إسرائيل تستفز روسيا بـ”طائراتها المُسيرة”
بصورة مُفاجئة وعلى غير المعتاد، كشفت إسرائيل عن أخطر وأهم تحركاتها وتكتيكاتها العسكرية في عمليات القصف والاستهداف السرية التي تُنفذها داخل قطاع غزة ولبنان وسوريا ودول أخرى في المنطقة، لتثير الكثير من الجدل حلو أسباب ودوافع وتوقيت كشفت هذه المعلومات الأمنية.
إسرائيل التي تحافظ على سرية عملياتها الأمنية لسنوات طويلة، هذه المرة كسرت القاعدة وأقرت باستخدام طائرات مُسيرة مسلحة في هجمات متعددة قامت بها، وذكرت تقارير أن بعض تلك الهجمات جرت في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا.
وسمحت الرقابة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، بالكشف عن استخدام جيش الاحتلال لطائرات بدون طيار مسلحة لتنفيذ اعتداءات في العديد من الهجمات، وذكرت صحيفة “معاريف” العبرية أن الجيش الإسرائيلي استخدم إحدى تلك الطائرات في استهداف موقع يتبع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة بصاروخ من نوع “هيرمس 450”.
وقالت الصحيفة إن طائرات إسرائيل المسيّرة هاجمت العديد من الأهداف في السنوات الأخيرة.
واتهم فلسطينيون في أوقات سابقة، إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة مسلحة في عمليات قتل محددة الهدف في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، لكن إسرائيل لم تؤكد ذلك قط.
ورفع الحظر الذي كان مفروضا على الإعلان عن استخدام إسرائيل لطائرات مسيرة مسلحة ينهي “سرًّا غامضًا” من خلال الاعتراف بأن جيش الاحتلال لديه طائرات مسيرة هجومية وأنه يستخدمها بالفعل.
ووردت العديد من التقارير الإخبارية الدولية عن مهاجمة طائرات مسيرة إسرائيلية لمواقع في لبنان وإيران وهو ما لم تؤكده إسرائيل رسميا أيضا.
وقال بيان الرقابة العسكرية إنه بعد بحث الأمر “لم يكن هناك عائق يمنع نشر ما يفيد باستخدام جيش الدفاع الإسرائيلي لطائرات مسيرة مسلحة في إطار أنشطة عملياته”.
ولدى إسرائيل أحد أكبر أسراب الطائرات المسيرة في الشرق الأوسط، وهي أيضا من بين أكبر المصدرين في المنطقة لتكنولوجيا الطائرات المسيرة.
وقال ضابط رقابة إنه على الرغم من رفع الحظر عن نقل التقارير المتعلقة باستخدام الطائرات المسيرة المسلحة، فإن نشر تقارير عن التفاصيل الفنية أو العمليات سيخضع للمراجعة قبل الموافقة على النشر.
الرسالة لمن؟
الإعلان الإسرائيلي “المفاجئ” والذي جاء في توقيت أرادت به إسرائيل إيصال عدة رسائل، وفق العديد من المحللين؛ أبرزها لروسيا الذي زار رئيسها المنطقة خلال الأسبوع الماضي للمشاركة في قمة طهران التي جمعت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيريه التركي رجب طيب وأردوغان والروسي فلاديمير بوتين، خاصة بعد الإعلان عن إبرام صفقة بين روسيا وإيران بـ”مئات” من الطائرات بدون طيار
وتناقلت العديد من وسائل الإعلام العبرية، نتائج زيارة بوتين إلى إيران، فبحسب صحيفة “يسرائيل هيوم” فإن أبرز النتائج أفضت إلى توقيع صفقة بيع مئات الطائرات المسيرة بين إيران وروسيا.
ويقول المختص بالشؤون العسكرية، اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، إن الأسباب التي دفعت جيش الاحتلال للإعلان عن عملياته العسكرية خاصاً تنفيذها بالطائرات بدون طيار في هذا التوقيت، خاصة وأن الحديث يدور عن الصفقة الروسية الإيرانية بشأن بيع الأخير مئات الطائرات “المسيرة” للعملاق الروسي.
وتابع في تصريحات له:” الرسائل التي عزمت إسرائيل على توجيهها من خلال إعلانها عن مهام الطائرات المسيرة، يشمل جبهات القتال ” الفلسطينية واللبنانية وكذلك الجبهة الإيرانية وتقاربها مع الدب الروسي، فعلى الصعيد الروسي يريد الاحتلال تأكيد أن طائراته هي الأفضل والأقوى والأكثر دقة من الطائرات الإيرانية التي أبرمت صفقة روسيا لأجلها”.
وبحسب المحلل العسكري، فان صفقة الصفقة تضم أفضل أنواع الطائرات المسيرة “الكاميكازي المصنفة بالطائرات الانتحارية والتي تحمل 20 كيلو من المواد المتفجرة والتي تفوق الطائرات التركية المسيَّرة بيرقدار TB2.
وأضاف :” أن من الرسائل أيضا، رسالة تهديد للمقاومة بغزة باغتيال قادتها، وبأن الحرب المقبلة ستكون الطائرات المسيرة الأقل مادياً والأكثر دقة في ضرب الأهداف شعارها، فضلاً عن أن قواعد الاشتباك المعمول بها حالياً نستطيع كسرها وأن نبادر للهجوم دون الرد، كما الساحة السورية التي نقصف فيها دون رد”.
وبين المختص بالشأن العسكري، أن الخطورة من إعلان الاحتلال تمكن في قدرته على كسر قواعد إطلاق النار في قطاع غزة، خاصة وأن نجاحه في كسر القواعد سيجعل من غزة ساحة عمل يومي عسكري لإسرائيل التي تريد أن تثبت للعالم أن غزة حقل تجارب لكافة أسلحتها الجديدة والمكان الأفضل لنتائج أسلحته التي يريد تسويقها بغرض البيع.
واستعبد المحلل العسكري الشرقاوي، نجاح ما يخطط له الاحتلال بجعل ساحة غزة كـ” سوريا”، معللاً ذلك بأن “قطاع غزة لديه القدرة على الصمود ومقاومته غير مردوعه، كباقي الجبهات الأخرى و يستطيع الرد على كافة الاعتداءات الإسرائيلية”.
ولسنوات، لم يصرح جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه يستخدم طائرات بدون طيار مسلحة، والصحفيون “الإسرائيليون” الذين حاولوا الإبلاغ عنها واجهوا رقابة الجيش.
واستخدمت إسرائيل طائرات مسلحة بدون طيار لضرب أهداف عديدة على مر السنين، منذ حرب 2006 في لبنان وحرب 2008 في قطاع غزة.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية