تحليلات سياسيةسلايد

إسرائيل تتهيأ لحرب على حزب الله مع أوّل قذيفة يطلقها بعد المهلة

الحكومة الإسرائيلية تصعد حرب الاغتيالات يوميا ضد محور المقاومة باستهداف كوادر قتالية ونظامية وميدانية لحزب الله في جنوب لبنان وفي سوريا.

 

تتصاعد مخاوف اللبنانيين من التحول في سير المعارك في الجنوب وتهديدات الحكومة الاسرائيلية باقتراب انتهاء المهلة الممنوحة للحراك الدبلوماسي قبل التوجه إلى التحرك عسكرياً لإبعاد حزب الله عن الحدود. وقد بدأت اسرائيل باتخاذ إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية كتعزيز المستشفيات، وتوزيع حصص غذائية على المستوطنين، وتجهيز القطار في مدينة حيفا لنقل الجرحى.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس، عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية، أنه “ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله”، وهي عبارة عن أن “يعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أوّل قذيفة ستسقط في أراضينا وخاصّة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، سيؤدي ذلك إلى قصف شديد يؤدّي إلى تدمير جنوب لبنان، وبضمن ذلك مهاجمة بيوت مشبوهة في القرى الشيعية عند الحدود”. وبحسب المقترح، فإن “الهدوء سيُقابل بهدوء، لكنّ إطلاق النار سيُقابل بإطلاق نار غير تناسبي”.

وأضافت الصحيفة العبرية أن “إسرائيل لا تستغلّ أيضاً حقيقة أن لدى حزب الله الكثير مما سيخسره خلال التصعيد في الفترة الحالية”. وبحسب الضباط فإنه “يجب العمل بشكل تدريجي وبتنسيق مع الأميركيين، ومنح فرصة حقيقية لتحقيق هدوء عند الحدود بواسطة مبادرتنا إلى وقف إطلاق نار، وفي موازاة ذلك تحقيق أساس شرعي لهجوم يقود في نهاية الأمر إلى إعادة الأمن إلى بلدات الشمال”.

وأشارت إلى أن “سياسة الجيش الإسرائيلي تجاه حزب الله في بداية الحرب على غزة كانت أن إطلاق نار يقابل بإطلاق نار وأن هذه السياسة تغيرت في الأسابيع الأخيرة، بحيث أصبح الجيش الإسرائيلي يشن سلسلة هجمات يومية ضد أهداف عسكرية لحزب الله، من دون انتظار إطلاق نار من جانبه”.

كما لجأت إلى تصعيد حرب الاغتيالات يوميا ضد محور المقاومة ولا سيما في استهداف كوادر قتالية ونظامية وميدانية لحزب الله في الجنوب وفي سوريا أيضا، وعبر تكثيف الغارات الجوية الحربية وغارات المسيرات على المناطق الحدودية، او عبر رفع الحرب الإعلامية الى مستوى دق نفير التعبئة الحربية والنفسية الضاغطة.

وافاد موقع “واللا” الإسرائيلي بدوره أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تعمل على خطة لإيواء نحو 100 ألف شخص على الحدود الشمالية قد تضطر الحكومة لإجلائهم في ظل تصعيد محتمل مع حزب الله.

ويعتبر المتابعون أن كل هذه المؤشرات والتطورات تعكس بلوغ التصعيد عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية مستوى غير مسبوق بجدية تحدياته وخطورته، حيث نقلت وسائل إعلام عن مصادر إسرائيلية، أن اجتماعا كان مقررا للحكومة الاسرائيلية تأخر الأحد لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يجري مشاورات أمنية مع رئيس هيئة الأركان والقادة الأمنيين، ويرجح أن هذه المشاورات تتعلق بعملية استهداف سيارة في جنوب لبنان. وافادت وسائل اعلام اسرائيلية بأن عملية الاغتيال في بلدة كفرا الجنوبية أشرف على تنفيذها نتنياهو شخصيا.

وفي وقت سابق، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، إن احتمالات الحرب علي الجبهة الشمالية أعلى مما كان عليه في الماضي. وأضاف هاليفي، خلال زيارته تمريناً لقوات الاحتياط في الشمال، برفقة قائد القيادة الشمالية، أوري جوردين، وقادة آخرين، أن “احتمال نشوب حرب في الشمال أعلى مما كان عليه في الماضي وعندما يحدث ذلك، سنمضي قدما بكل قوتنا”.

وأدى هجوم جوي إسرائيلي السبت على مبنى سكني في حي المزة في دمشق الى اغتيال خمسة مستشارين عسكريين من إيرانيين في الضربة باعتراف الحرس الثوري الإيراني، معلنا أيضا اغتيال قائد استخبارات فيلق القدس العميد الحاج صادق ونائبه بالغارة.

ولم تمر ساعات قليلة حتى استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة على طريق بلدة البازورية في جنوب لبنان، وهي مسقط رأس الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، وتسببت بمقتل علي محمد حدرج وهو مسؤول قيادي عن فرع فلسطين في الحزب وقضى معه رفيقه المهندس محمد باقر دياب .

وصعدت إسرائيل حرب الاغتيالات فاستهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة رباعية الدفع عند مفترق كفرا – صربين في قضاء بنت جبيل واطلقت باتجاهها صاروخا موجها، مما ادى الى تدميرها واحتراقها واحتراق سيارة رابيد كانت بقربها. وفيما أشارت “رويترز” الى سقوط قتيلين من حزب الله، ذكرت مصادر إعلامية أنهما من وحدة حماية كبار الشخصيات والقادة.

وأضافت المصادر أن قتيل حزب الله في القصف الإسرائيلي على كفرا هو فضل سليمان الذي نعاه حزب الله لاحقا فيما تحدثت معلومات عن أن محاولة اغتيال قائد القطاع الأوسط في حزب الله في جنوب لبنان فادي سليمان أدت إلى مقتل مرافقه فضل سليمان.

ولاحقا أعلن حزب الله أنه “ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين وىخرها الغارة على بلدة كفرا استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر الأحد مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية ما أدى الى إصابة احد المنازل وسقوط من كان بداخله بين قتيل وجريح”. وكان الحزب اعلن استهداف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع ‏حدب البستان بصاروخ بركان وثكنة ‏برانيت .

ويبحث القادة اللبنانيون التطورات الحدودية والسياسية الأخيرة، وذكرت مصادر مطلعة أن رئيس مجلس النواب نبيه بري من المقرر أن يلتقي الثلاثاء سفراء المجموعة الخماسية في بيروت التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، لمناقشة التطورات إضافة إلى ملف الفراغ الرئاسي.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى