كشفت الفنانة إلهام شاهين عن ضياع “حلم عمرها” بتجسيد شخصية “حتشبسوت” أول حاكمة مصرية في التاريخ، مؤكدة أنها اتفقت بالفعل مع المخرج العالمي يوسف شاهين على تفاصيل الفيلم، ولكنه كان مشغولاً بتصوير فيلمه الأخير “هي فوضى” وبعدها فارق الحياة، ولم يعد ممكناً تقديم الشخصية؛ نظراً لفارق العمر بينها حالياً وبين الملكة الشابة، وأشارت شاهين إلى أن “سوق المتعة” يعد من أقرب الأفلام إلى قلبها.
وأضافت إلهام شاهين، في ندوة تكريمها بمهرجان “جربة للسينما العربية” المنعقد حالياً في تونس: كانت أمنية حياتي أن أقوم بتجسيد شخصية حتشبسوت أول حاكمة مصرية في التاريخ، وكنت قد اتفقت على عمله كمسلسل وفيلم مع النجم الراحل يوسف شاهين، ولكن كان منشغلاً في تصوير فيلم “هي فوضى”، وعندما انتهى منه توفاه الله، ولم نستطع عمل الفيلم، والآن لم أقم بعمله؛ لأن حتشبسوت كانت صغيرة، ووقت هذا العمل قد فات، وأنا محظوظة أن ربنا خلقني فنانة؛ لأنها مش وظيفتي، إنما أنا بحب الفن، وعشت حياة شخصيات عديدة جداً، بل عشت أكثر 101 شخصية في حياتي، أنا بحب الفن، وهو ليس وظيفة ولكنه عشق وحب للسينما، ولكن أحب أعمل شخصيات بعيدة عني وليست شبهي؛ لأني أحب أن أعيش حيوات أخرى بمشاكلها وطريقتها وملابسها وتعبيراتها.
وعن تاريخها الفني، قالت النجمة المصرية إلهام شاهين: مشكلتي أني أتقمص الشخصية بشكل مبالغ فيه ويؤثر في حياتي الشخصية بسبب الاندماج، وأرى أن الاندماج الزائد للفنان ليس صحياً، وأكثر الأوقات التي قمت بزيارة الأطباء فيها كان بسبب الاندماج والتأثر بتقمص الشخصيات، وأعتز بفيلمي “يا دنيا ياغرامي” و”سوق المتعة”، وأعتبرهما من أقرب الأفلام إلى قلبي؛ لأن به رسالة جريئة ومهمة، وأيضاً أحب القضية التي ناقشتها في فيلم “واحد صفر”، وأحب تقديم القضايا المختلفة والمثيرة للجدل.
وعن غياب نجوم جيلها عن الساحة الفنية، قالت إلهام شاهين: هناك استبعاد لعدد كبير من جيلنا لأسباب غير معلنة، وأنا أتصور أن الذي يرفض هذا الجيل هو شخص غير فاهم ولا يقدّر قيمة الكاتب أو المخرج أو الممثل، بل لا يقدر قيمة الأشخاص والفنانين وصناع التنوير، وأن المخرج القوي أو قائد العمل القوي الواثق في نفسه لا يقوم بالصياح خلال التصوير أو صنع حالة من التوتر؛ بسبب صوته العالي، وأنا أحب المخرجيْن مجدي أحمد علي و عمر عبد العزيز، في اللوكيشن، وخلال أجواء التصوير.
أعمال إلهام شاهين القادمة
وعن أعمالها القادمة، قالت شاهين: أنا أقوم بتحضير فيلم جديد باسم “بنات صبرة”، ويدور حول إجبار زواج القاصرات وعن ختان البنات، وسأظل داعمة للمرأة وأحثها على القوة، وأرى أن المرأة القوية هي التي تعتمد على نفسها اقتصادياً، قبل توعية البنات الصغيرة لابد أن أقوم بتوعية الأهل بخطورة الجهل، ولديّ أيضاً فيلم بعنوان “فيتو”.
وأكدت الفنانة إلهام شاهين أنها ممتنة للتكريم من مهرجان “جربة” للسينما العربية في دورته الثانية، وأنها تحب أن تدعم المهرجانات الوليدة التي تبدأ، وأنها تدعم دكتورة عبلة الأسود؛ لأنها كرياضية وأستاذة جامعية هدفها الوحيد إقامة مهرجان سينما هو حبها للفن، وأكدت أن الجمهور العربي غير معتاد على حضور الندوات وأفلام المهرجانات السينمائية؛ بسبب عدم إدراكهم الجيد لمفهوم السينما، وأنها واجهت صعوبات عديدة حينما أسست مهرجان أسوان لسينما المرأة؛ إذ إنها قامت بدعوة الفنانين، وعملت على دعم المهرجان والجمهور لحضور الفعاليات، مشيدة بدور مديرة المهرجان عبلة الأسود، التي تراها محبة للسينما، وتعمل بكل جهد من أجل إعلاء شأن السينما العربية ودور بلدها تونس.
وخصص مهرجان جربة للسينما العربية في دورته الثانية مؤتمراً صحفياً للنجمة إلهام شاهين، بحضور الدكتورة عبلة الأسود، المدير العام للمهرجان، وقدم المؤتمر الزميل الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر، حيث قال في بداية الندوة إن النجمة إلهام شاهين فنانة تمتلك رصيداً كبيراً من الحب لدى كل الجماهير العربية، وهي فنانة داعمة لكل الفعاليات الثقافية والفنية والسينمائية، وكان لي الشرف أني كتبت عنها كتاباً بعنوان “المتمردة”؛ لأنها بالفعل فنانة متمردة على كل الأوضاع غير الصحيحة.. في الحياة وفي الفن، ونبدأ بها فعاليات اليوم الأول من المهرجان في مؤتمر صحفي، وماستر كلاس.. نسمعها ونسألها عن تجربتها الفنية بشكل عام والسينمائية بشكل خاص، وكمان عن حبها لتونس ودعمها لمهرجان “جربة” منذ دورته الأولي.
حضر المؤتمر الصحفي المخرجان مجدي أحمد علي و عمر عبد العزيز، والفنانون أمير شاهين وشريف حلمي وأحمد مجدي وياسمين الخطيب، وعدد من النقاد والصحفيين ووسائل الإعلام من تونس.
وقالت الدكتورة عبلة الأسود، مدير مهرجان “جربة” للسينما العربية، إنها ممتنة للنجمة إلهام شاهين؛ لأنها داعمة للثقافة والفنون بشكل عام، وأنها إنسانة بكل معاني الإنسانية، وسعيدة لتكريمها على مشوارها الفني التي أبدعت فيه وأحبها كل الوطن العربي، وأنها تدعم القومية العربية وليس لها حدود في الإبداع.