إشارات خطر خلال الحمل… نزف وألم وصداع

تطير المرأة فرحاً عندما تعلم أنها حامل، ولا تكتمل فرحتها إلا بولادة طفل سليم تواكبه أمه وتراقب تطوّره ونموّه خطوة خطوة.

وكي يصل الحمل الى بر الأمان، لا بد للحامل أن تهتم بصحتها وتغذيتها ونمط حياتها، الى جانب المتابعة الطبية الدورية من خلال زيارات مجدولة الى الطبيب المختص المشرف أو الى مركز العناية بهدف الوقوف على صحة الأم والجنين معاً.

لا شك في أن مشوار الحمل يترافق مع تغيرات فيزيولوجية وتشريحية طبيعية، لكنْ هناك عوارض وعلامات يجب على الحامل أن تأخذها في الاعتبار لأنها قد تكون ناقوس خطر يهدّدها هي وجنينها:

1- النزف التناسلي، من المفروض أن يمضي الحمل من دون أن تعاني الحامل من نزف للدم من المنطقة التناسلية، لكن لسبب ما قد يحصل النزف في أي شهر من أشهر الحمل، ما يثير الرعب لدى صاحبته. إن أي نزف مهما كان بسيطاً يجب أن يُنظر إليه بعين الشبهة الى أن يثبت العكس، وعلى الحامل أن تتصل فوراً بطبيبها وتتقيد بإرشاداته بدقة، وإذا لم تستطع التواصل معه فعليها أن تذهب الى أقرب مركز طبي لإجراء فحص بالأمواج فوق الصوتية للتعرف على وضع الجنين والقيام بالتحريات المناسبة لرصد سبب النزف وعلاجه حفاظاً على صحة الأم والجنين.

2- الآلام الشديدة المتواصلة في البطن، فهي شائعة في فترة الحمل وتحصل نتيجة النفخة والإمساك وتزول من تلقاء نفسها خلال فترة وجيزة. في المقابل، فإن الآلام الشديدة والمتواصلة في البطن قد تكون مؤشراً الى الإصابة بأمر خطير يهدّد سلامة الحمل، خصوصاً إذا تزامنت الآلام مع زيادة في الإفرازات المهبلية أو النزف من المهبل أو حس الضغط في منطقة الحوض أو آلام في أسفل الظهر.

3- الحمى. يعتبر الارتفاع البسيط للحرارة عند الحامل من التغيرات الفيزيولوجية الطبيعية التي ترافق الحمل نتيجة الزيادة الحاصلة في العمليات الاستقلابية إثر التبدلات الهرمونية الطارئة لدى الحامل. في المقابل، فإن ارتفاع الحرارة الى حدود 39 درجة مئوية وما فوق يعتبر أمراً مثيراً للقلق، ويستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً لأنه قد يكون مؤشراً الى وجود مرض التهابي في الجسم.
ولا تجوز الاستهانة بأي ارتفاع في درجة الحرارة عند الحامل، خصوصاً إذا حصل في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لأنه يزيد من خطر إصابة الطفل باعتلالات القلب الخلقية، وفي هذا الخصوص، يقول باحثون من مركز الوقاية ومكافحة الأمراض في ولاية أتلانتا الأميركية، أن الحمى خلال الحمل تعد من العوامل الخطرة لأنه ثبت وجود علاقة ما بين ارتفاع الحرارة والالتهابات والتشوّهات الخلقية في التجارب التي أجريت على الحيوان. وعلى الصعيد ذاته، وجد الباحثون من المركز نفسه بعد متابعة أمهات أكثر من 900 طفل ولدوا مصابين بتشوهات خلقية في القلب، وأمهات أكثر من 3000 طفل ولدوا أصحاء، أن إصابة الأم بأي مرض يترافق مع الحمى تزيد من فرص إنجاب أطفال مصابين بتشوهات قلبية بنسبة 80 في المئة تقريباً، في حين أن الحمى الناتجة من مرض الأنفلونزا تزيد من خطر التشوهات بمقدار الضعف.

4- انتفاخ الوجه والأطراف بما في ذلك الأصابع. قد يحدث الانتفاخ في أي مرحلة من مراحل الحمل، وهو أمر شائع بسبب توسع الأوعية الدموية وزيادة حجم الدم، وغالبية النساء الحوامل يعانين منه خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الحمل، ويساهم الطقس الحار في زيادة حدة الانتفاخ. أما في حال الانتفاخ الشديد والمفاجئ الذي يجعل من الصعوبة انتعال الحذاء، فإنه يجب الاتصال بالطبيب في الحال لأنه قد يكون علامة من علامات التسمّم الحملي الذي يشكل خطراً، ليس على حياة الأم فقط، بل على حياة الجنين أيضاً. ويصيب التسمّم الحملي حوالى خمسة في المئة من النساء الحوامل، وتزيد فرص حدوثه في الحمل الأول، وعند وجود سوابق شخصية أو عائلية بالإصابة، ولدى من تجاوزن سن الأربعين.

5- الصداع الشديد. إن آلام الرأس شائعة خلال فترة الحمل، وكشفت دراسة علمية حديثة قادها الدكتور ماتيو روبينز، مدير مركز مونتيفيوري لعلاج الصداع في نيويورك، أن الصداع القوي خلال الحمل يمكن أن يكون إشارة تحذيرية الى أن المرأة الحامل وجنينها في خطر، لهذا يوصي المشرفون على الدراسة الأطباء بأن يظهروا اهتماماً جدياً عند تعرّض الحامل للصداع الشديد، خصوصاً إذا كانت تشكو من ارتفاع في ضغط الدم.

6- الدوخة خلال الحمل، ويرجع سببها الى التغيرات التي تجري في الجهاز الدوراني الدموي بسبب نقص سريان الدم في القسم العلوي من الجسم، أو بسبب توسع الأوعية الدموية استجابة لهرمونات الحمل، أو ربما لأسباب أخرى، مثل أخذ حمام ساخن، أو نتيجة التعب، أو بسبب الجوع. إلا أن الدوخة قد تحدث بسبب عوامل مرضية، مثل الإصابة بفقر الدم، الداء السكري، ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الغدة الدرقية.

7- التقيؤ الشديد، وهو يطاول معظم السيدات الحوامل في الأشهر الأولى من الحمل، وقد يكون بسيطاً لا يؤثر في الحالة العامة للسيدة ولا في صحتها في شكل عام. في المقابل، قد يكون التقيؤ شديداً يلازم الحامل على مدار اليوم، وهذا النوع يجب تدبيره لأنه يمكن أن يقود الى فقدان السوائل وإلى الإصابة بالجفاف الذي يترافق مع شح في البول، والإمساك، والضعف، والهزال، وزيادة النبض، وهبوط ضغط الدم، والتشنجات العضلية، والخدر والتنميل في الأطراف، والدوخة، وربما الى غياب الوعي.
ويحتاج هذا النوع من التقيؤ الى إدخال المصابة إلى المستشفى من أجل المراقبة والمتابعة عن كثب واستبعاد وجود مشاكل عضوية. وفي شكل عام، يكون التقيؤ مرضياً في حال الاستفراغ ثلاث إلى أربع مرات في اليوم، أو إذا كان غزيراً أدى الى فقدان الوزن أو الى الإصابة بالدوار أو بالجفاف.

صحيفة الحياة اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى