“إسرائيل” تبني قواعد عسكرية جديدة داخل سوريا..

بينما تدعي إسرائيل أن وجودها داخل المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية مؤقتاً، كشفت صور أقمار صناعية أن جيش الاحتلال بنى قاعدتين عسكريتين جديدتين ضمن المنطقة العازلة في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا.
ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأحد، تقريراً يعتمد على صور أقمار صناعية وآراء خبراء رأوا في الصور دليلاً على أنشطة التوسع العسكري الإسرائيلي في محافظة القنيطرة.
ولم يكن تقرير واشنطن بوست التقرير الأول الذي يشير إلى توسع إسرائيلي داخل المنطقة العازلة في سوريا. حيث كشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن أعمال بناء يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضا. داخل المنطقة العازلة التي تفصل مرتفعات الجولان المحتلة عن سوريا، بحسب صور أقمار صناعية.
الجيش الإسرائيلي أنشأ مهبطاً للطائرات العمودية على جبل الشيخ في سوريا.
فيما كشفت القناة 14 العبرية. أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنشأ مهبطاً للطائرات العمودية على جبل الشيخ في سوريا.
وكانت إسرائيل قد أعلنت بعد سقوط نظام الأسد انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974. وانتشار جيشها في المنطقة العازلة بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية أيضا.
كما استغل الاحتلال انشغال السوريين بالمرحلة الانتقالية للسيطرة على المزيد من الأراضي في سوريا إلى جانب مرتفعات الجولان أيضا. حيث سارع يوم سقوط النظام لاحتلال جبل الشيخ الاستراتيجي بالكامل، والعديد من القرى والبلدات في محافظة القنيطرة جنوب البلاد، حتى صارت الدبابات الإسرائيلية على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة دمشق.
وكانت تقارير تحدثت عن أن مشاعر من الخوف والإحباط تسود لدى سكان البلدات السورية الحدودية مع الاحتلال الإسرائيلي. الذين أعربوا عن مخاوفهم من أن يتحول الوجود الإسرائيلي إلى احتلال عسكري طويل الأمد. مطالبين الإدارة السورية الجديدة بوقف التوغل الإسرائيلي.
إسرائيل تخطط لإقامة “منطقة سيطرة” داخل سوريا و”مجال نفوذ” استخباري.
فيما أفادت تقارير لوسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تخطط لإقامة ما سمتها “منطقة سيطرة” بطول 15 كيلومتراً داخل سوريا و”مجال نفوذ” استخباري يمتد لنحو 60 كيلومتراً.
ونقلت التقارير عن مسؤولين إسرائيليين أن تل أبيب “ستحتاج إلى الحفاظ على محيط عملياتي يبلغ طوله 15 كيلومتراً داخل الأراضي السورية”.
وتابعت: “سيحافظ الجيش الإسرائيلي على وجود لضمان عدم تمكن حلفاء النظام الجديد في سوريا من إطلاق الصواريخ باتجاه مرتفعات الجولان”.
ما الذي كشفته صور الأقمار الصناعية عن التوسع العسكري الإسرائيلي داخل سوريا؟
إسرائيل بنت قاعدتين عسكريتين في بلدة جباتا الخشب السورية
أظهرت صور الأقمار الصناعية أن إسرائيل بنت قاعدتين عسكريتين في بلدة جباتا الخشب السورية، رغم مزاعمها أمام السكان المحليين والمجتمع الدولي بأن وجودها في المنطقة سيكون مؤقتاً.
وترتبط القاعدتان، اللتان أثارتا قلق السكان المحليين، بطرق ترابية جديدة توصل إلى مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من القاعدة الأولى، يمكن رؤية أرض تمت تسويتها، والتي فسرها خبراء تحدثوا لصحيفة واشنطن بوست على أنها “قاعدة عسكرية ثالثة”.
وتقع القاعدتان والأرض التي تمت تسويتها في المنطقة العازلة المحددة بموجب اتفاقية فض الاشتباك الموقعة في عام 1974.
وقال مسؤولون سوريون محليون. إن المنطقة العازلة يبلغ عرضها في أوسع نطاق حوالي ستة أميال، ولكن في نقاط معينة تقدمت القوات الإسرائيلية عدة أميال أبعد منها أيضا.
موقعي البناء الجديدين هما هما قاعدتان للمراقبة الأمامية
وقال ويليام جودهاند، محلل الصور في كونتستيد جراوند، إن موقعي البناء الجديدين، الواقعين داخل ما كان حتى وقت قريب تحت سيطرة سورية، يبدو أنهما قاعدتان للمراقبة الأمامية. متشابهتان في البنية والأسلوب مع تلك الموجودة في الجزء الذي تحتله إسرائيل من مرتفعات الجولان.
كما وأضاف جودهاند أن القاعدة التي تتواجد في بلدة جباتا الخشب أكثر تطوراً. في حين يبدو أن القاعدة الواقعة إلى الجنوب قيد الإنشاء أيضا. وقال إن الأولى ستوفر رؤية أفضل للقوات، بينما تتمتع الثانية بإمكانية وصول أفضل إلى شبكة الطرق في المنطقة. كما هو الحال بالنسبة للقاعدة الثالثة إذا تم بناؤها على منطقة من الأراضي المطهرة في الجنوب.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أيضاً طريقاً جديداً يقع على بعد حوالي 10 أميال جنوب مدينة القنيطرة، ويمتد من خط الحدود إلى قمة تل بالقرب من قرية كودنة، مما يوفر للقوات الإسرائيلية نقطة مراقبة جديدة.
وتساءل محمد مريود، رئيس بلدية جباتا الخشب، بقوله: “إنهم يقومون ببناء قواعد عسكرية. كيف يكون هذا مؤقتاً؟”.
وأفاد مريود. أن الجرافات الإسرائيلية قامت بتدمير أشجار الفاكهة في القرية. وأشجار أخرى تقع في جزء من محمية طبيعية من أجل بناء البؤرة الاستيطانية بالقرب من جباتا الخشب. وأضاف: “أخبرناهم أننا نعتبر هذا احتلالاً”.
عربي بوست