إسرائيل لأميركا: مصمّمون على دخول رفح!
انتهت زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للمنطقة. وقد غادر تل أبيب أمس، بعد لقاءات دامت 4 ساعات، تخلّلها حضوره اجتماعاً لـ«كابينت الحرب» الإسرائيلي.
وقد وصل إسرائيل، آتياً من زيارتين للسعودية ثم مصر. وفي خلاصة الزيارة، يبدو أن بلينكن واجه آذاناً صمّاء في تل أبيب، وخصوصاً لدى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي سارع إلى التأكيد، بعد اللقاء على أن إسرائيل عازمة على الدخول إلى رفح.
موقف نتنياهو، بدا رداً واضحاً على مطالبة أميركا بعدم الذهاب نحو عملية واسعة في رفح. وهو ما كان مدار البحث بين بلينكن ووزراء خارجية العرب في «اللجنة السداسية» في القاهرة أمس. حيث تركّز النقاش على تصوّرات وأفكار تتعلّق بتحدّيات اليوم التالي للحرب على غزة، إلا أن نقاشات الرجل في تل أبيب لم تبلغ هذا المستوى، بل بقيت عالقة في المرحلة المقبلة من الحرب التي لا يزال الإسرائيليون مصرّين على الاستمرار فيها، على الرغم من تقييم حلفاء العدو بأن مزيداً من الشيء نفسه في غزة، لن يؤدي سوى إلى مزيد من الفشل.
ونسب موقع «أكسيوس» الأميركي إلى مصادر مطّلعة، أن «بلينكن حذّر نتنياهو ومجلس الحرب من أن أمن إسرائيل ومكانتها في العالم معرّضان للخطر». وأشار إلى أنه «من دون خطة واضحة لليوم التالي للحرب، ستواجه تمرّداً كبيراً لا تستطيع التعامل معه».
وشدّد بلينكن أمام المسؤولين الإسرائيليين على أن «إسرائيل بحاجة الى خطة متماسكة، وإلا ستظلّ عالقة في غزة». وأوضح أنه «في المسار الحالي ستبقى حماس في حكم غزة، أو ستكون هناك فوضى لن تؤدّي إلا إلى مزيد من الإرهاب».
في المقابل، أفادت قناة «كان» العبرية، بأن «إسرائيل عرضت على وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خطة إخلاء المواطنين من رفح، لكنه لم يقتنع».
وما بدا لافتاً، هو ما نقلته «بوليتيكو» عن مسؤولين أميركيين، بأن «المشكلة في ما يتعلّق برفح، تتجاوز نتنياهو، لأن مجلس الحرب بأكمله متّحد في هذا الصدد». وبالفعل، ظهر ذلك من خلال المواقف التي أعلنها نتنياهو وغانتس، قطبا «كابينت الحرب»، إذ قال نتنياهو في بيان، إنه «أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنه لا توجد طريقة لهزيمة حماس دون دخول رفح». مضيفاً: «قلت له إنني آمل أن نفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا اضطررنا، سنفعل ذلك بمفردنا».
فيما لاقاه عضو مجلس الحرب بيني غانتس، بقوله إنه شدّد لبلينكن على «التزام إسرائيل بمواصلة المهمة وتفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، بما في ذلك رفح».
من جهته، قال بلينكن، في ختام الزيارة، إنه أجرى «محادثات صريحة في إسرائيل كما تجري بين الأصدقاء». وأشار إلى «(إننا) لا نزال نعتقد أن عملية عسكرية في رفح لن توفّر الأمن لإسرائيل على المدى البعيد (…) والهجوم على رفح يهدّد بعزل إسرائيل عن العالم».
وفي السياق ذاته، أُعلن في واشنطن أن «الحكومة الإسرائيلية سترسل وفداً خلال أيام للحديث عن بدائل لعملية برية في رفح»، وأكد ناطق باسم البيت الأبيض «أننا لم نرَ حتى الآن أي خطة إسرائيلية ذات مصداقية لنقل المدنيين».
من جهة أخرى، تناولت محادثات بلينكن ملف المفاوضات حول الهدنة، وقال: «لقد ركّزت على المحادثات بشأن الرهائن، وأحرزنا تقدماً، وأنهينا الفجوات في الأسبوعين الماضيين». وكشف بلينكن عن وجود فريق أميركي في الدوحة. لكنه أوضح أنه «كلما اقتربنا من إبرام اتفاق ستكون المفاوضات أصعب».
وكان «كابينت الحرب» بحث بعد الاجتماع مع بلينكن، في تفاصيل المفاوضات. وبحسب «القناة 12» العبرية، فإن «انشقاقاً في مجلس وزراء الحرب، وقع قبل مغادرة الوفد إلى قطر. حيث أراد نتنياهو منح الوفد تفويضاً محدوداً، في مقابل جبهة موحّدة ضده تطلب توسيع التفويض – وهو ما حدث بالفعل».
كما هدّد رئيس «الشاباك» بعدم مغادرته إلى قطر، «إذا لم يكن هناك مجال حقيقي للمناورة». ونقلت قناة «كان» عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله ان رؤساء المخابرات الإسرائيلية والقطرية والأميركية والمصرية «سيناقشون اليوم الخلافات التي تعطّل الصفقة، وسنعرف أيضاً ما إذا كانت حماس جادّة ومهتمة حقاً بالتوصّل إلى اتفاق».
صحيفة الأخبار اللبنانية