إسرائيل تربط مستقبل العلاقات مع الشرع بترتيبات أمنية

نتنياهو يطالب دمشق بالتعاون في إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب غرب سوريا فيما يؤكد الشيباني أن حكومته تسعى لتفادي التصعيد مع اسرائيل وتحاول الرد بالدبلوماسية على انتهاكاتها.
كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن أي مسار للتعامل المستقبلي مع الرئيس السوري أحمد الشرع سيكون مرتبطًا، من وجهة نظره، بمدى تعاون دمشق في إنشاء منطقة منزوعة السلاح في الجنوب الغربي من سوريا، بمحاذاة الجولان الذي تسيطر عليه إسرائيل. وفي المقابل، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن بلاده تحاول تجنب الانجرار إلى توتر أوسع مع إسرائيل، متمسكة بالمسار الدبلوماسي في الرد على ما وصفه بالاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية المستمرة داخل الأراضي السورية.
وقال نتنياهو، في مقابلة نشرتها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الخاصة “مستقبل التعامل مع الشرع سيتحدد بناءً على التعاون في إقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب غرب سوريا” مضيفا أنه “إذا تحققت منطقة منزوعة السلاح في جنوب غرب سوريا وتوفرت حماية دائمة للدروز هناك، يمكننا المضي قدما (في العلاقة مع الشرع)”.
وتحت ذريعة “حماية الدروز” تنفذ إسرائيل هجمات ضد سوريا عبر شن غارات وإجراء توغلات بين الحين والآخر، وذلك رغم تأكيد الحكومة السورية أن الدروز جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري ويتمتعون بكافة حقوقهم كأي مواطنين سوريين آخرين.
وتابع نتنياهو “عندما أنظر إلى الشرع، سأركز على ما يجري فعلا وما يتم تحقيقه فعلا” قائلا إنه سيحكم على الشرع بناء على “ما يحدث على الأرض”.
وتعمل الولايات المتحدة على عقد اتفاق أمني بين دمشق وتل أبيب وسط تطلعات من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب لضم سوريا الى الاتفاقيات الابراهيمية.
من جانبه أفاد وزير الخارجية السوري خلال جلسة حوارية في “معهد تشاتام هاوس” في لندن التي وصلها أمس الأربعاء، في إطار زيارة رسمية غير محددة المدة، لإجراء مباحثات مع مسؤولين بريطانيين، وفق بيان سابق لإدارة الإعلام في وزارة الخارجية السورية ” أن “إسرائيل تلعب حاليا دورا سلبيا في سوريا، و(هي) غير راضية عن التغيير الذي حصل”.
وأضاف “واصلت (إسرائيل) انتهاكاتها في الأراضي السورية، لكننا لم ننجر للاستفزاز وحاولنا الرد بالدبلوماسية” متبعا “لا نريد أن نكون طرفا في أي حرب بالوكالة، ونريد الهدوء، والتركيز على الداخل وعدم الدخول في صراعات إقليمية، ونسعى لتفادي التصعيد مع إسرائيل وتبديد مزاعمها بالتعرض للتهديد”. وختم قائلا “نحن نعمل على إعادة بناء سوريا، وننظر لأي اتفاق محتمل مع إسرائيل في هذا الإطار”.
وفي مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” بختام زيارته إلى واشنطن قبل يومين، سئل الرئيس السوري بشأن ما إذا كانت سوريا ستوافق على نزع سلاح المنطقة الواقعة جنوب دمشق، بناء على مطالب نتنياهو.
فأجاب الشرع، بأن “الحديث عن نزع السلاح من منطقة بأكملها سيكون صعبا”، وعزا ذلك إلى أنه “إذا ساد أي نوع من الفوضى، فمن سيتولى حماية المنطقة؟”.
وتابع “وإذا استُخدمت هذه المنطقة المنزوعة السلاح من قبل بعض الأطراف كمنصة لضرب إسرائيل، فمَن سيتحمل المسؤولية عن ذلك؟ هذه أراضٍ سورية، وينبغي أن تتمتع سوريا بحرية التصرف في أراضيها”.
ومضى قائلا “احتلت إسرائيل الجولان لحماية إسرائيل (كما تزعم)، والآن تفرض شروطا في جنوب سوريا لحماية الجولان”.
وبعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أواخر 2024، تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية لسوريا، رغم تأكيد دمشق التزامها باتفاقية فصل القوات لعام 1974، والتي أعلنت تل أبيب انهيارها.
ورغم أن الحكومة السورية لم تشكل أي تهديد لتل أبيب، شن الجيش الإسرائيلي مئات الغارات الجوية منذ الإطاحة ببشار الأسد، فقتل مدنيين ودمر مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.
وتحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967، وتجري دمشق وتل أبيب بوساطة أميركية مفاوضات للتوصل إلى اتفاق أمنى.
ميدل إيست أونلاين



