إسلام أبو شكير يستدرج القارئ إلى ألعابه في ‘خفة يد’
صدرت عن منشورات المتوسط في إيطاليا، الرواية الجديدة للقاص والروائي السوري إسلام أبو شكير؛ حملت عنوان: “خِفَّةُ يد”. وهي الرواية الثالثة في مساره، الذي يضمُّ كذلك ستّ مجموعاتٍ قصصية، صدر له منها عن المتوسط “أرملة وحيد القرن” 2019، بالإضافة إلى رواية “زجاج مطحون” 2016.
تبدأ “خِفَّةُ يد” مع الرّاوي وسلامة ويوسف وعروة المدني وسوين وملاك وسيمو وآخرين وأخريات، وتنتهي مع شخصيّة واحدة ووحيدة لا تعرف نفسها، كما لا يعرفها القارئ من هي بالضبط. شخصيّات تتخلّق مستقلّة عن بعضها البعض، لكلّ منها ذاتها الخاصّة، وتاريخها، ومزاجها، ومسارها الحرّ في الحياة. لكنّ المسافة بين الشخصيّة والأخرى تضيق شيئاً فشيئاً، إلى أن تجد الشخصيات نفسها في حالة صدام صاخب، تضطرّ معه كلُّ منها إلى ابتلاع الأخرى.
وبين البداية والنهاية يفتح القارئ عينيه مراراً، وهو متيقّن من أنّه أمسك بخيوط العمل، لكنّه يكتشف كلّ مرّة أنّها ألعاب الخفّة الماكرة، التي يبرعُ بها إسلام أبو شكير، ولكنه هنا يُظهِر براعة فريدة حيث يستدرج قارئه إلى ألعابه دون أن يشعر، ليكون واحداً من ضحاياها الكثر الذين كان شاهداً على سقوطهم واحداً تلو الآخر.
أخيراً جاء الكتاب في 80 صفحة من القطع الوسط.
من الكتاب:
لِمَ أشعر بالغضب !؟ سواي كان سيُسمّيه حزناً، باعتبار كلّ هذه الطبقات الكثيفة من الضباب التي تغرق فيها المدينة. انعدام الظلال. الصمت المطبق. الحالة الشبحيّة حيث يذوب كلّ شيء في كلّ شيء. خليطٌ غرائبيّ من الروائح عالقٌ في الهواء. لا يتحرّك. يجمع بين الحموضة والمرارة والقتامة، إلى جانب القليل الذي يكاد لا يلحظ من الرهافة الغامضة. لعلّها رهافة الزجاج المكسّر في الطرقات السريعة مع تواتر الأخبار عن حوادث مريعة هنا وهناك. لزوجة. دبق..
صباح ثقيل الوطأة.. حزين عن جدارة..
لكننّي لست كذلك.. أنا غاضب فقط.. لا أعرف ممّ بالضبط..
عن المؤلِّف:
إسلام أبو شكير؛ قاص وروائي وصحفي سوري مقيم في الإمارات. صدر له: (43<40) مجموعة قصص 2009، (استحواذ) مجموعة قصص 2011، (الـ O سلبي الأحمر والمشعّ) مجموعة قصص 2012، (القنفذ) رواية 2013، (الحياة داخل كهف – المرايا) مجموعة قصص 2016، (الحياة داخل كهف – الصور التذكارية) مجموعة قصص 2016، (زجاج مطحون) رواية، منشورات المتوسط، ميلانو، إيطاليا 2016، (أرملة وحيد القرن) مجموعة قصص، منشورات المتوسط، ميلانو، إيطاليا 2019.
ميدل إيست أولاين