إسماعيل الأمين باحثاً عن مفهوم «الأمة اللبنانية»
يتناول الكاتب اسماعيل الأمين في كتابه «الأمّة اللبنانية… من المصالح الأجنبية إلى الوقائع المحليّة» (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر) مسألة الهوية عبر البحث في مفهوم الأمّة، في ضوء ما قدّمه الفكر الغربي والفكر العربي- الإسلامي والفكر اللبناني متمثلاً في عدد مفكريه.
يحوي الكتاب أحد عشر فصلاً: «الأمّة ولادة طبيعية أم لقاح جراحي؟»، «دين ودولة: تعابير… والحوار سياسي»، «من الأمّة العربية الى نادي الضباط»، «من الأمة السورية الى متحد ضهور الشوير»، «من السوسنة الى الذبح على الهوية»، «من الرسالة الى نتف الأقحوانة»، «إمارة لبنان أم إمارة طبلخانة؟»، «هويات قاتلة أم اقتتال هوية؟»، من تنازع الطوائف إلى تشعّب الشعب»، «اغتيال الهجين والتباس الأصيل»، «اليسار: من مارون الراس الى قرطاج».
يسأل الكاتب في هذا الكتاب البحثي (255 صفحة) تساؤلات كثيرة: هل لبناننا الجميل هذا وطن نهائي؟ وإذا كان كذلك، هل هو أمة مكتملة أم جزء من أمة أوسع وأشمل؟ وإذا كان جزءاً من أمة فأيها: الإسلامية أم العربية أم السورية، أم الثلاث معاً؟ وإذا كان أمة مكتملة الشروط، فأيها أيضاً؟ أمة لبنانية أم أمة ماذا؟ وهل القضايا اللبنانية الملحة تختلف اختلافاً جذرياً عن القضايا السورية أو العربية أو الإسلامية؟ وفي المجال نفسه؛ السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى السيادي؛ هل من قضايا لبنانية بحتة وملحة لا ترتبط بالعلاقات الإقليمية والدولية؟
يمكن اعتبار كتاب الأمين بمثابة مناقشة جديدة لمعنى «الأمة اللبنانية» في طروحات كبار دعاتها والمبشّرين بها- لبنانياً وعربياً- من أمثال شارل مالك وميشال شيحا وجواد بولس وغيرهم، وفي أسسها العميقة في وجدان كمال الصليبي، وفي مفهوم الهوية عند أمين معلوف، مقاطعاً إياه بمفهوم «الأمة العربية» عند ميشيل عفلق، و «الأمة السورية» عند أنطون سعادة، و «الأمة الإسلامية» في الفكر الإسلامي المعاصر.
«الأمة اللبنانية» بحث جديد، ومختلف، في ماهية الهوية اللبنانية، وفي الركائز والعلامات الفارقة التي تجعل من الأمة اللبنانية أمة قائمة بذاتها، سعى بعض أبنائها إلى قتلها، فيما سعى أبناء آخرون إلى إعادة إحيائها.
إسماعيل الأمين باحث وكاتب لبناني، حائز دكتوراه في النقد الأدبي من جامعة ليون3، يدرّس مادتي النشرة الإخبارية والموضوع المصوّر في كلية الإعلام في بيروت، له مؤلفات بحثية وأدبية عدة.
صحيفة الحياة اللبنانية