إسرائيل “تستغرب” صمت القيادة الفلسطينيّة وعدم إدانتها اتفاق التطبيع مع المغرب وتؤكّد أنّ السياسة الجديدة سببها فشل السلطة برام الله في حشد العرب ضدّ المطبّعين

 

عبّر الخبراء الإسرائيليين بالشؤون العربيّة عن استغرابهم الشديد من صمت السلطة الفلسطينيّة حيّال التطبيع بين الدولة العبريّة والمغرب، خلافًا لردود أفعالهم بعد إعلان الاتفاقيات بين تل أبيب والدول الخليجيّة، ولفتوا إلى أنّ قرار المغرب بإعادة العلاقات الثنائية مع إسرائيل لم يُر أيّ ردٍّ، حتى لو كان مجرد همسة من السلطة في رام الله، وحركة فتح، موضحين أنّ تنظيمات المعارضة الفلسطينيّة أدانت وبشدّةٍ الاتفاق الذي تمّ برعاية أمريكية.

وفي هذا السياق، قال موقع (تايمز أوف أزرائيل) إنّه بعد أسبوع من إعلان الرباط والقدس عن فتح العلاقات بينهما بشكل رسمي، لم تعلق السلطة الفلسطينية رسميًا على الاتفاقية، كما أنّ معظم كبار المسؤولين في حركة “فتح” الحاكمة، بمن فيهم أولئك الذين سبق لهم التنديد بالتطبيع بأقسى العبارات، لم ينبسوا ببنت شفة بعد.

وبالإضافة إلى تجاهل التلفزيون الفلسطينيّ الرسميّ الاتفاق المغربيّ-الإسرائيليّ، رفض متحدث باسم فتح توجه إليه الموقع الإسرائيلي التعليق بأي شكل من الأشكال على قرار المغرب التطبيع مع إسرائيل، وأضافت المصادر السياسيّة في تل أبيب قائلةً للموقع إنّ الصمت الرسميّ الفلسطينيّ قد يشير إلى تغيير في إستراتيجية السلطة الفلسطينية، بعد أنْ فشل نهج المواجهة في وقف نزيف الدم الدبلوماسيّ، وشدّدّت المصادر ذاتها على أنّ السلطة الفلسطينية تظهر مؤشرات على أنّها تقوم بتعديل إستراتيجيتها لتناسب الواقع الإقليمي الجديد: واقع لم تعد فيه العلاقات المفتوحة مع إسرائيل من المحرمات – مع الفلسطينيين أو بدونهم.

وأشار الموقع الإسرائيليّ إلى أنّه في مقطع فيديو نُشر على صفحته عبر فيسبوك، علّق الوزير السابق في السلطة الفلسطينية نبيل عمرو بالقول: “إنّ السلطة الفلسطينية في حيرة من أمرها. لا يمكنها قول كل ما قالته في السابق بشأن التطبيع. عليهم الحفاظ على علاقاتهم مع المغرب. إنّ الموقف الرسمي الفلسطيني في الوقت الحالي هو الصمت”.

ومع ذلك، أوضح الموقع الإسرائيليّ أنّه ردًا على سؤال مباشر عن المغرب عدد القياديّ جبريل الرجوب قائمة الانتقادات للتطبيع الذي قامت به دول أخرى، قبل أنْ يضيف: “أمّا ما حدث مع المغرب فهو على حساب فلسطين والقدس. إذا كانت لديك مشكلة فقم بحلها كيفما شئت ولكن ليس على حساب القضية الفلسطينية. إنه أمر مخز”.

ونقل الموقع عن مصدر رفيع في حركة فتح قوله في تصريحات صحافية إنّ تعليمات صارمة صدرت من القيادة الفلسطينية لوقف انتقاد الدول التي تطبّع مع إسرائيل. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفلسطينية إنّه لم يتم إصدار أي تصريحات رسمية حتى الآن، وأنّ الوزارة في انتظار سماع رأي الرئاسة قبل إصدار أي بيان رسمي، مضيفًا:”يبدو أنّ القيادة قررت عدم إصدار بيان أو تواصل مناقشة المسألة”.

وبرأي المصادر الإسرائيليّة فإنّ قيادة السلطة في رام الله تأمل في تجديد علاقاتها مع إدارة بايدن القادمة – التي أعلنت دعمها العلني لصفقات التطبيع، مشددةً على أنّ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن سعى إلى نسب بعض الفضل لنفسه في ما يسمى بـ”اتفاقيات أبراهام”، قائلاً إنّها بنيت على “جهود إدارات متعددة لتعزيز الانفتاح العربي-الإسرائيلي الأوسع”.

واستذكرت المصادر في تل أبيب، كما أكّد الموقع الإسرائيليّ، أنّه بعد أسابيع قليلة من فوز بايدن في نوفمبر، أعادت رام الله سفيريها إلى الإمارات والبحرين، مضيفةً أنّ الخطوة تمت بهدوء، ولم يرافقها ضجة كبيرة ولا بيان رسمي، رغم أنّ مصادر داخل السلطة الفلسطينيّة قامت بتسريب نبأ عودة السفيرين على نطاق واسع في وسائل الإعلام العربية.

وخلُص التقرير الإسرائيليّ إلى القول إنّ المراقبين فسروا الخطوة على أنّها إشارة إلى كلٍّ من واشنطن وأبو ظبي بأنّ الفلسطينيين على استعداد لإعادة التواصل، مختتمًا بإنّ مرور السلطة الفلسطينية على إعلان المغرب عن اعتزامه التطبيع مع إسرائيل مرور الكرام هو مؤشر أقوى على أنّ رام الله قد تغير مسارها بعد أنْ فشلت في حشد العالم العربي ضدّ المطبعين، كما أكّد.

 

 

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى