تحليلات سياسيةسلايد

إسرائيل تُحذّر من موجة عملياتٍ فلسطينيّةٍ نوعيّةٍ بعد اعتقال مُنفذّي عملية (حوميش)

كما كان متوقعًا تناولت وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها اعتقال قوّات الاحتلال لمُنفذّي عملية (حوميش) في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنٍ وإصابة آخريْن يوم الخميس الماضي، ونقلت المواقع والصحف ومحطات التلفزيون العبريّة عن محافل أمنيّةٍ رفيعةٍ في الدولة العبريّة قولها إنّ اعتقال المُنفذّين بعد أقّل من 56 ساعة من العملية هو بحدّ ذاته إنجازًا يُسجّل لصالح القوّات الأمنيّة الإسرائيليّة.

المصادر عينها لفتت إلى أنّ اعتقال المنفذّين تمّ بناءً على معلوماتٍ استخباراتيّةٍ من مصادر عديدةٍ، دون أنْ تذكر لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ التنسيق الأمنيّ بين الاحتلال الإسرائيليّ والقوّات الأمنيّة، التابِعة للسلطة الفلسطينيّة في رام الله.

عُلاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر الأمنيّة والعسكريّة في دولة الاحتلال، وفق الإعلام العبريّ، على أنّ عملية الاعتقال تمّت دون وقوع ضحايا من الطرف الفلسطينيّ، تمامًا كما جرى في عملية اعتقال الأسرى السياسيين الذين فرّوا في أيلول (سبتمبر) الماضي من سجن “غلبواع” الإسرائيليّ، الأشّد حراسةً في سجون الاحتلال. ووفق المصادر فإنّ عدم وقوع ضحايا من الطرف الفلسطينيّ يُساهِم إلى حدٍّ ما في عدم تأجيج الوضع الأمنيّ المُعقّد والمُركّب في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، على حدّ تعبير المصادر ذاتها.

الخبير العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، شدّدّ في تحليله الذي اعتمد على مصادر رفيعةٍ جدًا في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، شدّدّ على أنّ الاعتقال يُعتبر إنجازًا لقوّات الأمن الإسرائيليّة، ولكن بالمُقابِل حذّر هارئيل من أنّ هذا الإنجاز لا يُغطّي ولا يُخفي الحقيقة المؤلمة وهي أنّ الضفّة الغربيّة في حالة اشتعالٍ مُخيفٍ ومُرعبٍ، على حدّ وصفه.

كما أنّ اعتقال المُشتبهين بتنفيذ العملية بسرعةٍ ودون إطلاق النار، أضاف الخبير العسكريّ هارئيل، يُعيد قليلاً من قوّة الردع الإسرائيليّة المتآكلة، وبالإضافة إلى ذلك يمنع اعتقال المنفذّين من شبانٍ آخرين القيام بعملياتٍ مُشابهةٍ، باعتبار أنّ العملية الأخيرة تُشكّل بالنسبة لهم مصدر إلهامٍ وتقليدٍ ومحاكاةٍ.

وعلى الرغم من هذا الإنجاز، أوضح المُحلّل، نقلاً عن المصادر عينها، فإنّ التربة لعملياتٍ عنفٍ أخرى وعملياتٍ فدائيّةٍ نوعيّة خصبةً للغاية، لافتًا إلى أنّ المُنفذين يأتون من خلفياتٍ مُختلفةٍ، وبحسب (البروفايل) الذي رسمه المُحلل، اعتمادًا على المصادر الأمنيّة، فإنّ الفدائيين الجُدُد إذا جاز التعبير، هم في سوادهم الأعظم في عمر الورود،ويقومون بتنفيذ العمليات بقرارٍ ذاتيٍّ ودون أنْ يكونوا على أيّ علاقةٍ مع هذا التنظيم أوْ ذاك.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مُنفذّي العمليات الأخيرة هم من القدس ومن الضفّة الغربيّة، ويقومون بالتخطيط للعمليات دون أنْ يُبلغوا أحدًا ببرامجهم وخططهم، الأمر الذي يجعل من مهمة إلقاء القبض عليهم قبل تنفيذ العملية الفدائيّة ضربًا من المُستحيل، كما أكّدت المصادر الأمنيّة في تل أبيب.

وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ مُنفذّي العمليات الفدائيّة الأخيرة يخرجون من بيوتهم لتنفيذ العملية دون إبلاغ أحدٍ بذلك، وهم يحملون السكين، ويصلون إلى مكان التنفيذ بواسطة سيارّةٍ، وعلى الأغلب فإنّهم يطمحون إلى منازلة جنود جيش الاحتلال وجهًا لوجه من أجل نيل الشهادة، وفق ما أكّدته المصادر الإسرائيليّة للإعلام العبريّ.

الخبير العسكريّ أشار أيضًا إلى أنّ الخطر الثاني يكمن في الخلايا المُنظمّة أكثر، والتي على الأغلب تتلقّى الأموال والتعليمات من خارج البلاد، أيْ من قيادتيْ حماس والجهاد الإسلاميّ، مُضيفًا أنّ قدرة هذه الخلايا على المسّ بالإسرائيليين والمُستوطنين كبيرةً جدًا، لأنّ الخلايا تكون مزودّةً بأسلحةٍ حديثةٍ وأوتوماتيكيّةٍ، بالإضافة إلى الموّاد المُتفجرّة، كما أنّ أعضاء هذه الخلايا يتلّقون التدريب والتأهيل قبل خروجهم لتنفيذ العملية، وفق المصادر في تل أبيب.

وخلُصت المصادر الأمنيّة في تل أبيب إلى القول إنّ الظروف في الضفّة الغربيّة لم تهدأ عمليًا منذ شهر أيّار (مايو) الماضي عندما شنّت إسرائيل حملتها العسكريّة ضدّ قطاع غزّة، وأنّ الهدوء النسبيّ الذي كان سائدًا قبل العملية العسكريّة الأخيرة (حارس الأسوار) لم يعُد وما زال الوضع متوترًا وقابلاً للانفجار في كلّ لحظة، وفق ما أكّدت المصادر الأمنيّة الوازِنة في تل أبيب.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى