إشاعات وفاة الفنانين !

خاص:

انتشرت في الآونة الأخيرة، في سورية، ((لعبة)) نشر الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يتشارك فيها ملايين السوريين، بغض النظر عن أماكن تواجدهم وعن انتمائهم، وفي بعض جوانب هذه اللعبة افتراءات على شخصيات اعتبارية مهمة، كالمثقفين والفنانين والكتاب، ومن أهم المفاجآت الكاذبة التي انتشرت على مواقع التواصل هي مفاجآت وفاة الفنانين، وقد حدثت في أكثر من بلد عربي لكن في سورية كانت أكثر انتشارا!

والفنان ، كما هو معروف، شخصية اعتبارية في كل مجتمع من المجتمعات، ولذلك يحاول أولئك الذين يقفون وراء هذه الأخبار انتقاء ضحاياهم من هذه الشخصيات . ومن الضحايا المعروفين :

o الكاتب الروائي الكبير حنا مينه .
o الفنان دريد لحام .
o الفنان رفيق سبيعي .

نالت إشاعة الوفاة الفنان دريد لحام مرتين أو ثلاث مرات، وكان نفيها يأتي سريعا، فأصدقاؤه كثر، وتواجده في الأماكن والتظاهرات العامة كان مكثفا، وسريعا ما يتقصون عن حقيقة الخبر ليتم التعرف على الكذبة دون التعرف على مصدرها .. والفنان دريد لحام تجاوز عمره الثمانين عاما، وكذلك الفنان رفيق سبيعي الذي كتب عن وفاته فكتب له عمر جديد، كما يقولون في المعتقدات الشائعة السورية .

أما الكاتب الروائي حنا مينة ، فهو منكفئ عن النشاطات العامة، ويندر ظهوره في أي نشاط بعكس الفنانين المذكورين دريد لحام ورفيق سبيعي ، والحالة الصحية للكاتب حنا مينه تجعله موضوعا لمثل هذه الإشاعات التي تروج بين فترة وأخرى، وخاصة أنه ظهر في أحد اللقاءات ليعلن صراحة أنه ينتظر الوفاة، وهو تصريح إنساني يتجرأ عليه كاتب مخضرم ذو تجارب كبيرة مثل حنا مينه .

ويمكن القول إن أثر الحرب المتواصلة على السوريين بكل الوسائل خفضت نسبة النشاط الفني والظهور العلني لمثل هؤلاء، بل إن تصوير الكثير من الأعمال الدرامية التي ماكان يمكن أن تصور إلا في دمشق ، نقل إلى أماكن أخرى في الخليج العربي أو في بيروت ..

وقد شتت الحرب الكتاب السوريين وكذلك المثقفين والصحفيين ووزعتهم على أكثر من خندق سياسي، وكذلك فعلت بالفنانين الذي انضوى بعضهم تحت لواء المعارضة وظل الآخرون في خندق الموالاة، ورغم أنهم لم يستخدموا لغة التشهير ببعضهم البعض، إلا على مستوى ضيق، فإن السوريين لم يشعروا أبدا بأي دور للطرفين بالشروع بعمل إنقاذي حيوي يسعى إلى المشاركة في المحاولات الدولية الحثيثة التي تجري على قدم وساق ..

أفردت الحرب مساحة للقطيعة بين هذه الأوساط، ولم تلغ هذه القطيعة وسائل الإعلام العربية التي لم تحاول جمع الأطراف في أي برنامج بناء يعمل على رأب الصدع. ومن هنا كانت وسائل التواصل الاجتماعي مساحة مفتوحة لنقل الأخبار الكاذبة عنهم ، حتى تلك التي تتعلق بالوفاة ، بل إن تصريحات لاتمت إلى الواقع بصلة نقلت عن لسان العديد من الفنانين ، من بينهم دريد لحام الذي أشارت بعض المواقع إلى تصريح يتهجم فيه على سياسة الحكومة في مضايا ، وهو تصريح لم يحصل أبدا ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى