إسرائيل للفلسطينيين: إما أن تشربوا الصرف الصحي، أو على محمود عباس التنحي

 

لجأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مجلس الأمن ليدين صفقة القرن. فرفع المندوب الإسرائيلي وقاحته ليفهم الجميع أن على عباس أن يتنحى كي يتم السلام. فهل تتضمن الصفقة إزاحة عباس،الذي كما قال هو، قدم لإسرائيل كل شئ و لم ترض… جلسة مجلس الأمن الثلاثاء الماضي، كانت مناسبة للإفصاح عن عجز العالم واكتفائه بالكلام المغمغم تجاه إعتداء إسرائيل على الحقوق الفلسطينية. و كان المجلس في هذه الجلسة منصة لإسرائيل وأميركا لإستكمال عدوان صفقة القرن على فلسطين، و القدس، وعلى الإسلام و المسيحية، وعلى العرب والتاريخ والحق.

في كلمته أعرب الرئيس عباس، عن تمسكه بالحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين، دولة على أراض ال 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية، كما نصت الإتفاقات الدولية، والمبادرة العربية للسلام. وبعد هذا الشرح أكد أبو مازن أنه جاء إلى مجلس الأمن ليستعيد ( الأمل) بأن العالم مازال مع الحق. و طالب أعضاء المجلس ألا يضيعوا أمل الفلسطينيين.

المندوب الإسرائيلي لم يتجاهل مواقف جميع أعضاء المجلس(عدا أميركا) المؤيدين للحق الفلسطيني، بل أنبهم جميعاً، ووجه اللوم لهم لأنهم بتأييدهم للحق الفلسطيني يشجعون محمود عباس، على رفض التفاوض، ورفض صفقة القرن. وهاجم أبو مازن لأنه لم يأت فوراً ليتفاوض مع إسرائيل على كيفية العمل لإنجاز السلام والازدهار وفق صفقة القرن. وأتهم المندوب الإسرائيلي أن أبو مازن لم يتعلم من الرئيس السادات, و لا من الملك عبد الله الأردني، اللذين لم يذهبا إلى مجلس الأمن، بل ذهبا إلى إسرائيل مباشرة، لذلك نجحا بتحقيق الإتفاق معها، حسب زعمه. واستنتج بعد ذلك أن محمود عباس، لا يصلح لأنه لا يذهب لإسرائيل و لا يتفاوض معها ( ولن يتم السلام حتى يغادر عباس السلطة). بهذه الوقاحة، وبهذا العدوان على القانون الدولي، تحدث المندوب الإسرائيلي في مجلس الأمن، المكلف بحماية هذا القانون.

كيف تريد إسرائيل من محمود عباس أن يقبل صفقة القرن، وهي تجرده وتجرد شعبه من كل حقوقه، حق إقامة دولة فلسطينية، وحق القدس كعاصمة لها، وحق العودة، وحق السيادة…. كيف يمكن لمحمود عباس أن يقبل هذه الصفقة وكل تفصيل يضم مصيبة عدوانية ؟ و لو أخذنا تفصيل الماء، كما شرحه باحث فلسطيني، فإن صفقة القرن تنص على أن لإسرائيل السيادة على الماء العذب في الأراضي الفلسطينية. ويمكن للفلسطينيين تكرير مياه الصرف الصحي. . . و حسب المندوب الإسرائيلي فإن على محمود عباس، أن يقبل التنازل عن ماء الأرض التي بقيت للفلسطينيين و أن يشرب مع شعبه مياه الصرف الصحي أو لا بد من تغييره و تنحيته.. .

إلى متى يقبل العرب مثل هذا الهوان؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى