوعين من زيارة نتنياهو لبوتين ، لم يتضّح ما الذي تمّ الاتفاق عليه بين الاثنين. وتطرّق إلى نقطةٍ حساسّةٍ: لقد زودّت روسيا الجيش السوريّ ببطارياتٍ متطورّةٍ مضادّةٍ للطائرات من طراز (S300) بعد تحطم طائرة روسية من طراز إليوشن في أيلول (سبتمبر) الماضي، لكنّها احتفظت بالسيطرة على الأنظمة، في حين سعى نتنياهو إلى انتزاع التزامٍ من بوتين بمواصلة تأجيل إيصالها، مُضيفةً أنّ طائرات سلاح الجو قد تتطلّب تدمير الصواريخ، بطريقةٍ مِنْ شأنها أنْ تزيد من خطر التصعيد، وبوتين تهرّب من الإجابة، أكّدت المصادر في تل أبيب.

وتساءل المُحلّل: هل تستطيع إسرائيل، من جانبها، ممارسة ضغطٍ حقيقيٍّ على روسيا، والحدّ من تدّخلها العسكري في سوريّة، مع استقرار نظام الأسد؟ يرد أحد كبار الضباط الذين سُئلوا عن هذا السؤال بسؤاله الخاص: أين يزن فرس النهر أربعة أطنان؟ بعد ساعات قليلة من الكشف عن “ملف الجولان” ، نشر نتنياهو رسالته الخاصة، وقال: لديّ رسالةً واضحةً لإيران ولحزب الله، نحن نعرف ماذا تفعلان وأين تفعلان ذلك. والرسالة الأخرى كانت موجّهةً للناخب الإسرائيليّ، دون الحاجة إلى بثها صراحة، فقط نتنياهو يعرف كيف يتعامل مع الإيرانيين.

وخلُصت المصادر إلى القول إنّ الحفاظ على الوعي المُستمّر بالتهديد الأمنيّ، ​​بدلاً من الاحتكاك العسكريّ النشِط، يخدم رئيس الوزراء في حملته الانتخابيّة، وكان هذا هو الحال مع عملية الدرع الشمالي لتحديد مواقع أنفاق حزب الله وتدميرها، وهي العمليّة التي افتُتحت في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام الماضي، قبل الانتخابات مباشرة، لافتةً إلى أنّه من المؤكّد أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ لم يكُن ينوي مساعدة نتنياهو في الحملة، لكن مع ذلك وجد رئيس الوزراء طريقةً لدفع أجندةٍ أمنيّةٍ، حتى بعد أنْ منعته لجنة الانتخابات المركزيّة من نشر مقاطع فيديو كان يصور فيها جنودًا، ورفضت زياراته إلى وحدات جيش الاحتلال الإسرائيليّ تبعًا لذلك، كما أكّدت.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى