إسرائيل تعترِف: جيش الاحتلال أوهن من خوض “حرب الشمال الأخطر”
شدّدّت صحيفة عبرية، على أهمية استعداد جيش الاحتلال الإسرائيليّ لسيناريو نشوب حربٍ في الشمال، مُعتبرةً أنها “السيناريو الأخطر” الذي يتهدد تل أبيب.
وأوضحت “يديعوت أحرونوت” في مقالٍ تحليليٍّ، يعتمِد على مسؤولين كبار بالمؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، أنّه كان يتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل شنّ العدوان الأخير على قطاع غزة، أنْ “يُخِرج لحيّز التنفيذ تحصين المنازل التي لا تتمتع بتحصينٍ كافٍ، وبالتوازي مع الخطة متعددة السنين “تنوفا” لرئيس الأركان أفيف كوخافي، والتأكد أنّ خطة المشتريات لبطاريات “القبة الحديدية”، صواريخ الاعتراض، السلاح وإقامة العائق الأرضي في الشمال؛ كل هذا لم يحصل حتى الآن، وهذه مسؤولية نتنياهو”.
وذكر الخبير العسكريّ يوسي يهوشواع، نقلاً عن مصادره العليمة في تل أبيب، ذكر “أنّ المقاومة في غزة أطلقت خلال العدوان الإسرائيليّ أكثر من 4 آلاف صاروخ على كيان الاحتلال، وهذه فقط هي 10 في المائة من قدرات حزب الله في الجبهة الشمالية التي يستعد لها الجيش الإسرائيلي”، منوهة أنّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، “هدّدّ بأنّ المس بالقدس سيجُرّنا لحربٍ إقليميّةٍ”.
ويشير التقدير الاستخباري الإسرائيلي، إلى أنّ “حزب الله منشغل بالمشاكل الاقتصادية الداخلية ولن يفتح حربا”، وعلقت الصحيفة على ذلك بقولها: “لكن في الحملة الأخيرة، تعلّمنا أنّه لا يُمكِن التعويل بشكلٍ مُطلقٍ على تقدير الاستخبارات بالنسبة لنوايا العدوّ، وبالتالي يجب الاستعداد للسيناريو الأخطر”.
ورأت أنّه “من الواجب وصف الفجوات القائمة بشكلٍ دقيقٍ، ونشير إلى تلك التي لم تعالج على مدى السنين والتي كانت كلها تحت قيادة رئيس الوزراء”، موضحة أن “الحاجة العملياتية الفورية ليست فقط لملء المخازن بصواريخ الاعتراض للقبة الحديدية وبالسلاح الدقيق للطائرات القتالية، وبذلك سد البطن التي نشأت في الحملة، بل أيضا زيادتها بشكل واضح”.
ونوهت أن “هيئة أركان الاحتلال أجرت هذا الأسبوع مداولات في موضوع استخلاص الدروس من الحملة والمعاني الناشئة عن الحرب في جبهتين، وبات من الواضح بما فيه الكفاية في ضوء المجريات، أن الحاجة العملياتية العاجلة للتسلح كان ينبغي أنْ تخرج لحيِّز التنفيذ منذ زمن بعيد”.
وتابع الخبير العسكريّ في الصحيفة العبريّة قائلاَ: “في نهاية العملية، يُفترَض بالجيش أنْ يكون جاهزًا مع خطّة دفاعٍ جويٍّ إقليميٍّ دائمة للشمال، مثلما توجد للجنوب، وكذلك يجِب أنْ يكون أيضًا من خط الشارون وحتى خط الحدود الشمالية”.
وزعم أيضًا أن “الاستثمار بصواريخ الاعتراض، هو استثمار اقتصادي حكيم من جانب إسرائيل، فكلّ صاروخ كهذا منع ضرر سقوط لصاروخ وتعويضات كبيرة من ضريبة الأملاك؛ كان يمكن لها أنْ تصل لعشرات كثيرة من مليارات الشواكل (دولار=3.3 شيكل)، لذا التسلح بمبلغ أقل من مليار شيكل لو كان تمّ، كان سيُوفِّر ضررًا مستقبليًا”.
كما نوهت المصادر الأمنيّة الرفيعة، بحسب الصحيفة العبريّة، أنّ هناك “مشكلة هامة، هي بناء العائق الأرضي في الشمال، فالسياج يجب أنْ يُعزز، كي يمنع بقدر الإمكان تسلل قوّاتٍ بريّةٍ لحزب الله إلى المستوطنات، ولإقامة هذا العائق لا توجد ميزانية حتى الآن، وكلفته في المستوى الأساس تبلغ نحو ملياريْ شيكل”.
ولفتت إلى أنّ “للجيش الإسرائيلي دروسًا أخرى من الحملة، تستوجب تسلحًا سريعًا بالحساسات لسلاح الاستخبارات وبطائرات مسيرة، ويمكن التقدير بأنّه بمبلغ خمسة مليارات شيكل، يمكن إغلاق الثغرات الفورية، وهذا أمر الساعة”، مؤكّدةً أنّه “في الجانب الهجوميّ للجيش الإسرائيليّ، توجد آلاف الأهداف باتجاه حزب الله، نحو خمسة أضعاف ما كان لها تجاه حماس، وسلاح الجو لن يعمل بشكل موضعي مثلما في غزة، بل بعدوانية ليس فقط تجاه أهداف المنظمة بل تجاه دولة لبنان”.
ورأى مسؤول في هيئة الأركان، أنّ “حساب 100 ألف شيكل كل صاروخ اعتراض من القبة الحديدية، مغلوط، لأنّه يجب النظر إلى الضرر الذي يُمكِن أنْ يمنعه”، معتبرًا أنّ “التطعيم لتحديات الأمن لإسرائيل موجود؛ وهو تنفيذ خطة “تنوفا” الخاصة بالجيش”، بحسب زعمه.