إسرائيل “ترمي” جرحى المُعارَضة وتستعّد لليوم الذي يلي سيطرة الجيش السوريّ على الجولان

في تطوّرٍ يدُلّ ويؤكّد على أنّ كيان الاحتلال الإسرائيليّ فشل في جميع رهاناته بسوريّة، والي بدأت بإسقاط الرئيس د. بشّار الأسد، وتقسيم هذا البلد العربيّ إلى كيانات عرقيّةٍ وطائفيّةٍ ومذهبيّةٍ، وانتهت حتى اللحظة بمُناشدة الأمم المُتحدّة بإعادة قوّة فك الاشتباك في الجولان المُحتّل بين الطرفين UNDOF))، كشفت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة النقاب عن أنّ عدد الجرحى السوريين، الذي تلّقوا على مدار أعوام في مُستشفيات الدولة العبريّة آخذ بالتناقص بشكلٍ كبيرٍ، وذلك بسبب خشية الاحتلال من أنْ يقوم عناصر من الحرس الثوريّ الإيرانيّ ومن حزب الله اللبنانيّ بالدخول إلى إسرائيل من أجل العلاج، ولكن هدفهم، كما قالت المصادر الأمنيّة في تل أبيب، هو تنفيذ عملياتٍ عسكريّةٍ كبيرةٍ داخل كيان الاحتلال.

في السياق ذاته، مُحلّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة العبريّة، أليكس فيشمان، نقل عن مصادر أمنيّةٍ وصفها بأنّها مطلعّة ورفيعة المُستوى، نقل عنها قولها إنّه قبل ثلاثة أشهر أمر القائد العّام لجيش الاحتلال، الجنرال غادي آيزنكوط، بتشديد الرقابة على مشروع “الجيرة الحسنة” وعدم السماح لكلّ مَنْ يتقدّم بطلبٍ للعلاج في إسرائيل مُوافقةً فوريّةً، كما كان الحال في السنوات السابقة، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان)، حصلت على معلوماتٍ سريّةٍ عن الـ”خطّة الإيرانيّة” للتغلغل إلى داخل الكيان العبريّ، على حدّ تعبيرها.

ويُعتبر هذا التطوّر اللافت جدًا المسمار الأخير في نعش المُساعدات الإسرائيليّة للتنظيمات الإرهابيّة المُسلحّة، التي تُقاوم الجيش العربيّ السوريّ وتسعى إلى تقويض الحكم المركزيّ في هذا البلد العربيّ، ولكن أبعد من ذلك، فإنّ رمي الجرحى السوريين، الذين زعمت إسرائيل أنّها قامت بتقديم العلاج الطبيّ لهم من “مُنطلقاتٍ إنسانيّةٍ”، هو إشارة مركزيّة لفشل المشروع الصهيونيّ القاضي بإقامة منطقةٍ عازلةٍ على الـ”حدود” الإسرائيليّة-السوريّة في هضبة الجولان العربيّة السوريّة المُحتلّة منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أمرت قوّات الجيش الإسرائيليّ حركة أمريكيّة تابعة للكنيسة الإنجيليّة، وهي الكنيسة التي ينتمي إليها نائب الرئيس الأمريكيّ، مايك بينيس، بوقف تفعيل المُستشفى الميدانيّ، الذي كانت قد أقامته، وتُعتبر هذه الكنيسة من أشّد أعداء العرب والمُسلمين، وتعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على مُساعدة إسرائيل في جميع المجالات، وبحسب المصادر في تل أبيب، فإنّ نائب الرئيس بينيس، كان وراء نقل سفارة الولايات المُتحدّة من تل أبيب إلى القدس، وقبل ذلك إقناع الرئيس ترامب، بالإعلان عن القدس عاصمةً لإسرائيل.

على صلةٍ بما سلف، برزت من ناحية إسرائيل جملة إشارات ومواقف، كلاميّة وعمليّة، دلّت على التراجع. وبحسب مصادر سياسيّة وعسكريّة، وُصفت بالمُطلعّة جدًا في تل أبيب، كما أفاد موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، فإنّ جيش الاحتلال بات يستعّد لليوم الذي يلي إعادة فرض الجيش العربيّ-السوريّ سيطرته على الجنوب السوريّ، بما يشمل الحدود في الجولان.

وشدّدّ الموقع، نقلاً عن المصادر عينها، على أنّ رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أهارون هليفا، قام بزيارةٍ على الحدود مع سوريّة في اليومين الماضيين، وتفقد الوحدات العسكرية فيها من أجل فحص واختبار مستوى التأهب لليوم الذي يلي، وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّ أهداف هذه الزيارة كانت بهدف التأكّد من الاستعداد الأمثل لمرحلة ما بعد تغيير الواقع على الحدود بشكلٍ كبيرٍ، كما وصفت المصادر.

علاوةً على ذلك، فإنّ التراجع الإسرائيليّ برز أيضًا في جملة الأسئلة المطروحة على طاولة بحث جيش الاحتلال، والذي جرى تسريبه بوصفها أسئلة تمثّل رسائل تحذير يجب عدم تجاوزها خلال المعركة المقبلة مع المسلحين، رسائل موجهة إلى الجانبين الروسي والسوري، إذْ أنّ كيان الاحتلال يأمل أنْ تُراعى من روسيا وأمريكا، خلال مرحلة القتال المقبلة.

المصادر في تل أبيب أكّدت للموقع العبريّ على أنّه بدعمٍ من كبار المسؤولين العسكريين ووزارة الأمن، أرسلت إسرائيل إلى الدول ذات العلاقة والتأثير، بما يشمل الجانب الروسيّ، رسالة واضحةً جدًا ولا لبس فيها، والتي جاء فيها أنّها لا تنوي التنازل عن مطلبها في مساحةٍ خاليةٍ من عناصر إيرانيّةٍ وحزب الله، وذلك لخشيتها من قيامهما بفتح جبهةٍ جديدةٍ ضدّها من مُرتفعات الجولان، على نسق الجبهة التي كانت فعالّة في الجنوب اللبنانيّ إبّان الاحتلال الإسرائيليّ، والذي انتهى بـ”فرار” الاحتلال من الجنوب في إيّار (مايو) من العام 2000 بأمرٍ مُباشرٍ من رئيس الوزراء آنذاك، إيهود باراك.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى