تحليلات سياسيةسلايد

إعلان تونس مثقل بهواجس الأمن والعدالة والغذاء

حدد إعلان تونس الصادر عن تيكاد 8 ثلاثة أبعاد أساسية سيتم العمل عليها خلال السنوات القادمة، تتعلق بالسعي لتطوير العلاقات اليابانية الإفريقية، وإدخال تحولات هيكلية تخدم  النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، وتحقيق السلام والاستقرار في العالم،.

واختتمت بالعاصمة التونسية الأحد، أشغال مؤتمر طوكيو الدولي الثامن للتنمية في إفريقيا تيكاد 8 الذي أشرفت خمسة جهات على تنظيمه، وهي اليابان ومفوضية الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي، ويهدف لتسريع الحوار السياسي بين الفاعلين في إفريقيا والشركاء ومواجهة التحديات التي تواجهها القارة.

بينما يقول محللون إن اليابان تهدف من خلال تيكاد 8 إلى كبح جماح الصين والحد من تمددها داخل إفريقيا.

ودعا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في الكلمة الختامية للمؤتمر لإرساء “رأسمالية جديدة تقوم بالأساس على الإنسان”.

وأكد على سعي اليابان لتكون شريكة لإفريقيا وتساهم في نمو القارة وتجاوز الإشكاليات التي تعاني منها، متوقعا أن تحقق إفريقيا نموا ديناميكيا خلال السنوات المقبلة.

وأعلنت اليابان السبت، دعم القارة الإفريقية بـ30 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، تهم مجالات النمو الأخضر والصحة والتعليم والموارد البشرية والزراعة والتشجيع على الاستثمار.

وعبر القادة الموقعون على البيان عن تقديرهم للجهود المبذولة لإنشاء صندوق جديد لتشجيع الاستثمار في إفريقيا بهدف تحسين جاذبية الاستثمار في القارة وتعبئة رأس المال لصالح هيكلة المشاريع.

وشدد القادة المشاركون في تيكاد 8 في نص إعلان تونس، على أن الحكم الرشيد والديمقراطية وسيادة القانون أمور حاسمة لتنمية إفريقيا وسلامها واستقرارها.

وأكدوا على مواصلة دعم الجهود للحفاظ على المبادئ الديمقراطية بما في ذلك انتخابات شاملة وذات مصداقية وشفافة وكذلك بناء المؤسسات والقدرات وتعزيز الحكم.

وأولى إعلان تونس أهمية لبناء البنية التحتية الاجتماعية ودعم تحسين سبل العيش للشباب والنساء.

وأكد التزام المشاركين بتعزيز التعاون من خلال دعم التدريب المناسب لبعثات دعم السلام التي تقودها إفريقيا، فضلا عن دعم عمليات إنفاذ القانون، وتقدير منظومة الحوكمة الإفريقية، ومنظومة السلم والأمن الإفريقييْن.

وتقوم إفريقيا عبر منظماتها وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وعبر التنسيق مع المنظمات الأممية والدولية، بدور حيوي في تأمين بعثات دعم السلام من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في القارة.

وتحدق بالقارة الإفريقية مخاطر أمنية عديدة على رأسها عودة التهديدات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء خاصة عند المثلث الحدودي الذي يجمع بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وطالب القادة الموقعون على الإعلان بضرورة توخي التوازن والشفافية داخل المجلس، ومعالجة جميع القضايا الرئيسية الخمس بما في ذلك مسألة حق النقض ليحظى بأكبر قدر ممكن من القبول السياسي من قبل الدول الأعضاء.

المطالبة بتمثيل إفريقي كامل بمجلس الأمن مع جميع امتيازات العضوية الدائمة بما في ذلك حق الفيتو

واعتبروا أن القارة الإفريقية تعرضت لـ”ظلم تاريخي” فما يتعلق بتمثيلها في مجلس الأمن، مطالبين برفع تلك المظلمة ومؤكدين دعمهم للتمثيل الإفريقي الكامل في مجلس الأمن من خلال “ما لا يقل عن مقعدين دائمين مع جميع امتيازات العضوية الدائمة بما في ذلك حق الفيتو، و5 مقاعد غير دائمة، تمشيا مع الموقف الإفريقي المشترك على النحو المنصوص عليه في توافق إزولويني وإعلان سرت.

كما شددوا على التزامهم بتحقيق عالم خال من الأسلحة النووية، مع الاعتراف بالعواقب الإنسانية الكارثية لاستخدام تلك الأسلحة النووية.

وأعرب القادة الموقعون على الإعلان عن “قلقهم البالغ إزاء الوضع في أوكرانيا وتأثيره على الاقتصادات الإفريقية والعالمية”، مؤكدين على أهمية الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار من خلال الحوار واحترام مبادئ القانون الدولي.

ودعوا لاستئناف تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية والأسمدة إلى الأسواق العالمية من أجل التخفيف من حدة معاناة السكان الأفارقة.

ودعوا جميع الشركاء الدوليين إلى دعم البلدان الإفريقية للتغلب على ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

وعبروا عن ترحيبهم بالاتفاقية بين أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة وتركيا، بشأن تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية عبر البحر الأسود، حاثين جميع الأطراف على ضمان تنفيذ الاتفاقية.

ووقعت روسيا وأوكرانيا في إسطنبول في يوليو/ تموز الماضي بوساطة تركية ورعاية أممية، اتفاقا لتأمين إخراج ملايين الأطنان من الحبوب من الموانئ الأوكرانية.

ورحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدة عواصم دولية باستئناف أوكرانيا تصدير الحبوب مطلع أغسطس/ آب الجاري مع إبحار أول سفينة من ميناء أوديسا بهدف التخفيف من أزمة الغذاء العالمية.

واتفق المشاركون في قمة تيكاد 8 على عقد تيكاد 9 سنة 2025 باليابان، على أن يُعقد اجتماع وزاري لمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا سنة 2024 .

 

ميدل إيست أون لاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى