تاريخ

إسرائيل تكشِف خبايا وخفايا تدمير المفاعِل النوويّ العراقيّ عام 1981

تُواصِل دولة الاحتلال التفاخر والتباهي بعملياتٍ عسكريّةٍ نفذّتها ضدّ أهدافٍ حساسّةٍ في الدول العربيّة. وذلك ضمن الحرب النفسيّة التي تخوضها ضدّ الأمّة العربيّة. وفي هذا السياق، كشف طيارون إسرائيليون تفاصيل العملية التي قاموا بها لتدمير المفاعل النووي العراقي قبل أربعين عامًا، من خلال عملية أطلقوا عليها اسم “الأوبرا”.

وأضاف عاموس يادلين، أحد هؤلاء الطيارين، في مقابلة مع موقع (WALLA) الإخباريّ العبريّ أنّ “طائرته رقم 107 أقلعت عبر الأردن والسعودية إلى بغداد في حزيران (يونيو) 1981 من قاعدة عتصيون التابعة للقوات الجوية.

أما الطيار. راليك شابير فكشف أنّه قبل ستة أشهر، وتحديدًا في كانون الأوّل (ديسمبر) 1980. تمّ جمع ثمانية طيارين سرًا. وأبلغوا بالهدف الذي يتدربون عليه لفترة طويلة، وهو المفاعل النووي في العراق.

وأشار حاغاي كاتس إلى أنّه “لم يكن يعرف بوجود مفاعل نووي على الإطلاق، لكنها ليست رحلة عادية”.

فيما أشار أمير ناحومي قائد السرب 110 إلى أنّ القلق كان يساورهم بأنهم قد يفشلون في العملية بسبب المدى الطويل. ومدة الرحلة.

والطائرة الجديدة التي طاروا على متنها. والتي لم تكن تعمل بعد في العالم، مع توفر بطاريات الدفاع الجوي الأكثر تقدمًا في العالم”.

وطبقًا لأقوال الجنرال المُتقاعِد يادلين فإنّ “الجيش الإسرائيليّ قدّر بعد ذلك أنّ الهجوم على المفاعل العراقي سينتج عنه تأخير من ثلاث إلى خمس سنوات في إعادة بنائه.

لذلك فإن الأمر يستحق المخاطرة، وهو ما أبلغهم به رفائيل إيتان رئيس أركان الجيش آنذاك. ولذلك عندما “غزا” العراقيون الكويت في 1991. وأخرجتهم الولايات المتحدة. لم يكُن ليتم ذلك لو كان للعراق قنبلة نووية، بل كان صدام حسين سيحتل الكويت والسعودية”، بحسب قوله.

وكشف أنه “في 1991 تلقت إسرائيل شكرًا من وزير الدفاع الأمريكي ديك تشيني. وهو رئيس أركان الجيش زمن رونالد ريغان في 1981.

مع أنه كان غاضبًا جدًا حينها، بل فرض حظرًا على الطائرات الإسرائيلية.خاصة السرب الثالث من طراز إف16، لكنه بعد عشر سنوات أدركنا مدى أهمية ما قمنا به، واليوم بعد 40 عامًا، تبين أنّ الأمر استغرق ثلاث ساعات فقط، وثماني طائرات و16 قنبلة لتغيير التاريخ”.

وأشار بالقول: “عشنا عدة لحظات من التوتر في العملية عندما دخلنا العراق. رغم أننا طالما طرنا فوق أجواء الأردن والسعودية.

فإن التحدي الذي رافقنا أثناء الدخول إلى العراق وهو في حالة حرب وينشر بطارياته الدفاعية في قلب العاصمة بغداد. يعتبر تصنيفا خطيرا للغاية ويرفع ضغط الدم ومعدل التنفس، ويعرف الطيارون أن هذه لحظات يجب أن يضعوا فيها مخاوفهم جانبًا”.

العميد شافير لفت إلى أنّه “قبل لحظات من وصول الهدف المقصود بقرابة عشرين ثانية. بدأ إطلاق نار مضاد للطائرات الإسرائيلية. لكني شعرت بسقوط طن من المتفجرات من الطائرة. واستغرق الأمر سبع ثوانٍ من اللحظة التي تغادر فيها القنابل الطائرة حتى تصطدم، وتصبح شظايا وآلاف القطع، رغم أنك لا تستطيع أن تسمع صوتاً وأنت في قمرة القيادة، لكن الانطباع يقول إننا فعلنا ذلك”.

وأوضح أنّه “حين وصلنا إلى ارتفاع عشرين مترًا، وهو منخفض جدًا، ونطير بسرعة هائلة تبلغ 300 متر في الثانية. لقد فعلناها. وحينها لا توجد فرصة لبقاء أي شيء هناك بعد إلقاء 14 طنًا من القنابل.

وبدا من الواضح أنها نجحت، وعدنا إلى إسرائيل بانطباع أنها لن تكون قادرة على التعامل مع حقيقة أن جهة ما.. ستبني مفاعلًا نوويًا يهددها، وبات من حولنا يفهم ذلك”.

وأضاف أن “بناء مفاعل نووي عراقي في حينه، 1981، ليس كما تحاول إيران بناءه في 2015. بسبب تغير ميزان القوى، وفوائد وتكلفة صناعة القرار. وفرض العقوبات.

وبذلك يمكن إيقافهم باستخدام أدوات هجوم أخرى، قد تصل لأماكن بعيدة، وتسبب الضرر هناك، ما يعني أن الهجوم هو الخيار الأخير بعد كل الطرق الأخرى، في حال ثبت فشل جميع الاستراتيجيات الأخرى، أو لم يكن هناك اتفاق”.

وخلُص إلى القول خلال اجتماعهم مع فوج من الطيارين الإسرائيليين الجدد إنّ “سلاح الجو والمكونات الأخرى لقوة إسرائيل. يجب أنْ تكون على استعداد لوقف برنامج إيران النووي، وإذا لم نفعل ذلك، فإنّ إيران سيكون لديها قنبلة نووية”.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى