إعلام الكيان يُقّر بفشل إسرائيل في أكبر كفاحٍ لها ضدّ إيران
ما زال الموضوع الإيرانيّ يتصدّر العناوين الرئيسيّة في وسائل الإعلام العبريّة، وبعد أنْ أقرّت إسرائيل بإخفاقها في إقناع حليفتها الإستراتيجيّة أمريكا بالعدول عن إجراء مفاوضاتٍ مع إيران حول الاتفاق النووي، شهدت نهاية الأسبوع اعترافاتٍ إسرائيليّة بإخفاق كيان الاحتلال في معالجة التطوّر النوويّ الإيرانيّ، فقد أكّدت قالت وسائل إعلامٍ عبريّةٍ، نهاية الأسبوع الحالي، أنّ الدولة العبريّة خسرت في أكبر كفاحٍ لها في الأعوام الـ20 الماضية، ضدّ النووي الإيراني، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ كيان الاحتلال فهِم أنّ إيران قامت بالأمر وخسرنا، على حدّ تعبير كبار المُحللين السياسيين والأمنيين في تل أبيب.
إلى ذلك، كشف مسؤولون كبار في كيان الاحتلال الإسرائيليّ في حديثٍ لموقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، كشفوا النقاب عن أنّ الدولة العبريّة والولايات المتحدة الأمريكيّة أجريتا خلال الأسبوع الماضي محادثات سرية ناقشتا خلالها خطة بديلة في حال لم تستأنف إيران المحادثات حول العودة إلى الاتفاق النووي قريبًا، على حدّ تعبيرهم.
ولفت المُحلِّل السياسيّ في الموقع العبريّ، باراك رافيد، لفت إلى أنّ هذه هي المرّة الأولى منذ تشكيل الحكومة الإسرائيليّة الجديدة برئاسة اليمينيّ والمُتطرِّف نفتالي بينيت، التي يجتمع فيها الطاقم الاستراتيجيّ الأمريكيّ-الإسرائيليّ حول الموضوع الإيرانيّ، وأنّ قرار مواصلة أعمال الطاقم اتخذ من قبل الرئيس الأمريكيّ جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت خلال اجتماعهما في البيت الأبيض نهاية شهر آب (أغسطس) الفائت.
وووفقًا للمصادر عينها، تابع الموقع العبريّ قائلاً إنّ الجانب الإسرائيليّ شدّدّ خلال المباحثات السرية على ضرورة المضي قدمًا بخطةٍ بديلةٍ بشأن القضية الإيرانيّة في ظلّ الجمود في المفاوضات مع طهران والشعور بأنّ الإيرانيين يكسبون الوقت ويتقدمون في الوقت نفسه في برنامجهم النووي، حسبما أورد الموقع.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، قال مسؤولٌ إسرائيليٌّ رفيع شارك في مضمون المحادثات إنّ الأمريكيين أكّدوا أنهم قلقون أيضًا بشأن ما أسماه “الحائط المسدود”، مشيرًا إلى أنّ الرسالة العامّة من الجانب الأمريكيّ هي أنّه إذا لم تُستأنف المحادثات النووية قريبًا، فإنّ إدارة بايدن ستقوم بفرض عقوباتٍ جديدةٍ على إيران.
وأوضح موقع (WALLA) العبريّ أيضًا أنّ هذا الاجتماع جرى عبر الفيديو الآمن، وقاد الحوار عن الجانب الأمريكيّ مستشار الأمن القومي جايك ساليفان وعن الجانب الإسرائيليّ نظيره إيال خولتا، إضافةً إلى مسؤولين كبار من الجانبين.
وكشف الموقع النقاب عن أنّ ساليفان سيزور هذا الأسبوع منطقة الشرق الأوسط في زيارةٍ أولى للمنطقة، حيث يحطّ في السعودية والإمارات ومصر.
ولفت الموقع إلى أنّه لم يتضح حتى الآن ما إذا كانت جداول الأعمال ستكون مناسبة على ضوء سفر بينت إلى نيويورك للمُشاركة في الاجتماع السنوي للأمم المُتحدّة، مضيفًا أنّ الموضوع الإيراني سيكون إحدى المسائل الأساسية التي سيناقشها المسؤول الأمريكيّ الرفيع ساليفان خلال زيارته إلى المنطقة، وفق ما نقل عن المصادر الإسرائيليّة الرفيعة.
وكان لافِتًا جدًا في كلام المسؤول الإسرائيليّ الكبير أنّه لم يتطرّق لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، ولا مُباشرةً أوْ التفافيًا لإمكانية لجوء دولة الاحتلال والولايات المُتحدّة إلى الخيار العسكريّ لتدمير البرنامج النوويّ في الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.